تعتقد وكالة الأنباء الأمريكية "بلومبرج" أن الأزمة في مصر, خلقت حالة من التناقض في مواقف وآراء حلفاء الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط ك"السعودية وقطر وتركيا"، مشيرة إلى أن هذا التناقض أصاب موقف واشنطن بحالة من التراجع. ونشرت الوكالة تقريرا حول مواقف حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط، والتي تميزت بالتناقض الكبير، حيث تعرض تأثير الولاياتالمتحدة في مصر إلى العديد من التحديات السياسية والاقتصادية إثر اتخاذ بعض حلفاءها مواقف من شأنها أن تؤمن مصالحهم في مصر، حيث يظن البعض أن ما تراه واشنطن في المنطقة لا يزيد عن كونه منافسة بين بعض الدول المؤثرة في المنطقة على النفوذ والتأثير في الشرق الأوسط. ويؤكد التقرير أن الدول العربية الحليفة لواشنطن تعاني من حالة انقسام في المواقف بشأن الأزمة في مصر، فالسعودية والإمارات والكويت الذين أرسلوا مليارات الدولارات للحكومة الانتقالية في مصر، ترى أن مصلحتها الحفاظ على الوضع الراهن بمصر، بينما ترى قطر وبعض الدول في منطقة الشرق الأوسط مثل تركيا أن الجيش المصري يقوم ب"مجازر" لا يمكن السكوت عنها. وعلى الرغم من حالة الانقسام بين حلفاء واشنطن، إلا أنهم اجتمعوا على تقديم مساعي جيدة لحل الأزمة في مصر قبل فض الاعتصام، تجنبا لمزيد من الأزمات الكبيرة في البلد المحورية بالشرق الأوسط. والعجيب أن واشنطن التي تعتمد على قطر في تواجد قواعد عسكرية تستطيع بها أن تضرب البرنامج النووي الإيراني في حالة الضرورة، لا ترغب في التضحية بعلاقتها الاقتصادية بالسعودية التي تعد من أهم حلفاء واشنطن بالمنطقة، الأمر الذي يضع الإدارة الأمريكية في أزمة لم تشهدها الدبلوماسية الأمريكية منذ أعوام طويلة.