أثار إعلان اختيار دكتور إيناس عبدالدايم لتولي حقيبة وزارة الثقافة، ردود فعل متباينة بين المثقفين، فبين ترحاب وبشر بتوليها، اعتبر البعض أن منبع الاختيار هو الكيد السياسي في النظام السابق، وتساءلوا عن الإسهام الذي قدمته لتصبح جديرة بتولي هذا المنصب، "محيط" استطلع آراء المثقفين. من جانبه أبدى الأديب والروائي جمال الغيطاني الترحاب لتولي عبدالدايم منصب وزير الثقافة، معتبراً أن أولى مهامها فور تولي الوزارة هو أن تمد يدها لكل المثقفين، وتزيل آثار الوزير السابق، وعبر رؤية شاملة تستعين بالمثقفين الأكفاء ذوي الخبرة والتجربة، من أجل ان تواجه بالثقافة التطرف وهي مهمة قد تمتد لسنوات، بالإضافة إلى ضرورة السعي لتقديم الوجه الجديد للثقافة المصرية الذي هو نتاج الثورة، فقد أصبحنا نواجه مدعين ونصابين ينصبون أنفسهم رموزاً للثقافة في حين ان هدفهم الحقيقي هو تغيير وجه الثقافة المصرية وهو هدف تبذل من اجله أموال ضخمة، في عمل أشبه بالمافيا، بالإضافة إلى ضرورة اهتمامها بشباب المثقفين، وإعطاءهم الفرص الحقيقية. قال الشاعر والناقد شعبان يوسف أنه ليس قريباً من إيناس عبدالداي بشكل قوي ليستدل على في إدارة المواقع المتعددة في وزارة الثقافة، لكنه يتوقع أن تستعين بخبراء لتستطيع أن تنهض بالوزارة. يواصل: إيناس عبدالدايم نجحت في إدارة دار الأوبرا وحققت نجاحات كبيرة ووطدت علاقتها بالعاملين بها، وحين أقيلت تم التعاطف معها، حتى أن اعتصام وزارة الثقافة كان نواته من العاملين بالأوبرا، كما أنها لعبت دوراً في تنشيط الحفلات في الأوبرا ودافعت عن الوجه الفني لهذا المكان، لذلك سارع النظام السابق بالتخلص منها عبر إقالتها. تعليقاً على اختيار وزيرة الثقافة قال الناقد الدكتور حسام عقل أن الوضع السياسي برمته في مصر لا يتسم بأي قدر من الاستقرار، ومن ثم لوحظ بوضوح توالي الاعتذارات عن الحقائب الوزارية فالدكتور عبدالخالق جودة يعتذر عن تولي وزارة التموين، ومحمد كامل عمرو يعتذر عن تولي وزارة الخارجية فضلا عن توالي اعتذارات شخصيات حزبية بارزة عن رئاسة الوزراء نفسها، في وزن الدكتور كمال الجنزوري وهشام رامز وغيرهما. يواصل: يلاحظ أن اختيار الدكتورة إيناس لايخلو في تدبيره بشئ من النكاية في المرحلة الماضية، فيغلب على ظني أن معيار رد الاعتبار والنكاية في وزير الثقافة المستقيل الدكتور علاء عبدالعزيز كان هو أبرز محددات الاختيار، أما بالنظر إلى عطائها الخاص فلا أتصور أن الدكتورة إيناس قدمت لدار الأوبرا منجزا خارقا أو وثبت بها بخطوات عملاقة، وبالتالي أرى أن قوائم المستحقين لهذه الحقيبة الوزارية تكتظ بالرموز والأسماء الكبيرة التي تفوق ايناس بسنوات ضوئية في الخبرات والمؤلفات والعطاء الثقافي. ويرى عقل أن التكوين السياسي للحكومة يتسم بالهشاشة ولا أتصوره مرشحاً للبقاء والاستمرار، كما أني لا أتصور أن أي حقيبة وزارية بما فيها وزارة الثقافة يمكن أن تهدأ حالة الاحتقان السياسي القائمة. أما المرشح المنافس عى حقيبة وزارة الثقافة دكتور أحمد مجاهد فأعرب عن تمنياته بالتوفيق والنجاح للوزيرة الجديدة، قائلاً :"ونعم الاختيار يا معالى الوزيرة". من جانبها أعلنت الدكتورة إيناس عبد الدايم قبولها منصب وزيرالثقافة مشيرة إلى أنه واجب عليها قبول المنصب خاصة بعد الظروف التي مرت بها مصر. وقالت عبد الدايم إنها لن تخوض في شرح رؤيتها لتطوير العمل الثقافي في مصر قبل حلف اليمين الدستورية وتولي المنصب والإطلاع على ملفات وزارة الثقافة. الوزيرة في سطور بدأت إيناس عبد الدايم دراستها فى سن مبكرة بكونسرفتوار القاهرة وبعد حصولها على البكالوريوس بدرجة "امتياز" سافرت إيناس عبد الدايم فى منحة دراسية إلى فرنسا حتى يناير عام 1990 فحصلت على الماجستير ثم الدكتوراه بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف فى "آلة الفلوت" من المدرسة العليا للموسيقى بباريس. وخلال فترة دراستها حصلت على: الدبلوم العالى للتدريس فى آلة الفلوت (بالإجماع) 1984, الدبلوم العالى فى الأداء لآلة الفلوت بالإجماع 1985, الدبلوم العالى لموسيقى الحجرة بالإجماع وإشادة لجنة التحكيم 1986, الدبلوم العالى للعزف المنفرد فى موسيقى الحجرة 1988 الدبلوم العالى للعزف المنفرد فى آلة الفلوت 1989. وقدمت إيناس عبد الدايم العديد من الحفلات المتنوعة خلال حياتها الفنية, منها: حفلات موسيقية فى مناطق عديدة بفرنسا, بالإضافة إلى عدد من الحفلات مع أوركسترا اليونسكو الدولى بباريس وكذلك حفلات الصولو مع أوركسترا كونسرفاتوار القاهرة - وأوركسترا القاهرة السيمفونى- وأوركسترا الحجرة المصرى. واشتركت إيناس عبد الدايم فى العديد من المسابقات الدولية والمحلية: فحصلت على الجائزة الأولى من اتحاد معاهد الموسيقى بفرنسا عام 1982, والجائزة الثانية من المسابقة العامة للموسيقى والفن الدرامى بفرنسا, وعلى شهادة تقدير فى المسابقة العالمية للفلوت بمدينة كيبا باليابان, وعلى جائزة الإبداع بأكاديمية الفنون- وزارة الثقافة, وجائزة أحسن عازفة بمهرجان كوريا الشمالية للفنون, ووجهت الدعوة لإيناس عبد الدايم كأستاذ زائر أكثر من مرة بفصول الامتياز, منها على سبيل المثال: دمشق بالجمهورية العربية السورية وعمان بالمملكة الأردنية والكويت. حصلت إيناس عبد الدايم على جائزة أبرز عشر نساء فى مصر لهذا القرن فى مارس 2000 ، ونالت كذلك, فى عام 2001, جائزة الدولة التشجيعية للفنون. وشغلت منصب مدير أوركسترا القاهرة السيمفونى وعميد المعهد العالى للكونسرفتوار 2004-2010 ونائب رئيس أكاديمية الفنون بالقاهرة لعامى 2010-2011 وكلفت بالإشراف الفنى على جمعية النور والأمل للكفيفات بمصر الجديدة (عمل تطوعى) منذ عام 2008 وحتى الآن وشغلت منصب رئيس هيئة المركز الثقافى القومى " دارالأوبرا المصرية " إعتبارا من عام 2012, وأقيلت منه قبل ثورة 30 يونيو. وتم إختيارها عام 2013 لعضوية مجلس إدارة مركز الفنون التابع لمكتبة الأسكندرية بترشيح من مجلس المكتبة الاستشارى تقديرا لمكانتها الفنية التي تتمتع بها. تم تكريمها فى العديد من المحافل الفنية والثقافية الهامة, منها: تكريم من سونج أيقوه سفير الصين بمصر باعتبارها أول رئيس امرأة لدار الأوبرا المصرية بعد الثورة وأفضل عازفة فلوت على مستوى العالم وذلك خلال "مؤتمر القمة العربية الصينية الأول للمرأة" الذى اقيم بالقاهرة نوفمبر 2012. وكرمت أيضا من هيئة كير الدولية بمناسبة اليوم العالمى للمرأة, ضمن عدد من السيدات اللائى تم اختيارهن نظرا لدورهن البارز والمؤثر فى المجتمع المصرى منهم فى مارس2012 كما شهد لها العديد من الكتاب والصحفيين المصريين والعرب وبعض الدول الأجنبية بكفاءتها الإدارية ومهاراتها الفنية بمقالاتهم عبر الصحف الصدارة في جمهورية مصر العربية والخارج.