حمدونة : إسرائيل تنتهك القانون الدولي الانسانى في حرمة الموت غزة : أكد الأسير المحرر رأفت حمدونة مدير مركز الأسرى للدراسات وعضو لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية أن إسرائيل تنتهك القانون الدولي الانسانى فى حرمة الموت ، وخاصة بحرمان المعتقلين من وداع ذويهم اللذين يرحلوا عن الدنيا دون إلقاء النظرة الأخيرة عليهم قبل الدفن ، وكذلك فى قضية تسليم الجثامين " مقابر الأرقام " إلى ذويهم واحترام كرامة المتوفين ومراعاة طقوسهم الدينية خلال عمليات الدفن . وأضاف حمدونة أن غالبية الأسرى القدامى فقدوا ذويهم أثناء منع الزيارات لهم منذ منتصف حزيران 2007 لحتى اللحظة وكان آخرهم أحد أقدم الأسرى خالد الجعيدى الذى فقد والده دون رؤيته منذ 12 عام متواصلة وسبقه فى الفترة القريبة رحيل والدة الأسير يحيى دعامسة المحكوم بالمؤبد ، ووالد الأسير حسن لافى ، ووالد الأسير تيسير البرديني المعتقل منذ العام1994 والمحكوم بالمؤبد مدى الحياة ، ووالدة الأسير منيف أبو عطوان (75 عاما) متأثرة بنزيف حاد أصابها نتيجة إجراءات التفتيش التي نفذتها سلطات الاحتلال بحقها أثناء زيارتها لنجلها منيف المحكوم بالسجن (20 مؤبدا) والقابع في سجن ريمون ، وشقيق الأسير محمد مصطفى أبو جلالة " أبو المثنى " والمحكوم 5 مؤبدات والمعتقل منذ 9/3/1991 ووالدة الأسير محمد مرداوي المعتقل منذ العام 1999م والمحكوم 30عام ، ووالد الأسير المعزول صالح دار موسى (47) عاماً والمحكوم 17 مؤبدا والمعزول في عزل ألرمله منذ ست سنوات متتالية ، ووالد الأسير ابراهيم عيسى عابدة من بيت لحم والمحكوم بالسجن المؤبد وسبقهم العشرات من آباء وأمهات الأسرى وخاصة القدامى منهم . وأكد حمدونة أن الاحتلال ينتهك القانون الدولى الانسانى بحرمان الأسير من وداع أحباءه عند الموت وفقاً للمادة (116) من اتفاقية جنيف الرابعة التى تقول " يسمح لكل شخص معتقل باستقبال زائريه، وعلى الأخص أقاربه ، على فترات منتظمة، وبقدر ما يمكن من التواتر ، ويسمح للمعتقلين بزيارة عائلاتهم في الحالات العاجلة، بقدر الاستطاعة، وبخاصة في حالة وفاة أحد الأقارب أو مرضه بمرض خطير " مؤكداً ان هذه الظاهرة تحتاج إلى وقفة جدية ، فهنالك العشرات من الأمهات والآباء من تمنوا لقاء أحبابهم فى السجون قبل الموت ، وخاصة ذوى الأسرى الممنوعين من الزيارات كأسرى قطاع غزة اللذين لم يزروا منذ 5 سنوات متتالية ، وأعداد كبيرة من أمهات وآباء الأسرى من الضفة الغربية والممنوعين من الزيارات تحت حجج أمنية واهية . وأضاف حمدونة أن اسرائيل هى الدولة الوحيدة فى العالم التى تعتقل الموتى لأكثر من 30 عام متواصلة كما يحدث برفضها لتسليم جثامين شهداء معتقلين فى مقابر للأرقام منذ العام 1978 مثل جثمان الشهيدة دلال المغربى وما يقارب من 500 جثة أخرى موزعات على مقابر للأرقام . واضاف أن اسرائيل تنتهك القانون الدولي الانسانى ومعايير حقوق الإنسان الذى يلزم أى دولة احتلال بتسليم الجثامين إلى ذويهم واحترام كرامة المتوفين ومراعاة طقوسهم الدينية خلال عمليات الدفن. وتفرض المادة (130) من اتفاقية جنيف الرابعة والمادة (34) من البروتكول الإضافي الأول الملحق باتفاقيات جنيف ، الذي يعتبر جزءاً من القانون الدولي العرفي الملزم لجميع الدول ، بشكل صريح دفن المعتقلين المتوفين أو من يسقطون في أعمال القتال باحترام وإتباع إجراءات تتناسب وثقافتهم الدينية وبمجرد أن تسمح الظروف عليها واجب تقديم بيانات ومعلومات وافية عنهم ، وحماية مدافنهم وصيانتها وتسهيل وصول أسر الموتى إلى مدافن الموتى واتخاذ الترتيبات العملية بشأن ذلك ، وتسهيل عودة رفات الموتى وأمتعتهم الشخصية إلى وطنهم . وطالب حمدونة كل المعنيين بقضية الأسرى أن تكون قضية القدامى أولى أولويات اهتمامهم ، وأن تكون مركز أجنداتهم على كل الصعد ، مضيفاً أن أعداد كبيرة من ذوى الأسرى توفوا حسرة على أبناءهم فى السجون . كما طالب الصليب الأحمر الدولى والمنظمات الحقوقية والانسانية والمجتمع الدولي بالضغط على اسرائيل ، وانصياعها للالتزامات القانونية والأخلاقية فيما يتعلق بقواعد القانون الدولي الإنساني وتعاملها مع الشعب الفلسطينى فى قضايا الموت لما لهذا الأمر من قدسية وحساسية .