اعترف محمد البلتاجي القيادي في جماعة "الإخوان المسلمين"، أن مرسي وحكومته فقدا الكثير من الذين قاموا بالتصويت لهم في 2011 و 2012 ، وأن الخطأ الذي ارتكبه مرسي هو الثقة غير الصحيحة في الدولة العميقة، ومنح الوقت لهذه المؤسسات للإصلاح، والآن أصبح واضحًا من أين يمكن البدء في استعادة الثورة. وفي حديثه مع مراسل تليفزيون "بلومبرج" الأمريكي، قال البلتاجي أنه لا يوجد اتصال مباشر بين قيادة الجماعة والقوات المسلحة، ولكن هناك مباحثات بين الطرفين من خلال الوسطاء، ومن بينهم السفراء الأجانب. أوضح البلتاجي، أن الرسالة التي يبعثها الإخوان، أنه إذا تم إعادة الرئيس المعزول محمد مرسي إلى منصبه، واستئناف البرلمان، واستعادة العمل بالدستور، فسوف توافق الجماعة على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، والعفو عن جميع من نفذ الانقلاب. ووفقًا للبلتاجي، فإن رسالة القوات المسلحة هي أن عودة مرسي مستحيلة، ولكن إذا تراجعت الجماعة، وعاد المؤيدون إلى منازلهم سوف تتوقف حملة الاعتقالات، وعما إذا كان من الممكن أن يكون هذا أساسًا لإجراء صفقة، تساءل مستنكرًا : " إذا كانوا يريدون حقًا ترك الناس فلماذا يلقون القبض عليهم؟". وبسؤاله، عما إذا كان يوافق على ما يقوله العديد من المحللين خارج مصر، بأن الإطاحة بمرسي تمثل هزيمة تاريخية للإخوان، قال البلتاجي للمراسل أنه إذا كان يؤمن بذلك فهذا يعني أن التاريخ مجرد كذبة، في إشارة إلى فشل كافة محاولات إبادة الإخوان، وفي المقابل أصبحوا أكثر قوة وانتشارًا في جميع أنحاء العالم. كما يؤمن القيادي، أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما وآن باترسون السفيرة الأمريكية لدى مصر، لعبا الدور القيادي في الإطاحة بمرسي، وكانا جزءًا لا يتجزأ من الانقلاب، مؤمنًا أن تصريحات باترسون الشهر الماضي، بشأن أهمية تمسك المصريين بديمقراطية صناديق الاقتراع مجرد غطاء يهدف إلى خداع السذج، وأنه تم التخلي فجأة عن كافة كلمات واشنطن عن الديمقراطية، وحقوق الإنسان. وأضاف البلتاجي أنهم أمضوا سنوات لإقناع رجالهم باتخاذ المسار الديمقراطي السلمي، ولكن الرسالة التي تبعثها واشنطن الآن هو أنه لا يوجد طريق سلمي لنقل السلطة في المنطقة.