حكمة «الله» في إرسال رحمته على عباده

((ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وَمَا يُمْسِك فَلَا مُرْسِل لَهُ مِنْ بَعْده وهو العزيز الحكيم )) فاطر 2

ما يفتح الله للناس من رزق ومطر وصحة وعلم وغير ذلك من النعم، فلا أحد يقدر أن يمسك هذه الرحمة، وما يمسك منها فلا أحد يستطيع أن يرسلها بعده سبحانه وتعالى. وهو العزيز القاهر لكل شيء، الحكيم الذي يرسل الرحمة ويمسكها وَفْق حكمته.

يقول الشيخ الشعراوي: وهذه الرحمة إنْ أرادها الله بعبد، فلا أحدَ يمنعها عنه { مَّا يَفْتَحِ } [فاطر: 2] يعني: يعطي ويمنح { فَلاَ مُمْسِكَ } [فاطر: 2] فلا مانع ولا حابس لها { وَمَا يُمْسِكْ فَلاَ مُرْسِلَ } [فاطر: 2] لا معطي { لَهُ مِن بَعْدِهِ } [فاطر: 2] أي: من بعد الله.

ثم تُذيَّل الآية بقوله تعالى: { وَهُوَ 0لْعَزِيزُ 0لْحَكِيمُ } [فاطر: 2] نعم، ما دام أنه تعالى إله واحد لا شريك له، يرسل رحمته لمن يشاء، ويمسك عَمَّنْ يشاء فهو عزيز، والعزيز هو الذي لا يُغْلَب ولا يُمَانع، لكن هذه العزة وهذه الغلبة ليست صادرة عن بطش أو ظلم أو جبروت، إنما صادرة عن حكمة { وَهُوَ 0لْعَزِيزُ 0لْحَكِيمُ } [فاطر: 2] فهو سبحانه حكيم في عطائه، حكيم في منعه، والحكمة - كما قلنا - هي وَضْع الشيء في موضعه المناسب.