ينعي الصحفي المصري حازم عبده الدكتور عبد القادر حجازي احد رواد الإغاثة الإسلامية البارزين وأمين عام لجنة الإغاثة الإنسانية بنقابة الاطباء المصرية الذي وافته المنية امس ويقول : وداعاً.. "مغيث الملهوف"
جاب العالم شرقاً وغرباً من أدغال أفريقيا إلى أقصى شرق آسيا، وباكستان وكوسوفا والبوسنة والهرسك والعراق والصومال بحثاً عن كل ملهوف ومنكوب، يقدم له كسرة خبز وحبة دواء وخيمة تقيبه شر التشرد،عمراً أفنى جله مغيثاً لكل ملهوف .
إنه العلم والمجاهد الدكتور عبد القادر حجازي الأمين العام للجنة الإغاثة الإنسانية بنقابة أطباء مصر، وأحد أهم رموز العمل الإغاثة الإنساني والإسلامي فى العالم ،والذي وافته المنية مساء الجمعة الماضي بعد رحلة..
ضرب فيها أروع الأمثلة للاهتمام بأمر المسلمين والإنسان فى كل مكان..، متحاملاً على نفسه وآلامها وأوجاعه وتداعياتها، والتى تكالبت عليه فى عينه تارة وفى كبده تارة أخرى فتحداها ببذل الجهد والوقت والمال والخبرة الواسعة لعون كل محتاج.
اقتربت منه على مدى السنوات العشر الماضية حين تم تكليفى بمتبعة أنشطة نقابة الأطباء ولجنة الإغاثة الإنسانية بها، فما رأيته إلا غارقاً فى مراجعة شحنة أدوية متجهة إلى الصومال أو إعداد قافلة فى طريقها للعراق.
أو تجهيز فريق طبى لأبناء السودان، أو النيجر، أو ممسكاً بهاتفه يتلقى متطلبات أبناء الشعب الفلسطينى المحاصر من العدو ومن الصديق.
لقد أرهق الدكتور حجازى كل من عمل معه باللجنة، فهو لا يكل ولا يمل ولا يعرف شيئاً غير الإحساس بالفقراء والمحتاجين، فهذا بحاجة لكرسى متحرك، وهذه توفى زوجها وبحاجة لإعانة وهذا بحاجة لجراحة لاستعادة نور عينيه وهو لا يعرف إلا تلبية كل ذلك مهما كان الروتين .
تابعته خلال الحرب على غزة مقيماً ليل نهار فى مقر اللجنة، هاجراً بيته، ومجافياً مستشفاه، فمن متابعة الموقف والاحتياجات واصطحاب القوافل لتسليمها عبر معبر رفح،إلى استقبال وفود الهيئات الإغاثية التى أتته من كل دول العالم باعتباره الأخير بكيفية إغاثة غزة..
إلى جلسات مع شركات الأدوية والتجهيزات الطبية لرئاسة اجتماعات مشتركة للهيئات الإغاثية للتنسيق، إلى إدارة ندوات لفضح الممارسات الإسرائيلية.
قبل ثلاث سنوات كان عائداً من أسبانيا بعد مشاركته فى اجتماع مشترك لعدد من الهيئات الإغاثية العالمية وفى مطار مدريد دخل إلى الحمام وقبل خروجه دق هاتفه فانشغل وكان من إحدى الجمعيات بإحدى الدول المنكوبة فخرج ليدون حاجتها فنسى حقيبة يده وكان بها جواز السفر والنقود.
فشاء القدر أن يكون أول الداخلين بعده الصديق كاظم فاضل مساعد رئيس تحرير صحيفة الوفد، وكان عائداً من مؤتمر طبى فعثر على الحقيبة وعندما فتحها عرف صاحبها فحملها وأخذ يبحث عنه فى الصالة حتى لقيه وسلمها إليه.
لم يكتف الدكتور حجازى بجهوده الخيرية فى لجنة الإغاثة، والمجلس الإسلامي العالمى للدعوة والإغاثة، والجمعية الطبية الإسلامية، وغيرها من الهيئات الدولية وإنما أسس جمعية فى المنطقة التى كان يسكن بها فى القاهرة لمساعدة أبناء الحى من المحتاجين .
رحم الله الدكتور حجازى وألهم ذويه ومحبيه الصبر، وعوض الساحة الإغاثية غنه خيراً.