سرطان القولون هو واحد من أكثر أنواع السرطان شيوعاً، إلا أنه يعتبر كذلك من أكثر السرطانات التي يمكن الوقاية من حدوثها. ولأن هناك عوامل تزيد الإصابة بالمرض، توصي الجمعية الأمريكية للسرطان كل فرد بالتراجع عن استهلاك اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة, واستبدالها بالفاكهة والخضراوات الطازجة والحبوب الكاملة. ويجب على كل فرد، كما توصي الجمعية بأن يترك مكاناً دائماً في وجباته الغذائية للأنواع المتميزة التالية من الطعام وهى الألبان والأسماك وفول الصويا والثوم. كما توصي يتناول كوبين أو أكثر من اللبن يومياً لأنه يقلل خطر إصابتك بسرطان القولون بنسبة 22%, وذلك من واقع نتائج تقارير علمية تضمنت مراجعة 27 دراسة بحثية عن فوائد اللبن. ولتحقيق أكبر استفادة ممكنة, يجب عليك أن تلتزم بتناول كوبين على الأقل يومياً من اللبن قليل المحتوي من الدهن (1% فقط). وفي دراسة حديثة أجريت على أكثر من1800 أمريكي من البالغين, أوضحت النتائج أن من يكثرون من تناول وجبات غذائية غنية بالأحماض الدهنية من نوع "أوميجا-3", تميزوا بانخفاض مخاطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم لديهم بنسبة 39%, وينصح الباحثون لتحقيق هذه الفوائد بتناول وجبتين على الأقل من الأسماك الدهنية أسبوعياً، مثل السردين والماكريل والتونة والسالمون, وهى كمية كافية للحفاظ على القلب. وتؤكد نتائج الدراسات والأبحاث الحديثة التي أجريت في الصين علي أكثر من 68 ألف سيدة أن كل 5 جرامات من الصويا تتناولها يومياً تؤدي لتقليل فرصة الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 8%, وهناك دراسات وأبحاث أخري توضح نتائجها أن الجزيئات الطبيعية الموجودة بالصويا والتي تسمى "سفينجادينز" قد تلعب دوراً أساسياً في تسمم الخلايا السرطانية في القولون وقتلها، طبقاً لما ورد بجريدة "الأهرام". كما أوضحت الدراسات أنه رغم الطعم اللاذع المعروف لفصوص الثوم, إلا أنه غني بمضادات الأكسدة التي تلعب دوراً مهماً وأساسياً في إيقاف نشاط الخلايا السرطانية بالقولون, وذلك طبقا لما خلصت إليه دراستان موسعتان, وينصح الخبراء بتناول خمسة فصوص للثوم أسبوعياً, نيئة أو غير مطبوخة, لتقليل مخاطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة31% في المتوسط. وقد أفادت دراسة طبية جديدة أجراها فريق طبي من هونج كونج بأن اتباع نمط الغذاء الغربي أدى إلى ارتفاع نسبة الإصابة بسرطان القولون والأمعاء في دول آسيا وغيرها خلال السنوات الأخيرة لاعتماده على تناول اللحوم الحمراء والدهون. ونقلت وكالة "د ب أ" الألمانية عن البروفيسور جوناثان شام من جامعة هونج كونج أن معدل انتشار سرطان الأمعاء أو القولون حول العالم ارتفع بشكل كبير منذ عام 2008 نتيجة لاتباع نمط الغذاء الغربي ووصوله إلى الدول الآسيوية و الدول النامية التي سجلت بدورها تزايداً خطيراً في حالات الإصابة بهذا النوع من السرطان ما يدل على تنامي الطلب والشهية لمثل هذه الأطعمة المليئة بالدهون. وأشار شام إلى أن نسبة الإصابة بسرطان القولون في هونج كونج ارتفعت بمعدل ثلاثة بالمئة سنوياً خلال العقدين الماضيين ليصبح هذا السرطان من أكثر الأمراض شيوعاً في المنطقة كما تكررت هذه الظاهرة في سنغافورة حيث سجلت هناك سبعة آلاف إصابة بسرطان القولون بين عامي 2001 و 2005. وأثبتت الدراسات الطبية أن سرطان القولون يحدث في الغالب نتيجة شذوذ في خلايا القولون يبدأ عادة بنمو أورام حميدة ليتحول فيما بعد إلى أورام خبيثة. كما يزيد نمط الطعام الغربي من شطائر الهمبرجر والبطاطس المقلية والصودا الدايت من مخاطر الإصابة بسرطان الثدي وبأمراض القلب والبول السكري وغيره. ووجد باحثون بجامعة منيسوتا الأمريكية أن الطعام الغربي يزيد مخاطر الإصابة بمتلازمة الأيض وهي مزيج من الاضطرابات الصحية التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين وداء السكري بحوالي 18%. عوامل تزيد الإصابة
كما أشار الدكتور ستيفن جولدفنجر رئيس التحرير المؤسس ل"رسالة هارفارد الصحية"، إلى أن هناك عوامل هامة مرتبطة بنمط الحياة تزيد من خطر الإصابة، منها: - الإفراط في تناول اللحوم الحمراء، بينما ترتبط النظم الغذائية القائمة على الخضروات والفواكه بانخفاض نسبة التعرض للإصابة. - عدم ممارسة الرياضة بانتظام، وذلك لأنها تقلل من خطر الإصابة، حتى وإن أخذت بعين الاعتبار عوامل أخرى مثل الوزن والنظام الغذائي. - السمنة حيث إن الوزن الزائد يرفع خطر التعرض للإصابة. - التدخين وذلك لأن نسبة الإصابة والوفاة تزداد لدى المدخنين. - المشروبات الكحولية يرتبط سرطان القولون والمستقيم بالإفراط فى تناول المشروبات الكحولية. ما هى أعراضه ؟
تتشابه أعراض سرطان القولون والمستقيم في المراحل المبكرة مع أعراض اضطرابات الجهاز الهضمي، إن ظهور بعض العلامات تستدعي نصيحة الطبيب المختص وهى: - تغيير في عادات الجهاز الهضمي (إسهال إلى إمساك أو العكس). - وجود دم من الشرج. - انتفاخ في البطن غير مستجيب للعلاج التقليدي. أما في الحالات المتأخرة تكون هي أعراض المكان الذي انتشر فيه الورم مثل تضخم في الكبد أو ظهور صفراء (الكبد) أو ضيق في التنفس (الرئة). اختيار النظام الغذائي السليم تحتوي العديد من المواد الغذائية على عوامل مضادة لكافة أنواع السرطان، فتناول كمية كبيرة من الخضروات والفواكه الغنية بالفيتامينات يعمل على تقوية الجهاز المناعي والقضاء على الخلايا السرطانية.
وللمساعدة في القضاء على الخلايا السرطانية، يجب عدم تناول اللحوم الحمراء، منتجات الألبان والأطعمة المقلية، حيث أثبتت الأبحاث العلمية الحديثة أن تناول كميات كبيرة من اللحوم الحمراء أو المصنعة على مدار فترات زمنية طويلة، يزيد من مخاطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. أما الأغذية التي تحميك من المرض، تتمثل في البقوليات الغنية بالألياف،الحبوب،الخضروات والفواكه فهي تساعد على محاصرة الخلايا السرطانية وتحجيمها، كما تحتوي الأغذية النباتية كذلك على عدد كبير من المركبات الكيميائية التي تقاوم السرطان وتسمى مركبات "الفايتو". قم بخطوة في الطريق الصحيح
إن إيجاد التوازن بين النظام الغذائي الصحي والأنشطة البدنية على مدار اليوم من الأمور الهامة للمحافظة على الصحة، وتساعدك الخطوات التالية نحو حياة صحية:
- قم بتوزيع كمية الطعام على مدار اليوم، فالتحكم في كمية الطعام التي تتناولها وتقسيمها إلى كميات صغيرة على مدار اليوم مع زيادة النشاط البدني. - عند الطلب من المحلات: جرّب أن تطلب بعض الأطعمة الصحية مثل سندوتشات الدجاج المشوي، السلطات غير المتبلة منخفضة السعرات، الفواكه الطازجة، والعصائر الطبيعية، وابحث عن الأطعمة التي تحتوي على كمية قليلة من الصوديوم.
- عند تناول الطعام في المنزل: تناول الخضروات والفواكه الطازجة مع وجبتك الأساسية وأشرب اللبن منخفض الدسم كبديل عن المشروبات الأخرى. - التمارين البدنية: اختار أي نشاط بدني يناسب نمط حياتك وواظب على ممارسته.