" الأدب العربي هو أطول آداب العالم عمرا حيث يبلغ سبعة عشر قرنا " هكذا عبر د . عبد المنعم تليمة ، مؤكدا أن مؤرخو الأدب في العالم ينظرون إلى الأدب العربي بعين الإجلال . و أضاف أننا ننظر إلي الشعر العربي في ضوء هذا التاريخ الطويل نفتش عن مستقر للشعر من خلال حركات التجديد وخصوصا في القرنين ال19 و ال 20 ، قائلا أن العروبة ثقافة والثقافة شعر وهذه حقيقة تاريخية وثقافية وعلمية ، و جاءت كلمته خلال فعاليات الملتقي " القاهرة الدولي للشعر العربي " .
فيما تحدث د . محمد حماسة عبد اللطيف عن ورقته البحثية بعنوان" أغنية الثورة الأبدية تحليل قصيدة " صلاة " لأمل دنقل " حيث قرأ د . حماسة القصيدة : أبانا الذي في المباحث نحن رعاياك باقٍ لك الجبروتُ وباقٍ لنا السكوتُ وباقٍ لمن تحرسُ الرهبوتُ تَفَرَّدتَ وحدَكَ باليُسرِ. إنَّ اليَمينَ لفي الخُسرِ أما اليسارُ ففي العُسرِ.. إلا الذين يُماشون إلا الذين يعيشونَ يَحشُونَ بالصحفِ المشتراةِ العيونَ فَيَعشُون. إلا الذين يَشونَ. وإلا الذين يُوَشُّونَ ياقاتِ قُمصانِهم بِرِبَاطِ السُّكوت! تَعَالَيْتَ. ماذا يَهُمُّكَ مِمَّنْ يَذُمُّكَ؟ اليومُ يومُكَ يرقَى السجينُ إلى سُدَّةِ العرشِ.. والعرشُ يُصبحُ سِجْنًا جديدًا وأنتَ مكانُكَ. قد يتبدلُ رسمُكَ واسمُكَ. لكن جوهرَكَ الفردَ لا يتحولُ، الصمتُ وَشْمُكَ. والصَّمْتُ وَسْمُكَ وَصَمْتٌ – حيثُ التَفَتَّ – يرينُ وَيَسْمُك والصمتُ بين خيوط يدَيْكَ المُشبَّكَتَيْنِ المُصْمَغَتَيْنِ يَلُفُّ الفراشةَ.. والعنكبوتْ .. أبانا الذي في المباحثِ. كيفَ تموتُ وأغنيةُ الثَّورةِ الأبديةِ لَيْسَتْ تموتُ !!
ثم حلل حماسة مفرداتها ومعانيها مستخلصا منها مواضع السكوت والحركة والإيحاءات السياسية والتي سبقت ثورات الربيع العربي في التنبؤ بتلك الثورات من خلال المفردات الثورية المحرضة الكامنة بين جنبات القصيدة واستلهام الشاعر من أحداث عصره ومعاناته مع الشعر ما جعله يبدع في نظم قصيدة صلاة .
و عبر حماسة أنه قبل كل شئ لغوى لذا ينصب اهتمامه على كيفية استخدم التعبير اللغوى فى أداء المعنى ، موضحا إن لم يكن النص كاشفا عن ذات نفسه فلا يكون التحليل له دقيقا .
قال حماسة كل قراءة للشعر تعطى معنا آخر ، و كل قراءة حكما و تأملا دقيقا للشعر ، بين دلالاته غير المتناهية .
و ختم تليمة بقوله " نحن فى قلب ربيع الثورة منذ سنتين و فى قلب ربيع الشعر منذ 17 قرنا " .