خلال مؤتمر جماهيري عقد اليوم الاثنين أمام مقر السفارة الأمريكية بالقاهرة، طالبت أسرة الشيخ عمر عبد الرحمن الزعيم الروحي للجماعة الإسلامية والمعتقل في السجون الأمريكية بالإفراج عنه. يأتي ذلك في الوقت الذي طالبت فيه إدارة الرئيس الامريكي باراك اوباما مصر بالإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي إيلان جبرائيل، وربطت هذا الإجراء بالمعونة الأمريكية، مما أثار استياء أسرة الشيخ عمر عبد الرحمن، وتلاميذه ومحبيه. وحضر المؤتمر الذي حمل عنوان: "أمريكا خلف جواسيسها فأين مصر من علمائها"، عضوا الجماعة الإسلامية ناجح إبراهيم، وصفوت عبد الغنى، بالإضافة إلي الناشط هاني حنا عزيزعضو مجلس امناء الثورة. واعتذر عن عدم الحضور الدكتور سليم العوا، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية. ووجه ناجح إبراهيم عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية عدة رسائل إلى المجلس العسكري، شدد في أولها علي أهمية عقد صفقة لتبادل الأسير الإسرائيلي بالشيخ عمر عبد الرحمن، أما الثانية، فقام بتوجيهها لأوباما يطالبه فيها بسرعة الإفراج عن الشيخ مقابل تحسين صورة الولاياتالمتحدة لدى الشعوب العربية، وحذره من ثورة المسلمين بداخلها. ومن جانبه قال الناشط والمحامي هاني عزيز، "ليس من حق أي جهة في البلاد أن تتفاوض فيما يخص الأمن، محذرا الولاياتالمتحدة من التدخل للإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي"،. وأضاف أن عهد "مبارك" الذي كان يتم التفاوض فيه على أمن مصر قد انتهى. واستنكر تجاهل المجلس العسكري مطالب أسرة الشيخ بسرعة التدخل للإفراج عنه، بعدما قامت الولاياتالمتحدة بمعاقبته؛ لاستمرار اعتصام أسرته أمام سفارتها بالقاهرة؛ إذ منعت عنه وجبت الإفطار، مما دفع الشيخ عبد الرحمن إلي الامتناع عن تناول الدواء، واضطر الشيخ لغسل ملابسه بنفسه ، وهو الشيخ المسن الضرير، بالإضافة إلي حبسه في زنزانة إنفرادية. ووصف عزيز محاكمة الشيخ عمر عبد الرحمن في الولاياتالمتحدة بأنها "ظالمة"، وأنها نتيجة لصفقة مع النظام السابق. واتهم أسد عبد الرحمن، نجل الشيخ الضرير، السفارة المصرية في الولاياتالمتحدة بأنها تتجاهل معاناة أبيه، وطالبها بالثأر للكرامة المصرية، وعدم الإفراج عن هذا الجاسوس، وتلبية مطالب الشعب المصري الخاصة بالانتقام لجنودنا الذين قتلوا على أيد الصهاينة. ودعا شباب الثورة للتضامن معه من أجل نصرة والده، وطالب شباب 6 ابريل والجماعة الإسلامية والإخوان وجميع القوى الوطنية بالضغط سياسيا حتى عودة الشيخ. وجدير بالذكر ان عمر عبد الرحمن يقضي حاليا عقوبة السجن مدى الحياة في سجن كلورادو بولاية نورث كارولينا بعد إدانته بتهمة التورط في تفجيرات نيويورك عام 1993. وكان القضاء المصري قد برأه من تهمة المشاركة في اغتيال السادات عام 1981، بعد أن جرى اعتقاله لأكثر من 3 سنوات وقتها، كما أعلن عبد الرحمن من محبسه تأييده لمبادرة وقف العنف التي أطلقتها الجماعة الإسلامية في مصر عام 1997، وأدت إلى وقف موجة الإرهاب التي اجتاحت مصر في ذلك الوقت. وتعتصم أسرة عمر عبد الرحمن أمام السفارة الأمريكية منذ 45 يوما، بعد أن نظمت عدة وقفات احتجاجية أمام مجلس الوزراء ووزارة الدفاع والسفارة الأميركية، وقابلت عدة مسؤولين دون إحراز تقدم ملموس على أرض الواقع فيما يخص ملف الإفراج عن الشيخ عمر عبد الرحمن، كما شارك بعض قيادات الجماعة الإسلامية في بعض تلك الوقفات.