إعداد سعد البحيري في مقاله المعنون "دولتان أختان" والذي نشرته صحيفة "يديعوت احرونوت "منذ يومين يقول الكاتب الاسرائيلي يارون لندن ان اللوبي الصهيوني في أمريكا قد يقرر من يشغل مقاعد مجلس النواب الامريكي ومن يجلس في الغرفة البيضاوية في البيت الابيض ويؤكد أن كثيرون في العالم يعتقدون أن اليهود يتحكمون بأمريكا . وهذا الزعم طبقا للكاتب " ملوث بغبار معاداة السامية" ويضيف أننا اذا نقّينا هذا الزعم من معاداة السامية فيه فلن نستطيع ان ننكر ان جماعة الضغط الاسرائيلية اتخذت طريقة تُمكّنها من استعمال تأثير كبير في سياسة الولاياتالمتحدة الخارجية فأكثرية من الجمهور الاميركي تناصر اسرائيل، لكن ضغطا غير معتدل على ساسة مرشحين للانتخاب يساعد على ان يوجد في مجلس النواب ومجلس الشيوخ اكثرية دائمة تؤيد اسرائيل بثبات وكل رئيس، باقترابه من موسم الانتخابات يوسع ابتسامته الى اسرائيل، ولا يشذ سلوك الرئيس اوباما عن هذه القاعدة. الي هنا تسير الامور وفق منهجها الطبيعي ولا نجد غبارا فيما قاله الكاتب اليهودي فهو يعترف بحقيقة يعرفها القاصي والداني ولكنه يحذر من مخاطر تحكم مجموعة صغيرة من اليهود الامريكيين في مصائر دولة كاسرائيل فهو اذا يريد أن يفك الارتباط بين اسرائيل واللوبي اليهودي او بمعني اخر يريد ان يلفت نظر اللوبي اليهودي الي وجود قاعدة عريضة من الجمهور الاسرائيلي قد لا ترضي عما يسعي هذا اللوبي المحدود العدد لتحقيقه . ولبيان حجم التناقض في رؤية الجمهور اليهودي عرض الكاتب نتائج بحث "مقياس الديمقراطية" وهو بحث يقوم على استطلاع سنوي يجريه المعهد الاسرائيلي للديمقراطية ونشرت نتائجه مطلع الاسبوع الجاري وتبين النتائج ان حوالي ثلث الجمهور اليهودي يعتقدون ان مواطني اسرائيل العرب ليسوا اسرائيليين في حين يعتقد حوالي 70 في المئة منهم انه توجد حاجة الى اكثرية يهودية لبت قرارات مهمة في شؤون المجتمع والاقتصاد . وقد بين الاستطلاع فيما يخص حرية العبادة أن اسرائيل جاءت في المستوى الذي توجد فيه تركيا والاردن ومصر وسوريا والصين و السعودية وروسيا. ومن جهة التوتر الديني فقد تساوت اسرائيل بكل من الهند ولبنان، أما بخصوص النزاعات الاثنية العرقية واللغوية فان اسرائيل تاتي في نفس المرتبة التي تحتلها تركيا. وبغض النظر عن مدي صدقية هذه النتائج الا انها تعكس رؤية اليهود للمجتمع العربي خاصة دول مثل مصر والسعودية ولبنان والاردن وهي تعكس مدي جهل هؤلاء اليهود بتعاليم الدين الاسلامي الذي يتيح للانسان حرية الاعتقاد ويحمي حرمة اصحاب الديانات الاخري وهي في الوقت ذاته تلقي الضوء علي غياب الدور العربي- الاسلامي في تعريف الاخر به وبثقافته وبدينه.