دنّست مجموعة من الإرهابيين اليهود، الليلة قبل الماضية، مقبرة إسلامية وأخرى مسيحية في مدينة يافا المحتلة عام ،1948 وحطمت قبوراً وكتبت شعارات عنصرية مسيئة، مثل "الموت للعرب" . يأتي هذا الاعتداء الجديد في إطار حملة "فاتورة الحساب" التي أطلقها المستوطنون ضد البشر والحجر والشجر في الضفة الغربية، حيث أقدم الإرهابيون الصهاينة على إحراق مساجد وتدنيسها، وقطّعوا مئات أشجار الزيتون، إضافة لاعتداءاتهم على الفلسطينيين عابري الطرق القريبة من المستوطنات .
وقال نداء القدس: إنهم يهاجمون في جنح الظلام ويضرمون النار في المساجد ويكتبون على جدرانها "فاتورة الحساب" وهو شعار التحدي الذي يرفعه مستوطنون هددوا بالانتقام لأي تحرك من جانب سلطات الاحتلال لإزالة مواقع استيطانية شيدت في الضفة الغربية من دون تصريح، الأمر الذي أثار مخاوف لدى مستوطنين آخرين من اندلاع انتفاضة فلسطينية.
ولا تزال عشرات من هذه المواقع التي وعدت "إسرائيل" مراراً حليفتها الولاياتالمتحدة بازالتها قائمة فوق قمم تلال في الضفة الغربية.
وفي المرات القلائل التي هدمت فيها جرافات الاحتلال مباني في هذه المواقع يستيقظ قرويون فلسطينيون صباحًا ليجدوا مسجداً قد أتت عليه النيران لتظهر العبارة التي أضحت مألوفة الآن على جدرانه.
واتسع نطاق حملة "فاتورة الحساب" الإرهابية في الفترة الحالية لتشمل أعمال التخريب قاعدة لجيش الاحتلال في الضفة الغربية وإضرام النار في مسجدين ولامس أحد الحادثين في الأسبوع الماضي في قرية طوبا وتراً حساساً لزعماء البلاد والرأي العام .
وفي طوبا الزنغرية في الجليل أضرمت النيران في مسجد الاثنين الماضي ما دفع عشرات من فلسطينيي المنطقة المحتلة في الجليل منذ سنة 1948 للاحتجاج في الشوارع ورشق الشرطة بالحجارة وردت الشرطة باطلاق الغازات المسيلة للدموع . وقال أحد الفلسطينيين في القرية لتدرك إسرائيل أنها ستدفع ثمن هذا.
وتشير عبارات كتبت على جدران مسجد النور إلى أن منظمي حملة "فاتورة الحساب" ينتقمون لمقتل مستوطن وابنه الشهر الماضي حين انقلبت سيارتهما في الضفة الغربية بعدما رشقها فلسطينيون بالحجارة.
وزعمت شرطة الاحتلال أنها شكلت قوة خاصة للتعامل مع منظمي هذه الحملة إضافة إلى الهجمات على المساجد يعمد المستوطنون إلى حرق سيارات واقتلاع مئات من أشجار الزيتون والعنب الفلسطينية .
ويعتقد- إلى حد بعيد- أن حملة "فاتورة الحساب" من عمل مجموعة سرية من المستوطنين في مواقع استيطانية شيدت من دون ترخيص حيث لا يلقى الصحافيون ترحيباً.
ويزعم مسئولو أمن في الكيان أن مثل هذه الجماعات شديدة التماسك بحيث يصعب التسلل إليها، ما يجعل من الصعب تفادي الهجمات على المساجد أو التعرف إلى مرتكبيها . لكن افراهام ديتشر الرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي "الإسرائيلي" (شين بيت) صرح ل"رويترز" بأن الوقت حان للتحرك ضد المستوطنين الذين وصفهم بأنهم "تعساء ذوو عقلية إرهابية".
وقال: "قد تجد نفسك في غمار انتفاضة في لمح البصر ليس بسبب سقوط قتلى ولكن لمجرد استهداف أماكن حساسة ومهمة جداً.
في الأثناء، تصاعدت في الضفة الغربية وقطاع غزة الفعاليات التضامنية مع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام لليوم ال12 على التوالي، وهم يهدّدون بتصعيد احتجاجهم وصولاً للعصيان الشامل والتمرد على قوانين إدارات السجون.