أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة على خطوط الرابع من يونيو عام1967 وعاصمتها القدسالشرقية هو الطريق الوحيد الذي يؤدي إلى تحقيق السلام والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط. وجدد الملك عبدالله الثاني - خلال لقائه اليوم الخميس في عمّان مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي يزور المملكة حاليا ضمن جولة له في الشرق الأوسط – التأكيد على أن مبادرة السلام العربية التي أطلقت عام 2002 لا تزال تشكل فرصة حقيقة لتحقيق السلام الشامل في الشرق الأوسط. وذكر بيان صادر عن الديوان الملكي الهاشمي أن محاور اللقاء، الذي حضره ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، تركزت على العلاقات الثنائية وجهود تحقيق السلام في الشرق الأوسط فضلا عن التطورات المتصلة بالأزمة السورية. وبحث العاهل الأردني والوزير كيري في تفاصيل المساعي التي تقودها الولاياتالمتحدةالأمريكية لإعادة إطلاق مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين استنادا إلى حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد الذي يقود إلى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية. وقال الملك عبد الله الثاني إن الأردن سيواصل الدفع باتجاه تقريب وجهات النظر لإحياء مفاوضات السلام التي تعالج مختلف قضايا الوضع النهائي، غير أنه حذر أيضا من أن العقبة التي تضعها إسرائيل بإجراءاتها الأحادية واعتداءاتها المتكررة على المقدسات الإسلامية والمسيحية تهدد فرص ومساعي تحقيق السلام. وفيما يتعلق بالأزمة السورية، أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أن موقف الأردن ثابت تجاه الأزمة وهو السعي إلى الوصول إلى حل سياسي انتقالي وشامل لها لوقف نزف الدم وبما يحفظ وحدة سوريا وسلامة أراضيها ويحد من تداعياتها الكارثية على المنطقة برمتها. واستعرض العاهل الأردني الجهود الكبيرة التي تبذلها بلاده في استضافة أكثر من نصف مليون لاجئ سوري على أراضيه وتقديم الخدمات الإغاثية والإنسانية لهم، داعيا المجتمع الدولي إلى الاستمرار في تحمل مسئولياته من خلال دعم المملكة وإمكاناتها لتتمكن من مواصلة تحمل هذه الأعباء المتزايدة على مواردها. ومن جانبه، وضع كيري العاهل الأردني في صورة جهود الولاياتالمتحدة لتحقيق السلام في المنطقة وتقريب وجهات النظر بين الفلسطينيين والإسرائيليين وصولا إلى إطلاق حقيقي لعملية السلام. وأعرب كيري عن تقديره لدور ودعم الأردن بقيادة الملك عبد الله الثاني لمساعي تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وتعزيز أمنه واستقراره، مثمناً جهود الأردن والخدمات التي يقدما للاجئين السوريين على أراضيه. وأكد استمرار الولاياتالمتحدة في مساندة الأردن والعمل على حث المجتمع الدولي للمساهمة بشكل أكبر في هذا المجال ويما يتناسب مع الأعباء الهائلة التي تتحملها. وكان كيري قد بدأ جهوده لعودة المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي عقب زيارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى شهر مارس الماضى إلى كل من إسرائيل والأراضي الفلسطينية والأردن. وأجرى وزير الخارجية الأمريكي في الأسابيع الأخيرة عدة جولات من المباحثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو سعيا لتقريب المواقف بينهما فيما يتعلق باستئناف مفاوضات السلام المتوقفة منذ أكتوبر 2010 جراء رفض نتنياهو تجميد الأنشطة الاستيطانية، غير أنها لم تثمر حتى الآن عن نتائج ملموسة.