تجددت اليوم الجمعة في الأردن المسيرات المطالبة بالإصلاح الشامل ومكافحة الفساد ومحاكمة المفسدين كانت أكثرها سخونة تلك التي شهدتها العاصمة عمان والتي شهدت هتافات عالية السقوف للمطالبة بإقالة الحكومة الأردنية برئاسة الدكتور عبدالله النسور وحل مجلس النواب والتحذير من رفع الأسعار خاصة الكهرباء والخبز. وتأتي المسيرة الحاشدة التي شارك فيها المئات وانطلقت عقب صلاة الجمعة اليوم من أمام المسجد الحسيني وسط العاصمة عمان بتنظيم من ائتلاف العشائر الأردنية ومشاركة الحركة الإسلامية فيما رفض ممثلو عدد من الحركات الشعبية والعشائر الأردنية، حسب وكالة الأنباء الأردنية الرسمية "بترا"، المشاركة في تلك المسيرة، واعتبرتها حركات شعبية باسم العشائر الأردنية أن هناك فعاليات تقف خلفها جهات تسعى لإثارة الفتن وإشاعة الفوضى تحت مسمى "ائتلاف العشائر الأردنية". فيما شهدت محافظات الكرك والطفيلة ومعان مسيرات ووقفات احتجاجية اليوم للمطالبة بتسريع وتيرة الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإفراج عن موقوفي الحركات. وانطلق المئات عقب صلاة "الجمعة" اليوم في مسيرة من أمام المسجد الحسيني وسط عمان، دعا إليها ائتلاف العشائر الأردنية بمشاركة الحركة الإسلامية ممثلة في جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسي حزب جبهة العمل الإسلامي ونحو 60 حراكا شعبيا وشبابيا تحت شعار "الأردن فوق الجميع". وردد المشاركون في المسيرة هتافات عالية السقف حذروا فيها من رفع الأسعار وخصوصا الكهرباء والخبز، وطالبوا بإقالة الحكومة الأردنية وحل مجلس النواب، بالإضافة إلى المطالبة بتحقيق إصلاحات سياسية ومحاربة الفساد والفاسدين والإفراج عن معتقلي الحراكات. وشارك في المسيرة عدد من الشخصيات الأردنية والقيادات الإسلامية والشعبية، وسط تواجد أمني كثيف شهدته منطقة وسط عمان. وأكد الناشط الأردني الدكتور أحمد الحجايا -في الكلمة التي ألقيت خلال المسيرة- استمرار الحراك في مسيرته السلمية ومواصلة المطالبة بالإصلاح وعدم الاستسلام للواقع الذي تفرضه فئة مستبدة ربطت مصالحها مع النظام السياسي"، على حد قوله. وقال إن على النظام أن يلتفت إلى مصالح الشعب وعدم الاستمرار في ارتباطه بالمشاريع الصهيونية والمشبوهة، وعدم إرهاب الشعب وتخييره بين استمرار النظام أو الفوضى" حسب قوله". وأضاف الحجايا أنه يرفض ما وصفه ب"بكائيات الأسعار" التي تمارسها الحكومة الأردنية ليل نهار، منددا باستمرار سياسة رفع الأسعار على المواطنين واللجوء إلى جيب المواطن، واستنكر ما وصفه بمحاصرة الإعلام وقمع المواقع الإلكترونية "التي تنقل المعلومة للمواطن وتدعمه في محاربة الفساد الذي سخر الإعلام الرسمي لصالحه"، مؤكدا استمرار "الحرب" ضد قوى الفساد التي تسللت إلى السلطة في الظلام. وقامت قوات الأمن والدرك الأردني بالفصل بين تلك المسيرة وعدد ممن يوصفون ب"الموالاة" تواجدوا في موقع المسيرة قاموا بترديد الهتافات ضد المشاركين في مسيرة العشائر وفي أثناء مغادرتهم وقعت احتكاكات بين الطرفين، ما دفع قوات الأمن إلى الفصل بينهما. وطالب الحراك الشبابي والشعبي لتجمع أبناء لواء "فقوع" في بلدة "صرفا" بمحافظة الكرك (140 كم جنوبي عمان) خلال وقفة احتجاجية بعد صلاة الجمعة اليوم وسط البلدة الحكومة الأردنية بعدم رفع أسعار الكهرباء. وأشار المشاركون خلال الوقفة الاحتجاجية إلى ضرورة محاسبة جميع الفاسدين ووضع برامج تحول اقتصادي وسياسي شامل تنعكس آثاره على جميع شرائح المجتمع. ونظم ممثلو الحراك الشعبي والشبابي في لواء المزار الجنوبي وقفة احتجاجية في ساحة مسجد جعفر بن ابي طالب في مدينة المزار الجنوبي بمحافظة الكرك بعد صلاة "الجمعة" اليوم للمطالبة بالإسراع في وتيرة الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وعدم رفع أسعار الكهرباء والمواد التموينية على المواطنين. وطالبوا بالإسراع في إصدار وسن التشريعات القوانين الناظمة لأجراء الإصلاحات الشاملة والحقيقية لكافة القطاعات ومحاسبة الفاسدين والمفسدين وإعادة النظر في خصخصة الشركات الاقتصادية للحفاظ على استقرار وتنمية الاقتصاد الوطني وتقليص عجز الموازنة من واردات تلك الشركات. كما طالبوا بالكشف عن التجاوزات والأخطاء التي تعيق مسيرة الأردن الإصلاحية وإقرار قانون انتخاب نيابي جديد ينسجم مع مطالب الشعب لإشراك جميع الأطياف الشعبية والحزبية في العملية الانتخابية النيابية المقبلة. وأيضا شهدت ضاحية المرج بمحافظة الكرك وقفة احتجاجية أكد المشاركون فيها رفضهم للسياسات الحكومية التي اتهموها بالتخبط والعمل على إذلال وإفقار المواطن الأردني، مطالبين برحيل الحكومة وحل مجلس النواب "الهزيل" على حد وصفهم. كما شهدت محافظة الطفيلة (180 كم جنوبي عمان) مسيرة احتجاجية نظمها حراك الطفيلة وفعاليات حزبية وشبابية عقب صلاة الجمعة اليوم طالب المشاركون فيها بوقف سياسة رفع الأسعار من قبل الحكومة، والسير الجاد نحو إصلاحات حقيقية ترسخ مبدأ العدالة الاجتماعية. وشدد المشاركون في المسيرة على ضرورة المحافظة على المقدرات الوطنية واسترجاع الشركات التي تم خصخصتها، وحذروا من خطورة موجة الغلاء التي ستتبع رفع أسعار الكهرباء العام المقبل ما سيؤدي إلى زيادة الأعباء على المواطنين ومضاعفة أسعار مختلف أنواع السلع الرئيسية. وأكد المشاركون في المسيرة على ضرورة المحافظة على الممتلكات العامة والخاصة، وعدم السماح للعابثين بإثارة الفتنة واللجوء للتعبير المسيء، أو الاعتداء على المؤسسات والمقار الرسمية والحكومية، مشيرين إلى أن الحراك والمسيرات مستمرة لحين عدول الحكومة عن قراراتها. وهدد أهالي معان وذوو المعتقلين في الأحداث الأخيرة التي شهدتها المحافظة بعودة العصيان المدني بمدينة معان (250 كم جنوبي عمان ) في حال عدم الإفراج عن المعتقلين الذين اعتقلوا عشوائيا ولا ذنب لهم في أحداث الشغب التي شهدتها المدينة مؤخرا. وطالبوا في المسيرة التي نظموها بعد صلاة "الجمعة" اليوم والتي غابت عنها الفعاليات الحزبية والنقابية بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين جراء الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة معان وحل الملف الأمني وإنهاء الأزمة المفتعلة، على حد وصفهم، كما طالبوا بعفو عام الشامل، لافتين إلى أنهم سينفذون عصيانا مدنيا حال لم تستجب الحكومة لمطالبهم، مستنكرين تعرض مدينة معان للضرب من أجل إدخال قوات أمريكية، وفق قولهم. وكانت مدينة معان قد شهدت مؤخرا اشتباكات بين عشرات المحتجين المسلحين وقوات الدرك الأردنية بعد قيام رجال الأمن بقتل اثنين من المطلوبين أمنيا وهاجم المحتجون مركز أمن المدينة ومؤسسات ومباني حكومية بالأسلحة الرشاشة احتجاجا على مقتل المطلوبين. ويشهد الأردن مسيرات واعتصامات ووقفات احتجاجية وتظاهرات منذ شهر يناير 2011 للمطالبة بالإصلاح الشامل ومكافحة الفساد ومحاكمة المفسدين.