قام مسلحون بالهجوم على مقرات صحف عراقية في بغداد على خلفية انتقدها رجل الدين الشيعي، محمود الصرخي، الأمر الذي أثار انتقادات واسعة من قبل الجمعيات المدافعة عن حرية الرأي وعدد من السياسيين. ووفقا لما جاء على إذاعة "سكاي نيوز" لم يكتف المسلحون بهذه الهجمات التي طالت مقرات مكاتب صحف الدستور والبرلمان والناس والمستقبل، بل تعرض الموقع الإلكتروني لصحيفة الدستور إلى القرصنة.
وحسب القائمين على تلك الصحف، فإن رجالا مسلحين بمسدسات ومدي ومواسير من الصلب اقتحموا مكاتبها، واعتدوا على صحفيين وحطموا أجهزة كمبيوتر.
ونقلت وكالة "رويترز" عن محرر في صحيفة الدستور، ياسر طلاس، قوله إن مجموعة من الرجال هاجموا العاملين في الصحيفة، وأحرقوا الأرشيف وهددوهم بالقتل إذا نشرت الصحيفة أي "إهانات" لمن يؤيدهم هؤلاء الرجال.
وفي وقت كشف طلاس أن هذه المجموعة معروفة للحكومة دون أن يذكر أية أسماء، أكد مصدر في الشرطة العراقية اعتقال اثنين من المسلحين الذي اعتدوا على الصحفيين.
وأبرز الحادث الذي وقع، الاثنين، النفوذ القوي الذي تتمتع به الميليشيات الإسلامية المتشددة في العراق، حيث غالبا ما فرض المسلحون آراءهم على الشارع في ذروة الحرب الطائفية قبل أعوام قليلة.
ونشرت صحيفة الدستور مقالا افتتاحيا في صفحتها الأولى، الثلاثاء، يعرض صورا للأضرار التي لحقت بمكاتبها، وقالت إن الهجوم جاء بعد نشر مقال عن خطط رجل دين شيعي لإقامة صلاة جامعة في مدينة كربلاء.
وتوالت ردود الفعل الشاجبة لهذه الهجمات، إذ دان مرصد حرية الصحافة وهو منظمة غير حكومية في العراق التعرض إلى حرية الرأي، في حين اعتبر الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، مارتن كوبلر، "الاعتداءات على الهيئات الإعلامية أو الصحفيين غير مقبولة تحت أي ظروف."
كما طالب نقيب الصحفيين العراقيين، مؤيد اللامي، بإجراء تحقيق "لمعرفة من يقف وراء هذه الاعتداءات"، مشيرا إلى أن النقابة تجري "اتصالات مع مسؤولين دينيين لأن المعتدين تحدثوا عن بعض المجموعات الدينية" خلال الاعتداءات.
واستنكر عدد من النواب العراقيين "الاعتداءات" التي طالت المؤسسات الإعلامية، في حين شدد رئيس المجلس الأعلى الإسلامي، عمار الحكيم، لصحيفة المستقبل على أن تلك الهجمات تدعو "إلى القلق والارتياب من المجموعات المسلحة التي لا تعرف لغة الحوار ومفهوم الديمقراطية".
ودائما ما يعتبر العراق بلدا لا يتمتع فيه الصحافيون بالقدر الكافي من الحرية، إذ يحتل المرتبة 150 من 179 في التصنيف العالمي لحرية الصحافة الذي تعده منظمة مراسلون بلا حدود. وتقول لجنة حماية الصحفيين الأميركية غير الحكومية إن 93 صحافيا قتلوا بين 2002 و2011 في ظروف لم تكشف ملابساتها بعد.