قصة الأيام التي هزت عرش مصر الرئيس كان بطل بمعنى الكلمة وأحب تراب مصر أكثر من نفسه الإعلام كان رأس الحربه ضدنا الرئيس قضي على دولة العواجيز و عيّن السيسى لأنه الأصغر سناً السيسى رتب للانقلاب فى اجتماع الداخلية والجيش استعداداً ل 30 يونيو الشعب المصري قادر على إستعادة الشرعية المسلوبة سلمية الثورة المصرية أزهلت العالم .. ولن نخرج عن سلميتنا ليست هناك أي مفاوضات مع أي جهه داخلية أو خارجية طالبنا الإتحاد الأوروبي إعلان موقفه الرسمي بوضوح... إما الديمقراطية أو الإنقلاب سرعان ما تنكشف الأستار وتزول الحواجز، وتظهر أسرار تنكشف للمرة الأولى كلما اقتربنا من كبار الشخصيات السياسية خاصة الشخصيات التي كانت مقربة من الرئيس المعزول محمد مرسي، ولعل ابرز هذه الأسماء الدكتور ياسر علي الذي عمل متحدثا باسم رئاسة الجمهورية وانتهى به المطاف ليعمل فى صناعة القرار في مجلس الوزراء، مكانته وموقعه الرسمي من مؤسسة الرئاسة أهلته تماما ليقول ما سمع وينقل ما شاهده لحظة بلحظة، خلال الفترة التي قضاها مع الرئيس في القصر الجمهورى، يراه البعض من المناوئين للإخوان، لذلك أبعدته الجماعة عن مؤسسة الرئاسة، ويراه البعض الأخر مقربا منها لذلك جاء إبعاده عن منصب المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية تكريما له . وفي مكان أشبه بثكنة عسكرية التقت شبكة الأعلام العربية "محيط" بالدكتور ياسر علي الذي روى كيفية اختيار الرئيس مرسي، للفريق عبد الفتاح السيسي، وكيف اجتمع الأخير مع قيادات المخابرات والجيش والشرطة لتدبير أمر ما وصفه ب"الانقلاب"، وكيف تم توجيه الإعلام للسيطرة علي قطاعات المجتمع الواسعة، وما هو موقف الرئيس مرسي من اقتحام قصر الاتحادية، وقصة الأيام الأخيرة التي هزت عرش مصر ..فإلى تفاصيل الحوار : دكتور ياسر كنت مقرباً من الرئيس مرسي هل لك أن تحدثنا عن كيفية صنع واتخاذ القرارات داخل مؤسسة الرئاسة؟ حقيقة ما كنت أحب الحديث عن هذه الأمور، لكن من حق الشعب أن يعرف حقيقة ما حدث، في البداية أحب أن أبدأ بأن الرئيس استلم البلد بدون مؤسسات، وكانت مليئة بالفساد، والجهل، والبطالة، وكان الجهاز الإداري للدولة كله متعاون مع الدولة العميقة، ولم يكن للرئيس مواليين في المؤسسات، وبالتالي كانوا يخفون عنه المعلومات الدقيقة التي يستطيع في ضوئها اتخاذ القرار الصائب ، وعندما فكر الرئيس في تطهير قيادات المؤسسات حدثت الهجمة الشرسة المسماة أخونة الدولة، لذا أقول بدون انحياز للرئيس، انه كان صبوراً ينظر لمستقبل البلد أكتر من نظره لادعاءات المعارضة ومحاولاتهم الدائمة لتشويه صورته . كيف كان يتعامل الرئيس مع مشكلة الانفلات الإعلامي وسب شخصه ؟ الإعلام كان رأس الحربة ضدنا، وكان دوره سلبي للغاية، لكن الرئيس ظل مصمماً على ترك حرية الإعلام ومنع الحبس الاحتياطي للصحفيين، وتسامح في حق نفسه لأبعد حد، وتجلت أثار الإعلام السيئة عندما سلط الضوء على مجموعة صبية تهاجم فندق سميراميس الذي يتواجد به وفد صندوق النقد الدولي ليظهر للعالم كم الإفلات الأمني وهذا ما اثر بالسلب على القرض، كذلك استخدم الإعلام الشائعات على مدار الساعة، حتى وصلنا لمتوسط 130 شائعة أسبوعياً . كم عدد الساعات التي كان يقضيها الرئيس مرسي في عمله ؟ بشهادة الجميع كان الرئيس يعمل لأكتر من 18 ساعة في اليوم، على كل المجالات فقد اهتم بمصر أكتر من أسرته . البعض قال أن مكتب الإرشاد كان له دور في قرارات مرسي فما صحة ذلك ؟ الرئيس لم يكن يسمح لأحد أن يملي عليه أراء سوى مستشاريه, وعندما جاءت أزمة الإعلان الدستوري، دعا الرئيس إلى حوار وطني وقال سقف المطالب مفتوح وما سيتم الاتفاق عليه سينفذ. تعيين السيسي لماذا عيّن الرئيس محمد مرسي الفريق عبد الفتاح السيسي وزيراً للدفاع ؟ كان هدف الرئيس من وراء تعيين السيسي القضاء على دولة العواجيز وهو كان الأصغر سناً بين المرشحين . هل لك أن تحدثنا عن اللحظات الأخيرة قبل الانقلاب ؟ بعد ما أصدر السيسي بيان ال 48 ساعة، ذهب إلى القصر الجمهوري في حضوري، وصلينا وراء الرئيس وسألته وقتها هذا البيان يظهر أننا غير متفقين، وكانت إجابته لا تتركوا لهم الفرصة ليجعلونا نختلف مع بعض . لكن هل تظن أنه كان هناك تنسيقاً بين الجيش والشرطة في عملية الانقلاب؟ الواضح أن السيسى رتب للانقلاب مسبقاً، في الاجتماع الذي حدث بين الداخلية، و الجيش بخصوص تأمين مظاهرات يوم 30 يونيو . لكن وزير الدفاع قال إن الرئيس لم يوافق على أي مطلب لذا تم عزله ؟ المطالب التي ذكرها السيسى في بيان العزل، هي التي وافق عليها الرئيس وذكرها في خطابه، ومع ذلك صمم على الانقلاب مما يعنى أن الموضوع مرتب مسبقاً . دور المعارضة هل للمعارضة دور فيما مرت به مصر من أزمات ؟ بكل تأكيد لأن الرئيس طوال فترة حكمه كان يعمل بمفرده في ظل عدم اكتمال المؤسسات ولم تساعده المعارضة مطلقاً، بتقديم حلول حقيقية بديله لمشاكل المجتمع، بل كانت دائماً طرف في الأزمات وكانت طلباتها تعجيزية . في رأيك كيف حُلت مشكلة البنزين والسولار بعد عزل الرئيس ؟ افتعال الأزمات كان أكثر ما يؤرق الدولة، والكل يعلم أن متوسط استهلاك البنزين في القاهرة كان 1.8 مليون لتر، كان يُضخ في وقت الأزمة 3.2 مليون لتر، لكن كان يتم سرقته، وقد بدأت المشكلة أكثر عندما طرح الدكتور باسم عودة -وزير التموين- فكرة الكروت الذكية وكانت هذه بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير لأنها كانت ستقضي على السرقة بالكلية وهذا ما رفضه كل اللصوص . لماذا تعامل الرئيس في أحداث الاتحادية بما يظهر أنه عجز ؟ الرئيس مرسي طالب الحرس الجمهوري بعدم إطلاق رصاصة واحدة تجاه المتظاهرين، وقال هم أطفال جهلة حرام نقتلهم، وكان يعلم أن الصراع مع الدولة العميقة، وكان يوفر أدواته لوقت الذروة, وعندما سألته أليس هذا وقت الذروة ؟ كانت إجابته أن وقت الذروة لما تلاقوا دمى على الأرض . هناك من يردد أن الرئيس مرسي باع سيناء و حلايب وشلاتين ؟ الرئيس كان بطل بمعنى الكلمة، أحب مصر أكثر من نفسه، وكان يعشق ترابها أكثر ممن اتهموه بهذا الاتهام ولو تم بيعهم عليهم أن يرجعوهم، ويكفي شهادة جمال السادات، نجل الرئيس الراحل أنور السادات الذي قال "أشرف من جلس على كرسي مصر مع احترامي لوالدي هو الرئيس محمد مرسي " . مكان مرسي هل لديكم معلومات عن مقر إقامة السيد الرئيس محمد مرسي ؟ لا توجد لدينا أي معلومات من شأنها توضيح مقر إقامة السيد الرئيس، وهذا أمر بالغ الغرابة والاستهجان، وأعتقد أن العديد من المنظمات الحقوقية الدولية، قد أدانت مثل هذه الممارسات أللإنسانية، والتي لا تتفق مع المواثيق والأعراف الدولية ،فالرئيس المصري محمد مرسي مختطف، وهذا توصيف حقيقي لما يجري الآن من أحداث، ومن حق الشعب أن يعرف أين الرئيس، ليطمئن على صحته، وهذا أبسط حق من حقوق الإنسان، أن يعرف عنه أهله وذويه مكان احتجازه، وبأي ذنب يتم توقيفه أو اختطافه، فما بالك برئيس الدولة . هل تتعرض لمضايقات أمنية ؟ أرفض الإجابة على هذا السؤال . مبادرة اشتون لكن هل هناك مبادرة طرحت عليكم من الاتحاد الأوروبي بعد زيارة كاترين آشتون؟ لم تطرح علينا أية مبادرات، ولكننا قبلنا دعوة الجلوس إليها من قبيل أننا نريد توصيل رسالة، مفادها أننا أمام استحقاق عودة الشرعية التي لا بديل عنها، وعودة الدستور المستفتى عليه، وعودة مجلس الشورى المنتخب، ثم بعد ذلك كل شيء مطروح للتفاوض، وفق المبادرة التي طرحها فخامة الرئيس محمد مرسي وهذه كانت رسالتنا، وطالبنا الإتحاد الأوروبي بإعلان موقفه الرسمي بشكل واضح وصريح، إما أن ينحاز إلى الخيار الديمقراطي، وإما أن ينحاز إلى الانقلاب . هل لديك أمل في عودة الرئيس محمد مرسي إلى سدة الحكم مرة ثانية ؟ نعم لدي يقين وليس أمل، فعودة الرئيس أصبحت واقعاً يتجسد أمامنا، إذا وقفت تشاهد هذه الحشود الهادرة التي تنساب انسياب السيل من كل محافظات مصر يتأكد أنه بات يقيناً أن الشعب قادر على إعادة الشرعية بأدوات سلمية، وأن سلميته أقوى وأشد من الرصاص . ما هي الرسالة التي أردتم إيصالها من خلال المسيرات التي حاصرت السفارات الأجنبية ومقر مجلس الوزراء ؟ المسيرات لم تحاصر أي منشأة أجنبية أو مصرية، المسيرات تمت بشكل حضاري وسلمي، لإبطال مزاعم الانقلابيين بأن المتظاهرين المؤيدين للشرعية ينتهجون العنف، أما الرسالة التي أردنا إيصالها لممثلي المجتمع الدولي، هي أن الشعب المصري هو الذي يقرر مصيره وأنه يرفض الانقلاب، كما أنه يرفض الوصاية من أي أحد، وأن الديمقراطية لا تعرف سوى آلية واحدة هي آلية الصندوق ومن يأتي بالصندوق لا يرحل إلا بالصندوق .