قام 49 سائحًا إيرانيًّا اليوم، بجولة في مدينة الأقصر الأثرية، جنوب مصر، في أول زيارة من نوعها لسياح إيرانيين لمصر منذ 34 عامًا، وسط إجراءات أمنية مشددة بلغت حد منع اقتراب الصحفيين منهم أو السماح بتصويرهم. وتجول السياح لمدة 3 ساعات في معابد حتشبسوت ووادي الملوك وهابو وتمثالي ممنون بالبر الغربي لمدينة الأقصر، التقطوا خلالها صورًا جماعية واستمعوا لشرح من المرشدين السياحيين المرافقين للفوج عن تاريخ المعابد قبل أن يستقلوا حافلة سياحية إلى منطقة مصانع الألباستر لشراء تحف فرعونية مقلدة.
وفي تصريحات لمراسل الأناضول، قال مُلاك بازارات (متاجر تبيع آثارًا مقلدة) - تردد الفوج الإيراني عليها - إن حوارات قصيرة دارت بينهم وبين بعض السائحين الإيرانيين عبّروا خلالها عن سعادتهم بزيارة الأقصر وانبهارهم بالآثار الفرعونية وبالاستقبال الجيد للمصريين لهم.
وأضافوا: "انبهر الفوج الإيراني بآثارنا، وأعلنوا نيتهم تكرار الزيارة في وقت قريب، كما أكدوا أنهم سينصحون أقاربهم وأصدقاءهم بزيارة المدينة".
وفرضت الأجهزة الأمنية بالأقصر خلال الزيارة إجراءات وتدابير أمنية مشددة ومنعت اقتراب الصحفيين منهم أو تصويرهم، بحسب مراسل الأناضول.
وقال العميد حسنى حسين، رئيس مباحث شرطة السياحة بمنطقة جنوب صعيد مصر، إن الفوج يضم مطربًا إيرانيًّا مشهورًا وأدباء وكتابًا، مشيرًا إلى أن زيارتهم للأقصر ستشمل زيارة المعابد الأثرية فقط ولا يفكرون إطلاقًا في زيارة أضرحة أولياء أو ساحات صوفية.
ورأى من جهته الباحث الأثري، منتصر أبو الحجاج، إن السياحة الإيرانية هي البديل المناسب في هذا التوقيت وستدعم قطاع السياحة في المدينة خاصة أن السائح الإيراني معروف بثرائه الشديد.
ويبلغ متوسط إنفاق السائح الإيراني نحو 70 دولارًا في اليوم الواحد"، حسبما صرح أبو الحجاج للأناضول. وبحسب تقديره، فإن السائحين الإيرانيين الذين زاروا المدينة اليوم من فئة مثقفة.
ووصل الفوج السياحي الإيراني إلى الأقصر، مساء أمس الاثنين، قادمًا من أسوان (جنوبالأقصر) في رحلة نيلية على متن مركب تابع لإحدى الشركات السياحية، وفور وصوله لأحد فنادق الأقصر، تم اتخاذ إجراءات أمنية مشددة وتأمين الفندق من الخارج عن طريق عدد كبير من القيادات الأمنية والقوات الخاصة. وبدأ ال 49 سائحًا زيارتهم لمصر يوم السبت الماضي حيث توجهوا مباشرة من طهران إلى أسوان.
وبعد زيارتهم للأقصر، ستقلهم حافلة سياحية إلى مدينة الغردقة على ساحل البحر الأحمر، بحسب الشركة السياحية المنظمة للزيارة.
ولاقت زيارة الفوج الإيراني انتقادات كبيرة من قبل التيار السلفي الذي هدد بمحاصرة المطارات لمنعهم من دخول البلاد. ويرى هذا التيار أن السياح الإيرانيين سيزورون مصر بهدف نشر الفكر الشيعي.