خلال زيارة إلى كيبيك التقت بوكوفا المديرة العامة لليونسكو، مؤخرًا بستيفين بلانى، وزير المحاربين القدامى والفرنكوفونية ، و رافق المديرة العامة خلال مهمتها السفير السيد جان .بيير بلاكبورن، الممثل الدائم لكندا لدى اليونسكو، والسيدة ميشيل سانتون جان، ممثلة حكومة كيبيك فى الوفد الدائم لكندا لدى اليونسكو. وأكد الوزير بلانى من جديد على دعم كندا القوى لليونسكو ولأولوياتها، مشدداً على عمل المنظمة فى مجال التعليم وفى حماية التنوع الثقافى وتعزيزه. و تناقشت بوكوفا مع الوزير عن أهمية الحوار الثقافى وضرورة حماية التنوع الثقافى فى سياق احترام حقوق الإنسان العالمية ، و كذلك ضرورة تعزيز حماية حرية التعبير فى جميع أرجاء العالم، وذلك عن طريق تقوية سلامة الصحفيين، ولاسيما العاملات فى وسائل الإعلام. و أكدت إيرينا بوكوفا على ضرورة العمل على تعزيز حماية التراث الإنسانى المشترك حيثما تعرض للتهديدات؛ كما ذكرت دور اليونسكو فى صون التراث الثقافى فى مالى. والتقت المديرة العامة لليونسكو، بالسيدة بولين ماروا، رئيسة وزراء كيبيك، وأبرزت كذلك ضرورة توفير قدر أكبر من برامج التدريب والتعليم المهني، ولاسيما لأفريقيا التى تقوم بوضع سياسة منسقة لها. وخلال هذه المناقشة، تم التأكيد بشدة على أهمية تعزيز التنوع الثقافي، فقدمت المديرة العامة عرضاً لأنشطة اليونسكو فى مالي. كما أثنت إيرينا بوكوفا على العمل الذى تضطلع به ميشيل جان بوصفها المبعوثة الخاصة لليونسكو إلى هاييتي. قامت المديرة العامة، فى اليوم نفسه، بزيارة إلى جامعة "لافال"، وهى أول وأرقى مؤسسة علمية فى أمريكا الشمالية توفر مناهج تعليمية باللغة الفرنسية. وفى هذه المناسبة، التقت المديرة العامة البروفيسور دنيس بريير، رئيس الجامعة، وألقت محاضرة فى حرم الجامعة، وذلك قبل أن تتسلم درجة الدكتوراه الفخرية من الجامعة بحضور رئيس الجامعة والسيدة مونيك ريشير، الأمينة العامة للجامعة، وأمام حشد من الأساتذة والطلاب. وقال رئيس الجامعة إن: "الجامعة، إذ تمنح درجة الدكتوراه الفخرية للسيدة بوكوفا، فهى تُسلم بالعمل الاستثنائى من أجل توفير تعليم جيد للجميع. كما أن التزام المديرة العامة العميق بتعزيز إقامة شبكات للتعاون العلمى باعتباره وسيلة للتعجيل بتشارك الأفكار، وبتعزيز الثقافة بوصفها أداة للتصالح بين شتى الأمم إنما يستحق منا أعلى درجات التكريم". وقالت المديرة العامة إن:"كيبيك قد برهنت على ما اتسمت به من بصيرة عندما استثمرت فى مرحلة مبكرة للغاية فى مجالات المعرفة والعلوم لضمان تحقيق التنمية فيها. ولقد أُنشئت جامعة "لافال" منذ عام 1663 والرابطة الفرنكوفونية للمعارف فى عام 1923. واليوم، نحن نحتاج إلى التحلى بروح التطلع؛ كما يجب علينا أن نستثمر فى مجال العلوم للتصدى للتحديات المطروحة فى ما يخص بناء السلام وتحقيق التنمية". كما أبرزت المديرة العامة أهمية دور اليونسكو فى الإسهام فى تنمية القدرات البشرية من خلال التعليم والعلوم والثقافة والانتفاع بالمعلومات. كما أكدت على ضرورة الاهتمام ببناء مجتمعات المعرفة أكثر من أى وقت مضى، وهو مشروع قادته اليونسكو منذ عقد مؤتمر القمة العالمى الأول لمجتمع المعلومات منذ عشر سنين مضت. وقالت المديرة العامة فى هذا الصدد إن: "مجتمعات المعرفة توفر للأفراد الوسائل التى تتيح لهم الحصول على المعلومات، وذلك لتحسين سبل معيشتهم وتمكينهم من اختيار ما يرونه مناسباً لهم". وأضافت قائلة إن: "بناء مجتمعات المعرفة إنما يمثل تحدياً مجتمعياً ويقتضى استثماراً ليس فى البنى التحتية فحسب، وإنما أيضاً فى رأس المال البشري". إن مجتمعات المعرفة تستند إلى مبادئ حرية التعبير وإلى تعميم الانتفاع بالمعلومات والعلوم، وكذلك إلى احترام التنوع الثقافى وتحقيق المساواة فى التعليم للجميع.