تتفجر اليوم علامات استفهام كبيرة،لماذا طلاب الأزهر،والأزهر فقط الذين يتعرضون للتسمم،ويتكرر الأمر في أيام قليلة،فهل هذه صدفة؟أم أمر مدبر في سبيل تحقيق الحلم لمجموعة من الحاقدين على الأزهر وما يمثله من منارة للدين،ولواء للشريعة،فيبثون الرعب في قلوب المصريين ليعرضوا عن التعليم الأزهري؟ولست ممن يعولون كثيرا على نظرية المؤامرة،ولكني أشم رائحة عفنة وراء تلك الحملة الممنهجة القديمة الحديثة،والتي تسعى لإضعاف دور الأزهر،وللتهوين من طلابه،ومحاولة تحويله لتعليم من الدرجة العاشرة. ولذلك لابد من وقفة حاسمة مع هذه الهجمة الشرسة من العلمانيين وبعض غلاة النصارى في الداخل والخارج،فالأزهر يؤرقهم،والقرآن الذي يحفظه الصغار بين جدرانه يمرضهم.أيها المسؤلون: طلاب الأزهر هم أبناء هذا الشعب ،وليسوا درجة ثانية،فلن يسمح الشعب المسلم بإضعاف الأزهر. وبدلا من توجيه الأحداث توجيها سلبيا،واختزال الأمر في شخص شيخ الأزهر،اهتموا بالطلاب،وادرسوا مشاكلهم،إذا كنتم حريصين على أبناء مصر كما تزعمون. إنني كواحد من أبناء الأزهر أغار عليه, وأشفق على هذا الصرح العملاق من محاولات الحد من تأثيره ونفوذه في نفوس أبنائه ونفوس المسلمين. ولكنني - رغم كل شيء - على يقين بأن الأزهر سيظل حتى مع تلك المحاولات شامخا وقويا ومؤثرا.نعم سيظل الأزهر منارة الإسلام ومهد القرآن ومحصن اللغة العربية, سيظل المدرسة التي تخرج العلماء والخطباء والبلغاء ودعاة الإسلام الكبار وفقهاءه العظام. فالذي لا يعرفه الكثيرون أن الأزهر لم يفقد دوره وتأثيره حتى في فترات ضعفه واضمحلاله وإهماله؛ حدث ذلك في صدر الدولة الأيوبية, عندما أهمله الأيوبيون بعد قضائهم على الدولة الفاطمية. وحدث أيضا بعد دخول العثمانيين مصر, فقد ظل الأزهر - رغم كل المحاولات التي هدفت لإضعافه - ملاذا للدين والفقه واللغة, ومنطلقا للوطنية, ومنبعا لثورات الشعب ضد الظلم والاضطهاد والاحتلال, وسيظل هو الرحم الذي يولد منه شيوخ الإسلام الكبار ومفكريه العظام, وسيظل يلقى بأشعة التنوير والإيمان والمعرفة على ربوع العالم كله.نعم سيظل الأزهر الشريف - رغم كل شيء - هو صرح الإسلام الشامخ.