رفضت إسرائيل اليوم الجمعة اقتراح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بإعطاء فلسطين صفة عضو مراقب في الأممالمتحدة، فيما يتخذ الجيش الإسرائيلي احتياطات أمنية مع نشر دوريات لاحتمال اندلاع أعمال عنف عقب صلاة الجمعة بالمساجد. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية: إن هذا الاقتراح معناه الاعتراف بدولة فلسطينية بدون التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل.
وفي المقابل، أكد رئيس الفلسطيني محمود عباس أنه غير مخوّل صلاحية بحث مثل هذه الاقتراحات، ويجب عليه أن يعود إلى القيادة الفلسطينية لدراستها.
وعلى صعيد متصل، قال عباس إن الجانب الفلسطيني لن يعترف بالدولة اليهودية ولن يقبل إلا بأن تكون فلسطين خالية من المستوطنين والعساكر.
وأفاد موقع إذاعة "صوت إسرائيل" بأنه من المتوقع أن يشير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في خطابه إلى دعواته للفلسطينيين للعودة الى طاولة المفاوضات، كما أنه سيؤكد أهمية الترتيبات الأمنية بالنسبة لإسرائيل على خلفية التغييرات التي تشهدها الدول العربية، وأنه سيقترح مجددا إجراء مفاوضات مباشرة، إلا أن هذا الاقتراح لن يكون ساري المفعول إذا ما مضى عباس قدمًا في تطبيق اتفاق المصالحة مع حماس.
ومن المتوقع أن يسلم عباس السكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون بعد ظهر اليوم طلبا رسميا لعضوية دولة فلسطينية في الاممالمتحدة على ان يحال هذا الطلب الى مجلس الامن الدولي. وفور القائه خطابه امام الجمعية العامة سيغادر عباس نيو يورك عائدا الى مناطق السلطة الفلسطينية لاجراء مشاورات حول الاجراءات القادمة الواجب اتخاذها.
فيما نقلت صحيفة القدس عن مصدر رفيع المستوى في مكتب الأمين العام للامم المتحدة أن بان كي مون قرر أن يعرض الطلب الفلسطيني للعضوية الكاملة في المنظمة الدولية على مجلس الأمن الدولي لتصويت عليه على وجه السرعة.
وقالت الصحيفة في تقرير لها من نيويورك إن بان كي مون ربما سيعرض الطلب على المجلس خلال يوم أو يومين من تسلمه من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، نظرًا لدقة وحساسية هذه القضية وما أثارته من اهتمام عالمي واسع.
وكان موقع "صوت إسرائيل" قد نقل عن مصادر إسرائيلية مقربة من نتنياهو في نيويورك أن الأخير يشعر بارتياح مما قاله الرئيس الامريكي براك أوباما في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس.
وذكرت المصادر أن نتنياهو يواصل جهوده لمنع إقدام الفلسطينيين على اتخاذ ما أسمته ب" خطوات أحادية الجانب في مجلس الأمن الدولي". وفي الداخل، منعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي المقدسيين ومن حملة الهوية الإسرائيلية ممن تقل أعمارهم عن 50 عاما من أداء صلاة الجمعة اليوم بالمسجد الأقصى المبارك أو دخول القدس القديمة تحسبا لمسيرات ومظاهرات تخرج من الأقصى، تزامنا مع خطاب الرئيس محمود عباس فى الأممالمتحدة.
كما منعت قوات وشرطة الاحتلال الشباب المقدسي من أداء صلاة الفجر اليوم برحاب المسجد الأقصى وحصلت تدافعات واشتباكات محدودة بين الجانبين، مما اضطر الشباب لأداء الصلاة فى الشوارع والطرقات.
وفرضت سلطات الاحتلال إجراءات مشددة فى المدينة المقدسة ومحيط البلدة القديمة والمسجد الأقصى، تماشيا مع إعلانها حالة التأهب فى المدينة والتى ستكون من الدرجة الثالثة وهى درجة واحدة تحت القصوى (حالة خاصة) وستستمر حتى يوم غد السبت.
وبموجب إجراءات قوات الاحتلال، تم نشر المئات من عناصر شرطة وحرس حدود الاسرائيلى فى المدينة المقدسة وبمحيط البلدة القديمة وعلى بواباتها وبوابات المسجد الأقصى المبارك الخارجية، وعززت انتشارها وتواجدها على المعابر والحواجز العسكرية الثابتة على المداخل الرئيسية لمدينة القدس وعلى مداخل الأحياء والبلدات المقدسية.
كما أغلقت منذ مساء أمس العديد من الشوارع الرئيسية وخاصة المحاذية والقريبة من أسوار القدس القديمة.
وتقوم شرطة وجنود الاحتلال بتسيير دوريات مشتركة راجلة ومحمولة وخيالة فى شوارع المدينة الرئيسية المؤدية إلى البلدة القديمة .. وأغلقت العديد من الشوارع والطرقات بسواتر ومتاريس حديدية ونشرت دوريات راجلة فى الشوارع والطرقات والأسواق المؤدية للأقصى ونصبت المزيد من الحواجز داخل القدس القديمة وعلى بوابات المسجد الخارجية.
وفى نفس السياق، ذكرت صحيفة (هاآرتس) الإسرائيلية أن القيادة المركزية الإسرائيلية تعتقد أن القوات الأمنية الفلسطينية ستحاول منع المتظاهرين من الوصول إلى المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الإسرائيلية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من عدم وجود أدلة لدى الجيش الإسرائيلي على اندلاع أعمال عنف إلا أن هناك مخاوف من أن الأحداث في نيويورك - حيث سيطالب الرئيس الفلسطينى الجمعية العامة للأمم المتحدة بالاعتراف رسميا بالدولة الفلسطينية - يمكن أن تشعل العنف عقب انتهاء صلاة الجمعة فى المساجد اليوم.
ولفتت إلى أن أي هجوم قد يشنه المستوطنون على الفلسطينيين قد يسهم فى إطلاق شرارة اضطرابات أوسع وأن هذا الاحتمال يعتبر أحد الأمور التي تثير قلق الجيش الإسرائيلي.