اعتبرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية الصادرة السبت أن تصاعد الأزمة في منطقة شبه الجزيرة الكورية يخل بتوازن القوى النووية بين الولاياتالمتحدة والصين. ورأت الصحيفة في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني- أن أزمة شبه الجزيرة الكورية كشفت في حقيقة الأمر خللا مهما في طبيعة العلاقات بين واشنطنوبكين يتمثل في غياب الحوار العسكري المنتظم بينهما حول الأسلحة النووية بالمنطقة.
وقالت:" إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أكد - في رسالته التي وجهها خلال زيارته إلى الصين- عزم بلاده تعزيز دفاعتها الصاروخية في منطقتي ألاسكا وجوام لمواجهة بيونج يانج وهو ما قد يصب في مصلحة الصين من أجل كبح جماح كوريا الشمالية/حسب قول الوزير الأمريكي"
وأضافت الصحيفة:" أنه بينما أعرب مسئولون أمريكيون عن أملهم في أن توافق الصين على هذه الرؤية، برزت مخاوف جديدة حول إمكانية أن توسع الصين من نطاق خططها لتعزيز ترسانتها النووية"، معتبرة أن مثل هذا الأمر ربما يضيف بعدا نوويا إلى سباق الأسلحة التقليدية في أسيا.
ويرى بعض المحللين،حسبما قالت الصحيفة،أن تفاقم الأزمة الراهنة في شبه الجزيرة الكورية وإمكانية توسع الصين في ترسانتها النووية يعود إلى غياب الحوار الأمني النووي بينها وبين الولاياتالمتحدة الذى يضمن بناء الثقة في استراتيجية وقوات بعضهما البعض، على غرار الحوار الذي تم بين موسكووواشنطن عقب انتهاء الحرب الباردة" ومع ذلك ، أردفت الصحيفة تقول إن الوضع بين الولاياتالمتحدة والصين يعد مختلفا عن الوضع مع روسيا إبان الحرب الباردة، نظرا لوجود علاقات اقتصادية راسخة بين البلدين وحقيقة تراجع القدرات العسكرية الصينية عن ملاحقة نظيرتها الأمريكية، لذلك فإن الحرب الباردة لا تقدم نموذجا إيجابيا لبكينوواشنطن.
وتعليقا على هذا الشأن، نقلت الصحيفة عن خبراء أمريكيين قولهم:" إن الصين قاومت المحاولات الأمريكية لإشراك جيشها في حوار أمني نووي رفيع المستوى،وحتى نقاشاتهما فيما يتعلق بقضايا الأسلحة التقليدية ، تعتبر محدودة للغاية على نحو دفع قائد القوات الأمريكية في منطقة المحيط الهادي/باسفيك/ الأميرال صامويل لوكلير إلى الأعلان بأنه لا توجد بينه وبين نظرائه الصينيين أي اتصالات حول أزمة كوريا الشمالية.
وأشارت (وول ستريت جورنال) إلى أن كوريا الجنوبية والولاياتالمتحدة طرحتا امكانية العودة إلى طاولة المفاوضات من جديد مع الجارة الشمالية ، وذلك عقب يوم من كشف تقديرات استخباراتية أمريكية تفيد بأن بيونج يانج ربما تسعى لإمتلاك صواريخ نووية جديدة- وهي الرواية التي لا تزال قيد الجدال بين مسئولي الإدارة الأمريكية والمخابرات العسكرية.
ونسبت الصحيفة الأمريكية إلى العديد من الخبراء الصينيين قولهم:" إن العداء الذي تبديه كوريا الشمالية يضر في حقيقة الأمر بالمصالح الصينية غير أن الجيش الصيني- الذي يلعب دورا بارزا في العلاقات مع بيونج يانج- لا يزال حريصا على جعل كوريا الشمالية بمثابة حجر عثرة في طريق تنامي النفوذ الأمريكي في آسيا"
وأوضح هؤلاء الخبراء أن بكين تترد في إعلان استيائها من سياسية بيونج يانج بشكل صريح لكنها في الوقت ذاته تميل للرد على خطط الدفاع الصاروخي الأمريكي من خلال توسيع نطاق خططها لتحديث ترسانتها النووية.
وذكرت (وول ستريت جورنال) أن الصين لطالما عارضت نشر أي أنظمة دفاع صاروخي أمريكية بالمنطقة نظرا لأنها ترى في ذلك إضعافا لقوة ردعها، فيما قال أحد الباحثين في الأكاديمية الصينية للعلوم العسكرية إن الصين لديها بعض النزاعات مع عدد من جيرانها بالمنطقة، لذلك فإن هذا الأمر ربما يترك تداعيات على أمنها القومي.