جددت سوريا اليوم التأكيد على أنها لن تستخدم السلاح الكيميائى ان وجد لديها تحت أى ظرف كان. وقالت وزارة الخارجية السورية فى رسالتين متطابقتين الى رئيس مجلس الامن الدولى والامين العام للامم المتحدة .. إن الادارة الامريكية دأبت خلال هذا العام على شن حملة ادعاءات حول احتمال قيام سوريا باستخدام الاسلحة الكيميائية فى الازمة الراهنة .. لقد أكدنا مرارا عبر الأطر الدبلوماسية وبصورة علنية أن سوريا لن تستخدم السلاح الكيميائى ان وجد لديها تحت أى ظرف كان لانها تدافع عن شعبها ضد الارهاب المدعوم من دول معروفة تأتى الولاياتالمتحدةالامريكية فى مقدمتها.
وأوضحت الخارجية السورية أن ما يدعو الى القلق من هذه الأنباء التى تتداولها وسائل الإعلام هو تخوفنا الجاد من قيام بعض الدول التى تدعم الارهاب والارهابيين بتقديم اسلحة كيميائية للمجموعات الارهابية المسلحة والادعاء بأن الحكومة السورية هى التى قامت باستخدام هذه الاسلحة.
وقالت الخارجية إن صحيفة /يورت/ التركية كشفت عن معلومات تفيد بأن عناصر من تنظيم القاعدة تقوم بتصنيع أسلحة كيميائية فى مخبر يقع قرب مدينة غازى عنتاب التركية ويهددون باستخدامها ضد المدنيين السوريين حيث اشارت الصحيفة الى ان مقاطع فيديو تم نشرها على مواقع الانترنت تظهر طريقة تصنيع الغاز السام من خلال مواد كيميائية امنها تنظيم القاعدة من شركة تركية وجرى اختبارها على كائنات حية.
وأشارت الخارجية السورية الى أنه كان حريا بالدول التى تشن الحملة على سوريا متابعة ذلك العمل ومعاقبة الارهابيين الذين قاموا به والجهات التى سهلت لهم تأمين المواد الكيميائية.
وأوضحت الوزارة فى رسالتيها أن حكومة الجمهورية العربية السورية وانطلاقا من حرصها على حياة ابنائها طلبت من بعثة مراقبى الاممالمتحدة اثناء عملها فى سوريا القيام بزيارة لمعمل تابع للقطاع الخاص شرق مدينة حلب يقوم بتصنيع مادة الكلور لتفقد المعمل وحصر موجوداته لان المجموعات الارهابية كانت تخطط انذاك للسيطرة عليه الا ان بعثة المراقبين لم تستطع ذلك بعد ان اطلق الارهابيون النار على عناصرها عند محاولتهم زيارة المعمل.
ولفتت الوزارة الى أن المجموعات الارهابية سيطرت مؤخرا على هذا المعمل الذى يحتوى على أطنان من مادة الكلور السامة وذلك اثر الحملة الأمريكيةالغربية الاخيرة مع كل ما يعنيه ذلك من مخاطر.
وقالت الخارجية السورية في بيانها إن الحكومة تحذر من قيام المجموعات الارهابية باللجوء الى استخدام هذا السلاح ضد أبناء الشعب السورى وتستهجن عدم تحرك المجتمع الدولى لمعالجة تطورات هذا الوضع ومحاسبة داعمى المجموعات الارهابية عملا بقرارات مجلس الامن ذات الصلة.
وأضافت " إن أكثر ما تتميز به هذه الحملة المعادية لسوريا هو غياب البعد الأخلاقى عنها إذ لا يمكن لبلدان استخدمت هذه الاسلحة او ما يشابهها مثل الولاياتالمتحدةالامريكية ان تكون مؤهلة لاطلاق هذه الحملة وخاصة انها استخدمت ذريعة امتلاك العراق لاسلحة الدمار الشامل لتبرر غزوها واحتلالها لهذا البلد العربى عام2003.
وتابعت الوزارة لقد اوضحت سوريا عشرات المرات منذ أثير هذا الموضوع انها لن تستخدم الاسلحة الكيميائية ان وجدت لديها ضد شعبها تحت اى ظرف كان .. كما اكدت تقيدها بالتزاماتها القانونية التى تفرضها الاتفاقيات والبروتوكولات التى قامت بالتصديق عليها .. والاكثر من ذلك هو ان سوريا كانت قد تقدمت قبيل نهاية عام 2003 بمشروع قرار امام مجلس الامن لاخلاء الشرق الاوسط من اسلحة الدمار الشامل الكيميائية والنووية والبيولوجية الا ان الولاياتالمتحدةالامريكية والدول التىتدور فى فلكها قد عطلت مشروع القرار وحاربت اعتماده فى مجلس الامن.
وأشارت الوزارة الى أن سوريا لم تستغرب قيام الولاياتالمتحدةالامريكية قبل ايام قليلة بافشال تحرك الاممالمتحدة لعقد مؤتمر كان من المقرر أن يجرى قبيل نهاية هذا العام للبحث فى إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل فى منطقة الشرق الأوسط وجرى كل ذلك دفاعا عن إسرائيل الطرف الوحيد فى المنطقة الذى لم يوقع هذه الاتفاقيات الخاصة باسلحة الدمار الشامل.
وختمت الخارجية السورية بيانها قائلة " إن هذه الحملات لا تجدى مع سوريا التى تمسكت دائما باستقلالها وسيادتها كما لا يمكن للحملات الاعلامية البائسة تضليل شعبنا والرأى العام العالمى الذى اصبح يدرك تدريجيا حقيقة المؤامرات التى تتعرض لها سوريا والأسباب الحقيقية لاستمرار سفك الدم السورى الذى تتحمل المجموعات الارهابية ومن يدعمها مسئوليته أمام التاريخ وأمام الشعوب".