احتفل السعوديون بالذكرى الثامنة لمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ملكاً للبلاد، حيث أستلم الملك عبد الله في عام 1995م ،إدارة شؤون الدولة وأصبح الملك الفعلي بعد إصابة الملك فهد بجلطات ومتاعب صحية. وبعد وفاة الملك فهد في 1 أغسطس 2005 تولى الحكم، وبالإضافة لكونه ملكًا للدولة فإنه يشغل منصب رئيس مجلس الوزراء تبعًا لأحكام نظام الحكم في المملكة القاضية بأن يكون الملك رئيسًا للوزراء. وخلال تلك السنوات الثماني شهدت المملكة تحولات اجتماعية واقتصادية هدفها تحقيق الرفاهية للشعب السعودي؛ وشهدت قطاعات المملكة المختلفة اهتماماً ومتابعة شخصية من قبل العاهل السعودي، وذلك بعد إعلانه العديد من القرارات الإصلاحية التي شهدتها المملكة في الفترة الماضية. وبناءً على توجيهات ملكية نجحت وزارة الخدمة المدنية في توفير نحو 300 ألف وظيفة للشباب للحدِّ من مستويات البطالة وكان نصيب النساء 37 % من إجمالي الوظائف. وشهد عهد خادم الحرمين الشريفين اهتماماً بالقطاع الصحي، فتم وضع حجر الأساس ل127 مشروعاً صحياً على مستوى المملكة بقيمة إجمالية تتخطى 12 مليار ريال. وولد الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود عام 1343 ه الموافق 1924ميلاديا، وهو الملك السادس للمملكة العربية السعودية ويلقب بخادم الحرمين الشريفين وهو ذات اللقب الذي اتخذه الملك فهد قبله؛ هو الابن الثاني عشر من أبناء الملك عبد العزيز الذكور، وأمه هي فهدة بنت العاصي بن شريم آل رشيد. وهو يعتبر من أثرى أثرياء العالم، إذ ذكرت مجلة «فوربس» الأمريكية في نشرة لها حول أغنى ملوك العالم نشرت في 2010 أن قيمة ثروته تقدر ب18 مليار دولار أمريكي. على جانب آخر فقد صنفته المجلة آنفة الذكر في عام 2011 كسادس أقوى الشخصيات تأثيرًا في العالم. نشأة ملكيه وعلى جانب أخر نشأ الملك عبد الله بن عبد العزيز، في كَنَفِ والده الملك عبد العزيز، واستفاد من مدرسته وتجاربه في مجالات الحكم والسياسة والإدارة والقيادة، و تلقى تعليمه على يد عدد من المعلمين والعلماء، وكان تعليمه على طريقة الكتّأب ودروس العلماء وحلقات المساجد وغيرها، وله مطالعات واسعة في مجالات متعددة من المعرفة والثقافة وعلوم الحضارة.. وشغل خادم الحرمين الشريفين عدة مناصب ، ففي 11 رمضان 1382 ه الموافق 5 فبراير 1963 أصدر الملك سعود مرسومًا ملكيًا يقضي بتعيينه رئيسًا للحرس الوطني، والتي ظل يتولاها حتى 11 ذو الحجة 1431 ه الموافق 17 نوفمبر 2010م. وفي سنة 1395 ه الموافقة لعام 1975 عين نائبًا ثانيًا لرئيس مجلس الوزراء ورئيسًا للحرس الوطني وذلك مع تولي الملك خالد للحكم. نصب الأمير فهد بن عبد العزيز آل سعود ملكًا للملكة العربية السعودية في 21 شعبان 1402 ه الموافق 13 يونيو 1982م ،الذي أصدر في اليوم نفسه أمرًا ملكيًا بتعيينه نائبًا أول لرئيس مجلس الوزراء ورئيسًا للحرس الوطني بالإضافة إلى كونه وليًا للعهد، وتولى أيضًا عددًا من المناصب الأخرى. إنجازات وأحداث وشهد عهد خادم الحرمين الشريفين العديد من الأحداث والأعمال ، منها الموافقة على انضمام السعودية لمنظمة التجارة العالمية بعام 2005. بالإضافة إلى الإعلان عن مشروعات اقتصادية ضخمة منها مدينة الملك عبد الله الاقتصادية ومدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد ومدينة المعرفة ومدينة جازان الاقتصادية ومركز الملك عبد الله المالي، فضلا عن التوسع في برامج الابتعاث التعليمي للخارج وزيادة رواتب الطلبة المبتعثين إلى الخارج بنسبة 50%. كما أنشاء الهيئة العامة للإسكان وهيئة الخطوط الحديدية وجمعية حماية المستهلك وشركة المياه الوطنية. الأمر ببدء التوسعة الكبيرة للمسجد الحرام في مكة في المنطقة الشمالية للحرم، والتوسعه في المسجد النبوي من الجهة الشرقية. ووضع حجر الأساس لمشروعات عملاقة في جدةومكةالمكرمة تفوق كلفتها 600 مليار ريال تحت مسمى «نحو العالم الأول». وعلى الصعيد الخارجي دعا الملك عبد العزيز، القادة الفلسطينيين من حركتي فتح وحماس إلى مؤتمر في مكة وذلك لحل المشاكل بينهم وإنشاء حكومة وحده وطنية فلسطينية،كما توقع اتفاقية للمصالحة بين الفصائل الصومالية المتحاربة برعايته. كما أفتتح الملك السعودي مؤتمر حوار الأديان في مرحلته الثالثة والذي أقيم تحت رعايته في تاريخ 12 نوفمبر 2008 وذلك أثناء انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها ال63 في نيويورك، وحضر المؤتمر العديد من دول العالم وأتباع الديانات المختلفة، وأقترح في افتتاح المؤتمر إنشاء مؤسسة عالمية للسلام والحوار الإنساني تنبثق من الأممالمتحدة. وشارك الملك في مؤتمر قمة العشرين الاقتصادية العالمية والتي انعقدت في واشنطن العاصمة يوم 15 نوفمبر 2008، وأعلن من خلالها رصد المملكة مبلغ 400 مليار ريال لمجابهة الأزمة المالية العالمية ولدفع عجلة التنمية والنهضة في المملكة وضمان لعدم توقف مشاريع التنمية بها ولدعم وحماية المصارف المحلية. واصدر خادم الحرمين، الأوامر بنقل المصابين من قطاع غزة إلى المستشفيات السعودية والتكفل بعلاجهم جراء إصابتهم من الاعتداء الإسرائيلي على القطاع، والأمر بإقامة جسر جوي لطائرات الإغاثة إلى مطار العريش بمصر تحمل أدوية ومواد الغذائية وكل المستلزمات المعيشية، كما أمر بحملة شعبية لإغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة في كافة أنحاء المملكة، وقد بدأت الحملة بتبرع منه قدر ب 30 مليون ريال وذلك دعمًا للحملة. كما أكد على أن مبادرة السلام العربية لن تبقى على الطاولة أكثر مما بقيت لأن إسرائيل تماطل فيها ولا تريد تنفيذها وإنه أمام إسرائيل خياران إما الحرب أو السلام، وإن العرب قادرين على الصمود والحرب لاستعادة الأرض والكرامة المسلوبة، كما أعلن عن تبرع شعب السعودية ب 1000 مليون دولار لإعادة أعمار قطاع غزة وتعويض أهلها عن كل ما لحقهم من دمار وتشريد وأكد على أن الدم الفلسطيني أغلى من كنوز الأرض. والملك عبد العزيز لقاء مصالحة بينه وبين العقيد معمر القذافي رئيس ليبيا وذلك أثناء انعقاد أعمال القمة العربية في قطر بيوم 30 مارس 2009، وتمت المصالحة برعاية أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وبحضور رئيس وزرائه ووزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني بالإضافة إلى الأمير سعود الفيصل وزير خارجية السعودية وذلك على الرغم من أن القذافي كان قد تهجم عليه أثناء الجلسة الافتتاحية قبل أن يطلب منه عقد الصلح. وجدير بالذكر أن الملك قلص أنشطته منذ يونيو 2010 مع عدم وجود تفسير واضح، ومن 2010 إلى 2012 خضع لعدة عمليات ويعاني من انزلاق غضروفي. وغادر الملك عبد الله السعودية في "إجازة خاصة" في 27 أغسطس 2012. ذكرت قناة القدس أنه خضع لعملية جراحية في مستشفى ماونت سيناي في نيويورك في أو قبل 4 سبتمبر 2012، إثر إصابته بأزمة قلبية. ومع ذلك، لم يكن هناك تقرير رسمي عن هذه العملية المزعومة. بدلا من ذلك، تم الإعلان رسميا أن الملك ذهب في رحلة خاصة إلى المغرب، حيث أنه معروف بالتردد عليها في كثير من الأحيان. وعاد بعدها إلى السعودية في 24 سبتمبر 2012.