لم تتغير الأحوال كثيرًا في مصر منذ ثورة ال «25 يناير» و الإعلان عن الحكومة الإسلامية بقيادة الرئيس، محمد مرسي، فما زالت الشوارع المصرية مليئة بأعمال الشغب و الجدران المغطاة برسوم «الجرافيتي» بميدان التحرير، يتم اختراقها من قبل المراهقين، ممسكين بالحجارة و زجاجات المولوتوف لإلقائها على الشرطة، هكذا بدأت صحيفة «USA Today» مقالتها الصادرة اليوم. أوضحت الصحيفة أن نظام مرسي وحزبه - الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين والمعروف باسم حزب الحرية والعدالة، يحظيان الآن بكراهية كبيرة، مشيرة إلى أن الخصوم السياسيين للنظام هم أيضاً لم يحرزوا نجاحًا يُذكر، بل سمحوا فقط للإخوان للهيمنة واستخدام قوة الأغلبية في البرلمان ، قائلة أن معارضين مرسي لم يستقروا على اختيار مرشح واحد للالتفاف حوله للتصدي لحكومته أو طرح الحلول لمعالجة العلل التي تعاني منها البلاد. ويرى عماد جاد، نائب رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، أن التخاذل جاء من الشعب المصري في توحيد جميع الأحزاب وترشيح قائد لها، وأن ال 20 حزب اللذين تم تكوينهم في نوفمبر الماضي تحت راية جبهة الإنقاذ الوطني، زاد الانقسام على الساحة السياسية. أضاف جاد، أن محمد البرادعي الحائز على جائزة نوبل، قد فشل لكسب المزيد من الدعم من الأحزاب المتحالفة تحت جبهة الإنقاذ الوطني لتوحيد الصفوف لمواجهة طغيان الحكومة الإسلامية. وقال مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، والجامعة الأمريكية في القاهرة أن المشكلة بالنسبة لليبراليين هو أنهم ليس لديهم رؤية واضحة لمستقبل البلاد تناسب الشعب، باحثين فقط عن مصالحهم، قائلاً:"أنه بالطبع الناس يهتمون بالحريات السياسية، ولكن هذا لا يكفي".