قال شهاب وجيه، المتحدث باسم حزب "المصريين الأحرار"، إن الرئيس المعزول محمد مرسي وافق على إجراء مفاوضات عندما كان في السلطة بناء على اقتراح من الاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أن الأزمة الخطيرة تكمن في أن الإخوان، لا ترغب في الاستماع للشعب ولا ترغب في تصديق أن مرسي لن يعود رئيسًا. ورحب وجيه في حوار مع تليفزيون "برس تي في" الإيراني، بمشاركة الإخوان في الانتخابات البرلمانية بل مشاركة مرسي في الانتخابات الرئاسية القادمة، رافضًا استبعاد أي شخص عدا أولئك الذين ارتكبوا جرائم ضد الشعب فسوف يتم محاكمتهم من قبل القضاء العادل والقانون. وأكد وجيه أنه في حالة ارتكاب مرسي لجرائم فسوف يتم محاسبته عليها، ولكن إذا لم يكن ذلك صحيحًا فسوف يكون رجلاً حرًا وله حقوق كاملة في المشاركة في الانتخابات الجديدة، موضحًا أنه لن يتم احتجاز مرسي للأبد. وأوضح وجيه للإخوان أنه إذا كانوا يريدون ديمقراطية حقيقية في مصر فإن الخطوة الأولى تكمن في المشاركة بالعملية الديمقراطية، ولكن العنف مرفوض، مؤكدًا أن الديمقراطية تعتمد على تقبل الوضع القائم، فهناك دستور سيكتب بأيدي كافة المصريين وانتخابات نزيهة يراقبها العالم ومن ثم تأتي الديمقراطية الحقيقية وليس التي يتم التلاعب بها. كما أكد المتحدث الرسمي أن ما حدث لم يكن انقلابًا وإنما كانت إرادة الشعب الذي رفض مرسي إجراء استفتاء شعبي أو انتخابات مبكرة ولم يستمع سوى لجماعته، ومن ثم يؤمن وجيه أن الشروط المسبقة التي وضعها الإخوان للتفاوض مرفوضة بالكامل، فهم مرحب بهم في العودة للحياة السياسية من خلال قبول الواقع وعدم السيطرة على الدولة بأكملها. ونفى وجيه وجود آلاف من مؤيدي مرسي في السجون، وأن العدد الصحيح محدود للغاية وهناك تهم حقيقية موجهة له بدأت بينما كان مرسي في السلطة ومنها قضية سجن وادي النطرون، مشيرًا إلى أنه من يتم اعتقاله هو الذي يهاجم المؤسسات ويوقف حركة المرور في الشوارع ويهاجم سيارات المواطنين. وشدد المتحدث الرسمي على أنه لا يمكن التسامح مع الدعوات للعنف ومنها دعوة مرسي لجنود القوات المسلحة والمدنيين بالهجوم على قادة الجيش، موضحًا أن ما تحتاجه مصر الآن هي أن تكون ديمقراطية وتم وضع خارطة طريق إذا أراد الإخوان المشاركة فيها فهذا أمر مقبول ولكن ما دون ذلك ليس مقبولاً. كما رفض وجيه بشدة تدخل الولاياتالمتحدةالأمريكية أو أي قوى خارجية في الشئون المصرية، وأن المعارضة ترفض ذلك تمامًا، كما أن الشعب المصري يعلم أن واشنطن قدمت الدعم للإخوان وهو الأمر الذي يرفضه الشعب كاملاً، مؤمنًا أن دافعي الضرائب في أمريكا غاضبون من تقديم حكومتهم أموالهم للنظام الفاشل الإخواني في مصر، حسب وصفه. وأكد المتحدث الرسمي، أن الأزمة لا تكمن في الإسلام، موضحًا أن مرسي لم يقم بأي إجراء مختلف عما كان يحدث في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، فهو لم يقم بأي تغيرات لتحويل الدولة لتصبح أكثر إسلامية، ولكن ما فعله كان محاولة نشر أعضاء الإخوان في السلطة. كما أضاف أن مرسي لم يعمل من أجل الإسلام والعدالة والحرية الحقيقية، لأنهما جوهر الإسلام إلى جانب تقبل الآخر، ولكن ما فعله مرسي هو تغير الأشخاص أصحاب الكفاءة بأشخاص من الجماعة. وقال وجيه، إنه بالرغم من معاناة مصر من بعض الفوضى إلا أنه من المستحيل أن تدخل مصر في حرب أهلية، وأما بشأن عدم مشاركة الإخوان والسلفيين في الحكومة، فأوضح أنه تم تقديم عروض لحزب الحرية والعدالة الإخواني وحزب النور السلفي للمشاركة ولكنهما رفضا ذلك، ومع ذلك فإن طريق الحرية في مصر يكمن في إجراء الانتخابات وصياغة الدستور ولن يستطيع أحد إيقاف ذلك. كما أوضح المتحدث أن الشعب هو القائد للبلاد وأنه في 25 يناير و30 يونيو طلب أن تكون الحرية والعدالة والمساواة المدنية هي القائد، أما بشأن القتلى الذين سقطوا في الأحداث الأخيرة، يؤمن وجيه أن العدد كبير ولكن مصر 90 مليون مواطن ومن الطبيعي أن تحدث هذه الأمور فالبلاد تعاني من مشكلات متعلقة بأمنها، ولكن الأيام القادمة سوف تتغير ولن نرى مثل هذه الأمور. وعن جبهة الإنقاذ الوطني، أشار وجيه أنه لم يتم حلها ولكن الدكتور محمد البرادعي كان المنسق العام للجبهة ومع توليه منصب نائب رئيس الوزراء للشئون الدولية سوف تختار الجبهة منسقًا جديدًا ويتم الإعلان عنه غدًا الأحد في تمام التاسعة مساء. كما أوضح أن الجبهة مازالت تناقش إذا ما كانت ستخوض الانتخابات على قائمة واحدة أو أكثر، لأنه في الماضي كان هناك وحدة داخلها نحو هذا النوع من الإنقاذ لهذا البلد، ولكن الآن مع وجود خارطة طريق وكتابة للدستور ليس هناك حاجة لدخول الجبهة في القائمة ذاتها، ولكن مازالت الأمور محل مناقشة. وبشأن المعونة المقدمة من الدول الخليجية، قال المتحدث الرسمي إن العالم بأكمله يرغب في مساعدة مصر التي تعد دولة إستراتيجية للعالم، مشيرًا إلى أن الأزمة الحقيقية التي عانت منها البلاد أثناء حكم الإخوان مع الأخوة في الخليج كانت محاولة الجماعة في الانتشار في الدول الأخرى، ولكن الآن ينبغي عودة العلاقات الطبيعية بين مصر والخليج وكافة أنحاء العالم.