مع حلول عيد الفطر المبارك، باتت ظاهرة إرتفاع الاسعار هي السائدة في الشارع المصري، والغريب في الأمر أنه على الرغم من إرتفاع الأسعار إلا أن هناك إقبال متزايد من المواطنين على الشراء، ولعل ابرز المنتجات التي ارتفعت أسعارها خلال عيد الفطر، الملابس الجاهزة وكعك العيد ولعب الاطفال وغيرها. لذا حاولت شبكة الإعلام العربية " محيط" أن ترصد حالة الشارع المصري والمواطنين وردود أفعالهم من إرتفاع الاسعار، وهل هذه الأسعار تتناسب مع الدخول التي باتت شبه ثابته للمواطن محدود الدخل، وما مدى التأثير الذي ينجم من إرتفاع الاسعار على الاقتصاد المصري ؟. في البداية إلتقت " محيط" بالحاج محمد ،أحد بائعى الكعك في وسط البلد بمحل " العبد" ، الذي أكد أن أسعار الكعك هذا العام شهدت إرتفاعاً في الأسعار وذلك نتيجة إرتفاع أسعار الدقيق والسكر، مؤكداً أن الكعك السادة يتراوح سعر الكيلو ما بين 48 إلى 50 جنيه، وكعك الملبن والعجمية 55 جنيه، وكعك جوز الهند ثمنه 75جنيهاً، وكعك المعمول بالتمور والمعمول بالفستق يتراوح سعر الكيلو ما بين 80 جنيهاً و46 جنيهاً. أما عن البسكويت قال الحاج محمد أنه توجد ستة أنواع من البسكويت، فبالنسبة للبسكويت السادة بلغ سعر الكيلو لهذا العام 45 جنيهاً، وبسكويت البرتقال ثمنه 49جنيهاً، وبسكويت القرفة 46 جنيهاً، وبسكويت جوز الهند 46 جنيهاً ، أما عن بسكويت الشكولاتة وبسكويت العجوة فيعد أرخص أنواع البسكويت إذ يصل سعر الكيلو 42 جنيهاً. وعن أنواع البيتى فور أكد الحاج محمد أن أسعار البيتي فور تراوحت ما بين 65 جنيهاً ل80 جنيهاً، مؤكداً أن أشكال الحلوي هذا العام مختلفة، إذ تم إستخدام أشكال جديدة , والوان جديدة لجذب إنتباه الزبون وزيادة معدلات الإقبال على الشراء. وأوضح الحاج محمد أن حالة عدم الإستقرار السياسي جعلت الإقبال على شراء الحلوي هذا العام متوسطاً ، لافتاً أن هناك الكثير من ربات البيوت يصنعن الكعك والبسكويت في بيوتهن للتوفير خاصة وأن هناك الكثير من محدود الدخل لا يقدروا على الشراء في ل هذه الأسعار. وعن سوق الملابس الجاهزة ، قامت " محيط" بجولة في سوق العتبه وإلتقت بأحد أصحاب المحلات هناك ، ياسر صفوان " 45 سنة" الذي أكد ان أسعار الملابس الجاهزة إرتفعت بشكل طفيف جداً جراء عمليات النقل والشحن والتفريغ، إلا أن أسعار ملابس الأطفال باتت مرتفعة جراء ارتفاع أسعار المواد الخام الخاصة بها. وأوضح أنه على الرغم من الإرتفاع الطفيف في الأسعار إلا أن ظاهرة الركود باتت هي السائدة لاسيما في ظل انتشار الباعة الجائلين بالشارع ، فبات الزبون يلجأ لشراء المنتج الأرخص له ، مع العلم أن الباعة الجائلين قد يبيعوا نفس اشكال الملابس ولكن الخامة تكون أردىء وهذا الأمر لا يشغل تفكير الزبون على الإطلاق. وعن أسعار لعب الأطفال إلتقت " محيط" بأحد أصحاب محلات الأطفال بالعتبة ، الحاج ياسين السيد ، صاحب محل " هابي بيبي"، اكد أن أسعار لعب الأطفال قد ارتفعت جداً، على الرغم من أنها جميعها صينية، مؤكداً أن المسدسات والبنادق والعرائس هم الأكثر بيعاً للعب الأطفال.وأوضح الحاج يس أنه على الرغم من إرتفاع أسعار اللعب إلا أن هناك إقبال متزايد من قبل الأطفال على الشراء، مؤكدا أن ايام الأعياد هي الأكثر رواجاً وبيعاً لهذه المنتجات ، فبعد إنقضاء العيد يعود السوق من جديد لطبيعته ، غذ تنخفض حركة البيع مرة أخرى خاصة في ظل حالة الإنفلات الأمني التي تندلع من حين لآخر جراء التظاهرات. وحول آراء المواطنين في الأسعار تقول حنان زهران " ربة منزل" أن الأسعار في العيد هذا العام في السما – على حد قولها- ورغم ذلك لا تستطيع الأسرة المصرية قضاء هذا العيد بدون وجود الكعك والبسكويت، تلك الحلوى التي باتت الطبق الرئيسي للضيوف في العيد، لافتة في الوقت ذاته إلى أن وجبة الكعك تعد أهم العادات التي تحرص الأسرة المصرية على وجودها في العيد. وحول أسعار الملابس ولعب الأطفال قالت حنان، أسعار الملابس الجاهزة دائماً ترتفع خلال العيد وشهر رمضان، لذا ينبغي أن تكون ربة المنزل على وعي بذلك، وتشتري الملابس قبل قدوم رمضان على الأقل بشهر قد تجدها أقل إنخفاضاً في أسعارها، أما عن لعب الاطفال فهذا الأمر لا يمكنن الأستغناء عنه لأنه شراء الألعاب في العيد تعد فرحة الطفل الاساسية. بينما قال نبيل عبد اللطيف " محاسب" أن الأسعار هذا العام في السماء ، ورغم ذلك يكون دائماً محدود الدخل هو الضحية، خاصة وأن الأسعار كل يوم ترتفع عن اليوم السابق له، والرواتب ثابتة.وأوضح نبيل أن غياب الرقابة ، هي السبب الرئيسي وراء قيام التجار بالتلاعب بالأسعار مطالباً الحكومة الجديدة تحت قيادة الدكتور حازم الببلاوي بتشديد الرقابة على الأسواق لمنع جشع التجار الذي بات يتسع دائماً على حساب محدود الدخل. بينما تقول عزيزة مهران " ربة منزل" أن راتب زوجها ضئيل إلا أنه على الرغم من ذلك، لم تستطع قضاء العيد دون شراء إحتياجاته من الكعك والبسكويت، قائلة إلا أنها تنازلت عن شراء عدد من المأكولات لكي تتمكن من شراء الحلوي التي باتت أهم احتياجات المائدة في العيد.بينما قالت سهير علام " وكيلة مدرسة صلاح الدين بالدقي" أن أسعار الكثير من السلع قد تزايدت في الشارع المصري في العيد هذا العام، موضحاً أن أزمة الوقود التي تفاقمت الفترة الأخيرة قد تكون سبباً في إرتفاع اسعار المواد الخام للمنتجات سواء الدقيق والسكر بالنسبة للكعك والبسكويت، أو اسعار الأقمشة بالنسبة للملابس الجاهزة. وطالبت سهير الحكومة الجديدة بضرورة وضع حلول سريعة للقضاء على أزمة إرتفاع الأسعار التي تجعل محدود الدخل عاجزاً عن شراء الكثير من إحتياجات منزله وبالأخص في المناسبات والأعياد، الامر الذي سرعان ما ينعكس ويؤثر بالسلب على فرحته.