قالت صحيفة « كريستيان ساينس مونيتور » الأمريكية أنه في فترة التسعينات، ومع وجود الآلاف من أعضاء الجماعة الإسلامية في السجون المصرية؛ راجعت الجماعة سياساتها ، معلنة في 2003 التخلي التام عن أعمال العنف ، وإدانة تنظيم القاعدة، ومن ثم تم إطلاق سراح الآلاف منهم. وبدوره ، قال القيادي البارز في الجماعة الإسلامية طارق الزمر "أنهم نبذوا العنف في 2003 ، وأثبتت ثورة 2011 عدم جدوى التمرد المسلح ووضعت الثورة قوانين جديدة، وأظهرت أن السبل السلمية تعمل بشكل أفضل، مما فعله العنف في أي وقت مضى". ونقلت الصحيفة الأمريكية عن عماد شاهين أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكيةبالقاهرة، أن الجماعة، أدركت أن العنف في دولة شرسة قمعية ليس أداه للتغيير وأنهم رأوا أن هناك خلل استراتيجي، وأنهم سوف يخسرون دائما في النهاية. وأضاف « شاهين » أن تاريخ الجماعة السابق في العنف سوف يعيقها، وبالرغم من نجاح الإخوان في الانتخابات الأخيرة إلا أن العديد من المصريين ما زالوا يرتابون منهم بسبب ماضيهم، على الرغم من عدم ارتكابهم أعمال العنف منذ أكثر من 60 عامًا. وأشارت الصحيفة الى دخول الجماعة الإسلامية في تحالفات مع جماعة الإخوان المسلمين، السلفيين ، مما أدى الى سيطرتهم على اول مجلس شعب منتخب بعد الثورة . ويعد حزب البناء والتنمية الحزب الرئيسي للجماعة الإسلامية ، وهو مجرد واحد من العديد من الأحزاب السلفية، التي تكافح من أجل إقامة الهوية السياسية، وتساءلت الصحيفة حول ما إذا كان سيظهر كقوة سياسية مستقلة في حد ذاتها، أو سيلعب دورًا مساندًا لجماعة الإخوان في السلطة؟. ويحكي حازم قنديل وهو زميل في جامعة كامبريدج في بريطانيا عن دعوته لحضور لقاء لتبادل الأفكار مع حزب البناء والتنمية قبل إنشائه في عام 2011 بفترة وجيزة، وقال "اعتقدت أنهم سيريدون التساؤل عن تفاصيل، ولكن عندما ذهبت للقائهم، وجدتهم يسألون عن الأسس "، وأنهم كانوا يريدون معرفة ما هو الحزب السياسي، وكيف تختلف عن جماعة ضغط، ولماذا يريد أي شخص حزب سياسي. وتذكر الصحيفة أن صعود الجماعات الإسلامية أصبح سببًا رئيسيًا للقلق بين المصريين الليبراليين ، والعلمانيين الذين يخشون من التعدي على حرياتهم وظهور حالة «الأسلمة» فى الدولة، ولكن البعض يدعم الجماعة على وجه التحديد، لاعتقادهم في صحة وجهة نظر أعضائها، وخصوصا تطلعاتهم لدولة إسلامية. وتضيف الصحيفة أن الأحزاب الأخرى، ولا سيما الإخوان وحزب النور السلفي، تبنوا نهجًا أكثر عملية، مثل إخفاء بعض من الجوانب المثيرة للانقسام حول الحكم الديني، مثل قضية حقوق المرأة في محاولة لجذب الناخبين المعتدلين، ولكي تبقى مقبولة في العالم الغربي. وفى لقائها مع احد المواطنين، قال « حامد عبد اللطيف » بائع ملابس في القاهرة، إن الإخوان يقومون بالخلط بين الدين والسياسة، ولكن الجماعة تعرف ما هو الدين، وما هي السياسة؛ حيث «يمكن أن تتغير السياسة ولكن الدين ثابت».