أكد وزير الخارجية الأردني ناصر جوده ونظيره الأمريكي جون كيري أهمية دفع جهود السلام وإعادة اطلاق مفاوضات جادة وفاعلة تؤدي بالنهاية إلى تجسيد حل الدولتين استنادا إلى المرجعيات الدولية المعتمدة في هذا الإطار بما يفضي إلى اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والمتواصلة جغرافيا على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. جاء ذلك خلال جلسة المباحثات التي عقدها جودة وكيري في عمّان اليوم السبت والتي تم خلالها بحث العلاقات الثنائية بين الأردن والولاياتالمتحدةالأمريكية وآخر المستجدات والتطورات في منطقة الشرق الأوسط، وفقا لما ذكرته وكالة انباء الشرق الأوسط.
وأكد الطرفان خلال اللقاء حرصهما المشترك للحفاظ على العلاقات التاريخية المتميزة القائمة بين البلدين وتطويرها والبناء على ما تم انجازه في كافة الميادين بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين. وأشارا إلى أهمية استمرار التنسيق والتشاور والتعاون حيال مختلف القضايا التي تهم الطرفين خاصة القضايا التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط.
بدوره ، استعرض جوده الجهود الأردنية بقيادة الملك عبدالله الثاني في تحريك عملية السلام،مؤكدا مركزية الدور القيادي للولايات المتحدة في هذا الاطار سواء على المستوى الفردي أو من خلال الرباعية الدولية.
وأعاد جوده التأكيد على أن القضية الفلسطينية هي جوهر الصراع في المنطقة وهي القضية المركزية وبدون ايجاد حل شامل وعادل فان المنطقة والعالم لن ينعما بالأمن والاستقرار، مشيرا الى ارتباط كافة قضايا الحل النهائي بمصالح اردنية حيوية.
وبحث الجانبان تطورات الوضع في سوريا واهمية ايجاد حل سياسي يوقف نزيف الدماء ويحفظ أمن وآمان سوريا ووحدتها ترابها ويضمن مشاركة كافة مكونات الشعب السوري في العملية السياسية.
وأشار جوده إلى التداعيات الانسانية للأزمة السورية على الأردن الذي استقبل قرابة نصف مليون سوري على أراضيه ويقدم لهم الخدمات بالرغم من الاوضاع الاقتصادية الصعبة معربا عن تقديره للدعم الأمريكي للأردن.
من جهته، أعرب كيري عن تقدير الولاياتالمتحدةالامريكية ودعمها لمسيرة الإصلاح في الأردن التي يقودها الملك عبدالله الثاني وآخرها الانتخابات النيابية والمشاورات لاختيار رئيس وزراء والمشاورات الجارية حاليا في تشكيل الحكومة وفق هذه الآلية الجديدة والتي تشكل خطوة هامة على مسار العملية الاصلاحية.
وأكد كيري الدور الأردني المحوري بقيادة الملك عبد الله الثاني في أمن واستقرار المنطقة ، معتبرا أن الأردن يشكل صوت الاعتدال، وهو أحد أركان الاستقرار في المنطقة، مشددا على أهمية الدور الانساني للأردن في استقبال أكثر من 450 ألف سوري على أراضيه وتامين المأوى والخدمات بكافة انواعها لهم ، مؤكدا استمرار الدعم الأمريكي للأردن ومساعدته على تحمل الضغوطات الناجمة عن استضافة السوريين.
زيارة أوباما
ويأتي ذلك في الوقت الذي ذكرت فيه تقارير اخبارية أن الرئيس الامريكي باراك اوباما زار اليوم مدينة البتراء الأثرية جنوب الأردن . وحلقت طائرة مروحية بالرئيس الأمريكي لرؤية المدينة الوردية المنحوتة بالصخر، بعد أن هدأت الرياح الرملية العاصفة، ما سمح له بالقيام برحلة استمرت 55 دقيقة عابرا السهول والجبال الأردنية. وكانت هناك مخاوف من الاضطرار إلى الغاء رحلة أوباما القصيرة إلى البتراء (260 كم جنوب عمان) بسبب الأحوال الجوية السيئة. وهبطت مروحية الرئيس الأمريكي في البتراء، التي اختيرت ضمن إحدى عجائب الدنيا السبع الجديدة عام 2007، قبل ان يستقل السيارة في جولة قصيرة بالمدينة. ووصل أوباما الى الأردن عصرالجمعة، حيث التقى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وبحث معه الأزمة السورية وقضية اللاجئين السوريين في المملكة، إضافة إلى جهود تحقيق السلام في المنطقة. ومن المقرر أن يغادر أوباما لاحقا عمان عائدا إلى واشنطن.