مسجد السيدة زينب رضي الله عنها، هو أحد أبرز مساجد القاهرة التاريخية، ملحق به مقام السيدة زينب الذي يعد من اهم الأضرحة التى تتحدث عن آل البيت الكرام، ويمثل المسجد والضريح تحفتان فنيتان يجذبان الأنظار ويأتي لزيارتهما المحبين من شتى البلاد. يتوسط المسجد منطقة سميت باسم صاحبته، فمنطقة السيدة زينب تضم المسجد والمشهد العريق، ذو التاريخ المسطور علي جدرانه، يبادر الجميع لزيارته والتآنس بجوار مقامها الكريم، وكأى مقام لأحد أولياء الله ، يعاني الكثير من الظواهر التي تغضب الله تعالى من تقبيل المقام والبكاء عليه والتوسل لشخص صاحب المقام.
جهالات لا تليق بقدسية المسجد:
وابتدع الناس العديد من صور الجهل الجديدة - والله الهدي الي سواء السبيل- ومن أبرزها رمي صورة للفتاة التي يتعثر أمر زواجها فتُقبل الأم الصورة وتستحلف السيدة زينب بأن ترزقها الزوج الصالح وتفك عقدتها - بحسب تعبير احدى الأمهات- !.
ومن الظواهر الغريبة أيضا أن تقف سيدة أمام جزء ضيق مباشر للمقام، وتنتظر دخول أحد الزائرين تجاهه ، فتسارع باغلاق مخرج هذا الممر الضيق بسلسلة حديدية، حتي اذا فرغ الزائر من الوقوف أمام المقام وقراءة الفاتحة وما يريد، وأراد الخروج ، استوقفته تلك المرأة بقولها "بركاتك يا استاذ" ويدها ممدودة تجاهه، وكأنه وقع في مصيدة لا ينفك عنها إلا بدفع ما تنال يداه ليخرج من الممر إلي حال سبيله!.
وتروى احدى مرتادي المسجد أنها ذات يوم استوقفتها سيدة "متسولة" تمد يدها فأعطتها ما تيسر من المال ، لتجد نفسها فريسة وسط اربعة أخريات يحلفون عليها أن تعطيهم المزيد إلى أن تشاجرت المتسولات مع بعضهن البعض وكل واحدة تتهم الأخرة وتهينها بألفاظ نابية لا تليق بالوقوف أمام بيت من بيوت الله.
المقام والمشهد العتيق: المشهور أن المشهد مبني من عام 85 هجريا فوق قبر السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب وأخت الحسن والحسين حيث يروي بعض المؤرخين أن زينب رحلت إلى مصر بعد معركة كربلاء ببضعة أشهر واستقرت بها 9 أشهر ثم ماتت ودفنت حيث المشهد الآن.
فهو مقام السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب ويعتبره الكثيرون أهم مزار بمصر بجانب المشهد الحسيني ويقطعون المسافات الطويلة لزيارته.
يروى أن المشهد وصفه كثير من الرحالة منهم على سبيل المثال الكوهيني الأندلسي الذي دخل مصر في عصر المعز لدين الله الفاطمي ووصف أن الخليفة المعز هو من أمر باعمار المسجد وبناه ونقش على قبته ومدخله.
وفي القرن العاشر الهجري أعاد تعميره وتشييده الأمير عبد الرحمن كتخدا القازوغلي وبنى مقام الشيخ العتريس الموجود الآن خارج المسجد ونقش على المقصورة "يا سيدة زينب يا بنت فاطمة الزهراء مددك".
واهتمت أسرة محمد علي باشا بالمسجد اهتماما بالغا وتم تجديد المشهد عدة مرات، وفي العصر الحالي تمت توسعت المسجد لتتضاعف مساحته تقريبا.
يحتل المشهد مكانة كبيرة في قلوب المصريين ويعتبر الكثيرون خصوصا من سكان الأقاليم البعيدة عن القاهرة أن زيارته شرف وبركة يدعون الله أن ينالونها.
ويعتبر المسجد مركز من مراكز الطرق الصوفية ومريديها وفي كل عام في شهر رجب يقام مولد السيدة زينب حيث يتوافد آلاف من البشر غلى ميدان السيدة زينب وتقام احتفالات ويتغير شكل المنطقة تماما لبضعة ايام.
سؤال لوزارة الأوقاف: إلى متي يستهان ببيوت الله وأين الرقابة علي الممارسات التي تخالف شرع الله ؟.