نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريراً حول أهم الأسئلة التي تدور حول مرض التهاب المفاصل الروماتويدي، وتقدمه دكتور فيفان بي بيكرك وهى متخصصة في الأمراض الرئوية لأكثر من عشرين عاماً ومدير مركز التهاب المفاصل في مستشفى الجراحة الخاصة بمانهاتن ورئيسة لجنة التداوي بالرابطة الكندية لأمراض الروماتيزم لمدة أربع سنوات. وتبدأ موضحة أن مرض التهاب المفاصل الروماتويدي غالباً ما يبدأ في منتصف العمر، وهو أكثر شيوعاً بين النساء. ويعتبر هذا النوع من التهاب المفاصل أكثر الأنواع تدميراً للمفاصل، وهو يختلف عن مرض هشاشة العظام، حيث ان التهاب المفاصل الروماتويدي مرض المناعة فهو يهاجم الجهاز المناعي ويلهب المفاصل ويسبب اضرار خطيرة للمفاصل الكبيرة والصغيرة على السواء وكذلك للعديد من أجهزة الجسم. وتضيف أن هذا المرض يحتاج للمزيد من البحوث، غير أن هذه البحوث مكلفة للغاية ولكنها هامة للوصول لطرق علاجية فعالة. ومن هنا تكمن أهمية التشخيص المبكر مع كثرة المتابعة المبكرة جنباً إلى جنب مع استراتيجية العلاج بكثافة للوصول إلى أفضل النتائج مع هذا النوع الخطير لالتهاب المفاصل. وتجيب على السؤال حول فكرة التداوي ب"الميثوتربكسيت" أى حمض "بريدنيزون" أو "الفوليك" كعلاج طويل الأثر على الجسم، بالتخوف من تأثيره على الكبد والعظام أيضاً بتكراره فترة زمنية طويلة. وحمض "البريدنيزون" يؤثر على العظام وترقيق طبقة الجلد وزيادة الوزن للبعض، ويزيد التخوف من العلاج به بالنسبة للمرضى بارتفاع ضغط الدم والسكري. أما "الميثوتريكسيت" فهو أكثر إيجابية للمساعدة للسيطرة على التهاب "أر أيه" والأمراض الروماتيزمية الأخرى، ومفيد لمرضى التهاب المفاصل الروماتويدي الذين يعانون من مرض القلب والأوعية الدموية، بشرط أن يجري اختبارات الدم تحت إشراف الطبيب المتابع كل ثلاث أشهر للتأكد من تأثيراته الإيجابية على الجسم. ومن تجربة استخدام هذا العقار لثلاثين عاماً، أكدت فيفان أن فوائده أكثر من مخاطره، بل ولا توجد عواقب كبيرة على المدى الطويل لاستخدامه، ولكن لا ينصح للمرضى الذين يتناولونه استخدام تناول حمض الفوليك معه. كما ترد على تساؤل حول إمكانية حدوث اتصال بين بكتيريا الأمعاء وتطوير المناعة الذاتية لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي مستقبلا، بأن هذا مازال رهن البحث العلمي لم يوضح بعد الإجابة عليه خاصةً مع اختلاف العادات الغذائية باختلاف جغرافيا الشعوب، ولكنها تأمل أن تساعد بكتيريا الامعاء على الشفاء من هذا النوع من التهاب المفاصل. وتوضح بعض الاتجاهات المستقبلية أو البحوث التي هى مثيرة بشأن علاج التهاب المفاصل الروماتويدي، بأنه يتم إجراء تجارب سريرية مختلفة الآن لتطوير علاجات تستهدف جزئيات صغيرة من هذا المرض باستخدام حبوب أو بروتينات صغيرة للغاية، غير أن البحوث ليست بالعدد الكافي لتقلص أموال التمويل اللازمة. وبالنسبة لاتباع نظام غذائي معين للمساعدة في علاج هذا النوع من التهاب المفاصل تفيد بشدة أحماض "أوميجا 3" الدهنية عندما تستخدم بكميات عالية تشبه تأُثير الأدوية المضادة للالتهابات (المسكنات). كما توصي بتناول الخضار والفاكهة للحفاظ على الوزن لارتباك البدانة مع زيادة جزئيات الالتهابات في الجسم، وضرورة التركيز على الأطعمة التي اعتدنا وجودها منذ مئات السنين مثل الأسماك والخضروات واللحوم والبيض والفطريات والجذور والمكسرات.