رحب الشعب السعودي بقرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي أصدره أمس الأحد، و يقضي بأن تكون أيام العمل الرسمية في المملكة من يوم الأحد إلى يوم الخميس، وتكون العطلة الأسبوعية يومي الجمعة والسبت. وأشار قرار الملك عبد الله إلى أنه بناءً على ما تقتضيه المصلحة العامة، وانطلاقاً مما تفرضه المكانة الاقتصادية للمملكة والتزاماتها الدولية والإقليمية وتوجهها نحو الاستثمار الأمثل لتلك المكانة لما فيه مصلحتها وبما يعود بالخير والرفاه على مواطنيها. ووفقاً للقرار يبدأ العمل بالنظام الجديد فيما يخصّ الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية وكافة المؤسسات المالية ومؤسسة النقد العربي السعودي وهيئة السوق المالية والسوق المالية السعودية اعتباراً من يوم السبت المقبل الموافق 29 يونيو الجاري، وفيما يخص الجامعات والمدارس وكافة مؤسسات التعليم العام والتعليم العالي اعتباراً من بداية العام الدراسي القادم. أشاد رئيس مركز "جواثا" الاستشاري، الدكتور إحسان بوحليقة، بالقرار الملكي بتغيير أيام العمل الرسمية، وقال أنه ستظهر آثاره الاقتصادية الإيجابية مباشرة مع بدء تطبيق القرار الأسبوع المقبل والذي وصفه بأنه "القرار الذي طال انتظاره". وأوضح بوحليقة في مقابلة مع قناة "العربية" ،أن تغيير الإجازة يسهم في تشجيع الأجانب على دخول سوق الأسهم السعودية، ويعزز جاذبية الاقتصاد السعودي الذي يحظى بمكانة عالمية، واحتل صدارة دول الشرق الأوسط في جذب الاستثمارات الأجنبية. مكاسب بالمليارات لقى قرار الملك السعودي ردود أفعال إيجابية في الأوساط الاقتصادية بوجه خاص، حيث توقع اقتصاديون أن يستفيد الاقتصاد السعودي بنسبة كبيرة من القرار الملكي القاضي بتغيير الإجازة الأسبوعية ، مشددين على أن هذا الأمر سيقرب السعودي أكثر من العالم الخارجي ويقلص فترات التعطيل من أربعة أيام إلى ثلاثة، مما سيحقق أرباحا تقدر بمليارات الدولارات للاقتصاد السعودي. وأشاروا في حديثهم لموقع"العربية نت"، أن قرار تعديل العطلة سيزيد أكثر من الاندماج الاقتصادي الخليجي بعد أن أصبحت السعودية الدولة الأخيرة التي تطبق عطلة الجمعة والسبت بعد أن طبقته دول المجلس سابقا. ويؤكد رئيس الغرفة التجارية الصناعية في المنطقة الشرقية عبد الرحمن الراشد على أن القرار الملكي هو خطوة جديدة في طريق الاندماج الاقتصادي الخليجي بعد أن أصبحت أيام الإجازة متشابهة في كل دول الخليج بعد أن كانت السعودية الدولة الوحيدة التي تطبق إجازة الخميس الجمعة، بعد أن تحولت عمان إلى الجمعة والسبت. ويشدد الراشد على أنه لم يكن من الممكن تطبيق الوحدة الاقتصادية مع دول مجلس التعاون الخليجي بينما نحن نختلف معهم في مواعيد الإجازة الأسبوعية. من جانبه أشاد المحلل الاقتصادي الدكتور ياسين الجفري على أن الاقتصاد السعودي سيكسب الكثير جراء التغيير الجديد، ولكنه يفضل الانتظار حتى بدء تطبيق القرار لمعرفة مدى الأرباح التي سيحققها الاقتصاد السعودي منه. وقال الجفري :"الآن بات الفارق بيننا وبين الدول العالمية يوم واحد فقط هو يوم الجمعة، وكسبنا يوما إضافيا بالعمل يوم الخميس، وهو أمر سينعكس بشكل إيجابي على التعاملات الدولية وعلى إنتاج المصانع السعودية التي كسبت يوما إضافيا من التصدير". وتابع : "كنا الدولة الوحيدة في العالم التي تطبق إجازة يوم الخميس.. نحن الآن متفقون مع دول الخليج وأقرب للعالم، ولهذا الأمر فوائد اقتصادية كبيرة سيظهر تأثيرها مع بدء التطبيق.. من الصعب الآن تحديد أرقام، ولكنها ستكون كبيرة". ومن جانبه يشدد رئيس اللجنة الخارجية في مجلس الشورى السعودي الدكتور عبد الله العسكر على أن التغيير سيكون مفيدا للاقتصاد السعودي كثيرا، كونه سيربط الاقتصاد السعودي بالاقتصاد العالمي أكثير. وأضاف قائلا:"لا يوجد ما يمنع تغيير العطلة طالما أنه أفضل، علينا أن نسير مع العالم من حولنا وألا نشذ عنه، ونعارض كل ما هو جديد من أجل المعارضة فقط، ونغلف تلك المعارضة بحجج دينية". وكانت السعودية الدولة الخليجية الوحيدة التي جعلت عطلة القطاع الحكومي الأسبوعية يومي الخميس والجمعة؛ وقد رحب قطاع الأعمال في السعودية بالخطوة التي ستدخل حيز التنفيذ ابتداء من هذا الأسبوع. على الجانب الأخر اعترض بعض رجال الدين المحافظين على التغيير، لأنهم اعتبروه تشبها بالغرب، لكن هذا الاعتراض لم يحظ بدعم يذكر. وجدير بالذكر أن بعض الشركات الكبرى كشركة الصناعات الغذائية "سافولا" قد بدأت اعتماد عطلة نهاية الأسبوع يومي الجمعة والسبت قبل الإعلان الرسمي.