ذكرت صحيفة «هافينجتون بوست» الأمريكية الصادرة اليوم الأربعاء أن الغرب ركز خلال سير الأزمة السورية على تحليل الأسباب الضرورية لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد. وقالت الصحيفة في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني إنه بجانب سجل النظام السوري في انتهاكات حقوق الإنسان، يقدم تحالف الأسد مع إيران الدافع الكافي لأوروبا والولاياتالمتحدة لأن يعملا على وضع سوريا تحت قيادة سياسية جديدة، ولذلك وافقت واشنطن على الاشتراك مع القوى الغربية في إمداد مجموعات مختارة من المعارضة بوسائل دعم مختلفة، عقب فترات تردد طويلة. وأضافت "أن كافة تقييمات وسائل الإعلام الغربية ترجح أن قوات المعارضة التي باتت تسيطر الآن على أجزاء من العاصمة نفسها سوف تنتصر في نهاية المطاف ربما في أواخر العام الجاري، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه حاليا يدور حول مدى حقيقة تحقيق ذلك وماذا سيحمل المستقبل بعده؟!". وأشارت الصحيفة إلى أن الإجابة عن مدى قرب تحقيق ذلك ليست بالإجابة الصغيرة أو السهلة، فالعلاقة بين إيران والأسد تمد النظام السوري ومؤيديه بوسائل دعم عديدة، في حين يتوقع ألا تتخلى القوات الموالية للأسد عن السلاح والذخائر والوقود أو حتى الغذاء والعناصر الأساسية في مجرى المعارك القتالية عن قريب، على الرغم من الحظر الدولي المفروض. وقالت صحيفة «هافينجتون بوست» الأمريكية إنه بالنسبة لدولة يتشكل نحو 70% من سكانها من المسلمين السنة، فإن مؤيدي النظام الذي دشنه حافظ الأسد في سبعينيات القرن الماضي يتكونون من ألوان الطيف الأخرى في سوريا من غير السنة وهم: العلويون والشيعة والمسيحيون والدروز وأي فصيل آخرغير سني، ففي نظرهم، يعد الأسد الحامي والمدافع عنهم والذي نجح في تحقيق الاستقرار لفترات طويلة والحفاظ على حرية الأديان. ورأت الصحيفة أنه ليس ثمة غموض يحيط بهدف الولاياتالمتحدة فيما يخص سوريا فهوتمثل في: تدشين دعائم دولة صديقة أو محايدة، لا تتعاون مع إيران ولا تقدم معقلا للجهاديين، ويتمتع فيها الأقلية والغالبية بالأمن وبذات الحقوق. وحثت الصحيفة الإدارة الأمريكية على اتباع استراتيجيات عديدة في التعامل مع الأزمة السورية ومنها؛ تبديد كافة الأوهام والصعوبات التي تقف أمام من يخدمون المصالح الأمريكية هناك وإمدادهم بالدعم الكافي للتعاون مع واشنطن في قتال الجهاديين وحلفاء إيران بما فيهم النظام السوري نفسه. إلى جانب ذلك، ترى الصحيفة، أنه يتعين على واشنطن إدراك أن جميع الأصدقاء يتم تحديدهم من قبل القبائل وكذلك الانتماءات الدينية، فالولاءات القبلية من شأنها تجاوز الأسس الطائفية، ذلك لأن الخصومات طويلة الأمد بين القبائل السنية والشيعية من شأنها لعب دور مهم في تحديد أصدقاء الولاياتالمتحدة من منطلق مبدأ "عدو عدوي صديقي" ودعت واشنطن لبذل جهود مزيدة لبناء تحالفات مع القبائل السورية. ومن بين هذه الاستراتيجيات، دعت «هافينجتون بوست» الإدارة الأمريكية إلى ممارسة ضغوط على من أسمتها الدول العربية التي تدعم المتشددين في سوريا وإيضاح أن عليها إيقاف الدعم الإيراني للأسد والتشويش عليه إذا ما كانت ترغب حقا في إسقاطه.