قال الله – عز وجل - {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} (1) ، وقال – تقدست صفاته - { سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ } (2) ، وقال – تباركت أسماؤه - {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ}(3) ، وقال – جل شأنه - {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ } (4) . من هذه النصوص الشرعية المحكمة نعلم أن الإنسان الراغب فى رضا الله – سبحانه وتعالى – يسارع ويسابق وينافس فى الخيرات من طاعات الله – عز وجل – وقربات خاصة فى نفحات الخير ومواسم البر ، ويأتى شهر رمضان المبارك فى قمة هذا فهو موسم المتقين ، ومتجر الصالحين ، وميدان المتسابقين ، ومغتسل التائبين . ! لذا ورد عن سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : " ويل لمن أدرك رمضان ولم يغفر له " ، ومن صور اغتنام أجزاء أوقات شهر رمضان بالنافع دينا ودنيا ، صدق الصيام ، وحفظ الجوارح والحواس عن المعاصى والذنوب سواء ما يفسد منها الصيام أو ما يقلل ثوابه ، وقضاء الوقت فى كل مفيد نافع ، مع تحلى الإنسان بالإخلاص بدءً وغاية ، قال الله – عز وجل - { فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا } (5) ، وقال : { قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ } (6) وتأتى قربة من أعلى القربات فى " فقه الواقع " وهى إطعام الطعام قال المولي الكريم – سبحانه - { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا } (7) . وقد روى أن رجلاً سأل النبى -صلى الله عليه وسلم- : " أى الإسلام خير ؟ قال : تطعم الطعام ، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف ؟ " ، وقال : " اتق النار ولو بشق تمرة " ، وقال : " ظل المؤمن يوم القيامة صدقته " ، وعمارة المسجد بالصلاة – فرضا ونفلاً – وشهود حلق العلم . هذا ما ينبغى للمسلم الفطن اغتنامه فى شهر رمضان المبارك من نفع نفسه وغيره .