أكدت سوريا تقاعس المجتمع الدولي عن التحرك لمعالجة تطورات الوضع الذي سبق لها التحذير منه ومحاسبة داعمي المجموعات الإرهابية المسلحة في البلاد عملا بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة إضافة إلى الدعوات التي أطلقتها بعض دول الإتحاد الأوروبي والجامعة العربية لتسليح هذه المجموعات هو الذي شجعها على المضي قدما في ارتكاب جريمتها النكراء صباح اليوم الثلاثاء. وكانت المجموعات المسلحة في شمال سورية قد أطلقت صاروخا من منطقة كفر داعل باتجاه منطقة خان العسل بمحافظة حلب ، وسقط في منطقة يقطنها مدنيون وعلى مسافة نحو 300متر من مكان وجود عناصر الجيش السوري .
وقالت وزارة الخارجية السورية في رسالتين متطابقتين لرئيس مجلس الأمن الدولي فيتالي تشوركين ، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنه نجم عن انفجار الصاروخ دخان كثيف أدى إلى وقوع حالات إغماء مباشرة لمن استنشقوا تلك الغازات وأسفر الحادث عن سقوط 25 قتيلا حتى الآن وما يزيد على 110 مصابين من المدنيين والعسكريين الذين نقلوا جميعا إلى مستشفيات مدينة حلب.
وأضافت الخارجية أنه سبق وأعربت دمشق في رسالتين متطابقتين وجهتهما إلى تشوركين وبان كي مون عن تخوفها الجاد من قيام بعض الدول التي تدعم الإرهاب والإرهابيين بتقديم أسلحة كيميائية للمجموعات الإرهابية المسلحة والإدعاء بأن الحكومة السورية هي التي قامت باستخدامها.
وقالت وزارة الخارجية السورية أن دمشق حذرت من خطورة التقاعس عن التصدي لإمكانية وصول أنواع محظورة من الأسلحة إلى أيدي تنظيم جبهة النصرة والمجموعات المرتبطة بالقاعدة وخاصة بعد سيطرة هذه المجموعات الإرهابية على معمل تابع للقطاع الخاص شرق مدينة حلب يحتوى على أطنان من مادة الكلور السامة وظهور تقارير إعلامية عن تهديد عناصر من تنظيم القاعدة باستخدام أسلحة كيميائية تصنعها في مخبر قرب مدينة غازي عنتاب التركية ضد أبناء الشعب السوري للادعاء بأن الحكومة هي التي قامت باستخدام هذه الأسلحة.
وأضافت الوزارة أن الرسالتين أشارتا إلى أن مقاطع الفيديو التى نشرت فى حينه على الانترنت أوضحت طريقة تصنيع الغازات السامة من خلال مواد كيميائية حصل عليها تنظيم القاعدة من شركة تركية وجرى اختبارها على كائنات حية .
وقالت الرسالتان إن سوريا تجدد تأكيدها على التزاماتها التي أعلنتها عشرات المرات عبر الأطر الدبلوماسية وبصورة علنية ونقلتها إلى مجلس الأمن، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بأنها لن تستخدم هذه الأسلحة الكيميائية إن وجدت ضد شعبها ، وأنها ستواصل التزامها الدستوري بملاحقة الإرهابيين ومن يدعمهم حرصا منها على أمن وسلامة شعبها .
وشددت الرسالتان على أن سوريا تطالب المجتمع الدولي بالتحرك بشكل جاد وحازم لمنع هذه المجموعات الإرهابية من الاستمرار في ارتكاب جرائمها الخطرة ضد أبناء الشعب السوري عبر وضع حد للدعم المالي والعسكري واللوجستى والسياسي والإعلامي الذي تقدمه الدول الداعمة لهذه المجموعات الإرهابية ولاسيما تركيا وقطر وبعض الدول الغربية دون أي تفكير في عواقب ذلك الدعم على المواطنين السوريين الأبرياء الذين تسفك دماؤهم بايدى هذه المجموعات الإرهابية.