ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية ، أنه ومع تسرب أنباء عن "التجسس الإلكتروني" الذي تمارسه وكالة الأمن القومي الأمريكية على المواطنين من خلال الدخول على بياناتهم على الإنترنت، قفزت مبيعات رواية "1984" لجورج أورويل، التي تتحدث عن رقابة الدولة على المواطنين. وأضافت الصحيفة البريطانية - في المقال التحليلي الذي أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم /الخميس،- بأن ظاهرة استحواذ شركات الإنترنت الكبرى ذات النفوذ، مثل شركة جوجل و فيس بوك، على كمية هائلة من البيانات تتمكن من خلال تحليلها الحصول على معلومات دقيقة ليس فقط عن شخصياتنا بل عن عاداتنا الاستهلاكية ونياتنا أيضا، أصبح أمرا مخيفا. وتابعت الصحيفة قولها " فبرغم ما تقدمه لنا ظاهرة تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي من خدمات لتسهيل أمور حياتنا، إلا أن الأمر يبدو في باطنه وكأننا نفقد بذلك زمام السيطرة على حياتنا ونجعلها رهينة في أيدي الشركات الكبرى ذات النفوذ" ومع ذلك، أشارت الصحيفة إلى أن ما يميز تلك الشركات يأتي من كونها قادرة على الجمع بين البيانات الشخصية للعملاء مع وضع ملاحظات بشأنهم، بداية من المنتجات التي يشترونها إلى الأماكن التي يتواجدون فيها من خلال تحديد المواقع من الهواتف النقالة. وشبهت الصحيفة البريطانية شركات المعلومات في القرن الحادي والعشرين مثل جوجل وأمازون، بشركة جنرال إلكتريك في نهاية القرن التاسع عشر، حيث كانت تعد شركة صناعية كبرى تقدم موجة جديدة من التكنولوجيا غير معروفة في ذلك الوقت. ورأت الصحيفة "أن هذا الأمر يعد ظاهرة مخيفة وجديدة في آن واحد، فهو يسهل حياتنا ولكنه في نفس الوقت يقتحم خصوصياتنا، مشددة على أننا بذلك أصبحنا في حاجة ماسة لتشديد الرقابة على تلك الشركات الكبرى" . واختتمت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية - تحليلها - قائلة "نحن لا نعرف ماذا تعني هذه التكنولوجيا، لأننا لا نزال في بداية الحقبة المعلوماتية، وهناك جوانب كثيرة منها جديرة بالإعجاب، إلا أننا لاتزال بحاجة إلى مزيد من الوقت لكي نحبها".