أكد الكاتب عبد اللطيف المناوي في مقالته المنشورة على موقع قناة العربية باللغة الإنجليزية ، أن مشكلة سيناء» ، التي طالما أوهمتنا الأنظمة الحاكمة أنها قد حلت ، لا تزال قائمة ، مشيرا إلى أن الشيء الذي يبدو واضحا جدا ، هو تفاقم هذه المشكلة وأصبحت أكثر تعقيدا مما سبق ، لافتا إلى الأسلوب الذي يتبعه الرئيس محمد مرسي في حل قضايا الأمن القومي يعقد المشكلات بشكل أكبر. وأشار المناوي إلي تراجع مؤشرات الاهتمام بما يحدث في سيناء خاصة في الفترة الأخيرة ، بالإضافة إلى تركها كفريسة في أيدي الجماعات الإرهابية ، كل هذه العوامل كانت البداية لسقوط سلطة الدولة في سيناء وأضاف المناوي أن أسباب هذا السقوط العنيف للمحافظة الحدودية لا يكمن فقط في تركها مفتوحة أمام الجماعات الإرهابية المتطرفة لتعبث بها كما شاءت ، و بالتأكيد لم تكمن في الأسباب الأمنية التي تعاني منها «سيناء» منذ فترة طويلة ، أو حتى التعامل معها على أنها الحديقة الخلفية لأبناء «قطاع غزة» ، مضيفا : " الشيء المؤسف هو أن الحكومة لم تضع في الاعتبار أن «سيناء» هي جزء مهم من البلاد ، لا يمكن التخلي عنه ، فضلا عن تضحية الكثير من أبناء الوطن بدمائهم في سبيل استرجاعها. و أكد الكاتب أن السبب الرئيسي وراء الوضع المؤسف الذي آلت إليه هذه الرقعة الغالية من الوطن ، يكمن في أسلوب إدارة المسألة منذ أن تولت حكومة «الإخوان المسلمين» إدارة البلاد منذ ذلك الحين أصبحت سيناء مرتعا للإرهاب الدولي ، بالإضافة إلى أنها أصبحت المكان الآمن لكل من أراد الهرب ، مستنكرا أن «سيناء» قد أصبحت دولة الخلافة التي منحها «الإخوان المسلمين» لهم. و شدد «المناوي» أن الكارثة لا تقف عند هذا الحد ، لأن «سيناء» أصبحت المقر الآمن و الدائم للعناصر الإرهابية التي تهدد أمن وطنا بأكمله ، العناصر الإرهابية القديمة المنشأ و الجديد منها مثال «الجماعات الجهادية» و تنظيم مثل «القاعدة» ، و التي بدأت تنتشر هناك بشكل مخيف، حيث بدأ نظرائهم على الناحية الأخرى بفتح الباب على مصرعيه أمام «إخوانهم» من الجهاديين لتكون الفرصة أمامهم سانحة لمهاجمة عناصر من الشرطة و الجيش و اختطاف بعض العناصر منهم !! و قال الكاتب أن عمليات الاختطاف الأخيرة قد أثارت العديد من الأسئلة ، و الإدعاءات ، و التفسيرات، مشددا على ضرورة أن تجاب هذه الأسئلة ، حيث أنه من غير المقبول التعامل مع عملية خطف سبعة من جنود مصر و التهديد بقتلهم ، مجرد رد فعل غضب بعض من أبناء «سيناء» ، أو انعكاس لمشكلاتهم المزمنة ، لأنه ببساطة هذه المشكلات كانت متواجدة منذ ذلك الحين ، و لكنهم لم يصلوا لهذا الحد الذي أوصلهم للخطف أو التهديد. و تابع المناوي أن الأمر الثاني هو أن أبناء سيناء رفضوا هذا الفعل بالخطف و استنكروه ، كما أنكروا استخدام العنف أو الخطف كأسلوب في الحصول على مطالبهم ، حتى عندما تصل الأمور إلى المطالبات بضرورة إطلاق سراح أفراد عائلاتهم المحتجزين هناك. و نوه الكاتب أن الشيء الآخر الذي أثار التساؤلات في الفترة الأخيرة حول عمليات الخطف ، هي عدم اتخاذ الحكومة أي إجراءات إيجابية لتثبت إلتزامها بالبحث عن حل للمشكلة ، و في المقابل فإن تصرفاتها كانت من النوع الذي يثير الشكوك فيما يتعلق باهتمام الحكومة من الأصل بالمسألة او بمشكلة «سيناء» ككل ، سواء على مستوى النظر في مطالبات الأهالي أو حل مأساة الإرهاب هناك. و فيما يتعلق بالسؤال الأهم - كما قال المناوي و هو لماذا لم يهتم أي من السياسيين الحاليين بأمر الجنود الذين قتلوا شهر رمضان الماضي على الحدود ، و لماذا لم يقف من يسأل الحكومة عن أمر هؤلاء الجنود ، او توجيه الدعاوي حول من قام بقتلهم ، بالإضافة غلى الموقف الغريب الذي اتخذه مكتب الرئاسة بخصوص التفاوض مع الخاطفين ، و إمكانية النظر في طلباتهم لإعادة الجنود المخطوفين ، مما يثير الغرابة حول طبيعة هذه المفاوضات و مع من سوف تعقد ، و من الذي سوف يقوم بعقدها ، و في النهاية لماذا سوف تعقد هذه المفاوضات من الأساس؟!