من لم يعرف لون الدم لن يعرف لون الشربات ، ومن ضمن الجرائم التى ارتكبت فى حق البشرية اختراع كلمة "الحى ابقى من الى مات " وانسي الى فات ، وكيف بثوره تتحول فى النهاية إلى "قعدة عرب" ، فالثورات لا تعرف تصالح الا بعد اقتناص القوه والقصاص وتحقيق أهدافها وليس التصالح لتطيب خاطر النظام المخلوع "عشان ميقفش" ولا عشان كان منصب سابق "فامينفعش" ،وفى ظل شفافية الدولة فى بيان أخطاء الأنظمة المقتص منها لن "ياخد على خاطرهم مؤيديهم ، وإن كانت توجد بلد تريد ان تبنى مجدا ومستقبل يجب ان لا تبنيه على دماء أبناءها بل تبنيه على تحقيق العدالة فى مسفك دمائهم ، فلو تصورنا ان شخصا كلما اخطأ او أجرم تمت مسامحته دون لومه او توبيخه او عقابه بما يستحقه ولم يجد اى رادع فسيتحول رغم انفه الى مستبد غاشم"بلطجى"، التطهير يكمن فى تحقيق القانون .. فلن يفسد من يعلم انه سيحاسب وانه ليس فوق القانون وان زملائه هم اول من سيرشدون عنه او يشهدوا عليه كما يحدث فى الدول المتقدمة، نعم هذا يحدث فى بلادنا تمام ولكن يرشدون عنهم لامن الدولة حينما يخرج المواطن وليس المسئول عن قانون النظام وليس حين يخرج عن قانون العدالة، وان قانون السماء وشرعها لم يردعه ويجعله يتقى نار الاخره فهذه ليست حجه لرواد المصالحة بأن يقولون مثلا ان العدل فى السماء فقط وان المسامح كريم ، فالتوبة لها شروطها وأولها هو الاعتراف بالذنب وما يحدث دائما هو الاعتراف بالذنب وتحميل خطئه على الآخر والذى بالنهاية يخرج براءة ، ونجد أنفسنا فى دوامه .. لم نحاكم بلح الشام ولا عنب اليمن ،الدم له حرمه ان لم يأخذ بثأره يظل يصرخ ويمنع الرحمة ان تنزل ونجد الامور تتدهور أكثر وأيضا الظلم ، فقد حزر الله من دعوة المظلوم وبلغ عن مداها، وعلى الشريف ان لا يضع يده فى اليد التى تلوثت بالدم اوالظلم،ولو كلف الأمر البحث عن كل مظلوم ورفع الظلم عنه ،والأمر لا يقتصر فقط على مطالب ثوره ستحقق عاجلا او اجلا بيد من سخر لها ان يحققها ولكن القضية فى العدالة ، فكم قرية بغت وانتشر فيها الظلم وأخذها ربها اخذت مقتدر وانتهت نهايات مأساويه، وان كانت النيه فى المصالحة بين أبناء النظام الأسبق مبارك وبقية الفصائل على انه يخرج ورجاله معززين ومعذورين فهذه مصالحه طالحة ياولاد كفر مصيلحه ..بلد مبارك.. التى رفضته واعترفت بجحوده عليها،والأساس والأصل فى محاكمة النظام الأسبق لو خرج رجاله فسيخرج رجال كل الأنظمة التى تليه، المصالحة بين الشعب وليس المسامحة بين الأنظمة ، وعلى اى نظام يريد ان يطمئن الثورة والشعب من ناحيته عليه ان يحاسب المسئولين عن 33عام الأخيرة، والمثل المصري يقول اضرب المخلوع يخاف الحالى واظن الرسالة وصلت ...