يظل الوطن قيمة غالية فى القلب والوجدان مهما صادف الانسان فيه من صعوبات ومعوقات ومظالم، الوطن لا يقبل شركاء في الحب، هذه هي شريعة الوطن، ومن لا يقبل بهذه الشريعة فإن الوطن لا يقبل به. الوطن هو الحضن الأكبر، وهو الأم التي لا تبخل بحنانها على أي من أبنائها. الوطن هو الشمس التي تشرق على الجميع دون تمييز، وهو المطر الذي يأكل من خيره كل من يعيش فوق أراضيه. الوطن هو البحر والأرض والسماء والهواء والإنسان والذاكرة والانتماء والهوية والتاريخ والحاضر والمستقبل..
ومن المفترض أن حماية الهوية الوطنية المصرية هو هدف مشترك لجميع الأحزاب والتيارات السياسية في مصر، لا فرق في ذلك بين يمين ويسار ووسط. ولابد ان تتجمع الرؤيا المختلفة لمفهوم حماية الوحدة الوطنية، فهى مسئولية الجميع، المواطن هو ابن الوطن، له حقوق، وعليه واجبات، ولا فرق فى ذلك بين المسلم والمسيحى، و الرجل والمرأة .
والوطنيُّ الحقُّ هو الذي يتوّج عاطفته الوطنية بعقلية نقدية تطارد مكامن الخلل والقصور أينما كانت، رغبة فى إصلاحها. هناك من يحتكر الوطنية لنفسه يهبها لمن يشاء وينزعها ممن يشاء حسب ماتمليه عليه مصلحته الضيقة والتي يرى فيها أنها أصل الوطنية.
كل الكيانات التي يتخذ منها الناس بدائل لكيان الوطن، سواء كانت كيانات قبلية أم عقدية أم عرقية، لا تجلب سوى ما لا يمكن تخيله من شرور وخراب، وإذا أصبحت الطائفة هي الوطن والوطن هو الطائفة، فقل على الوطن السلام. لا يصبح الوطن وطنا إلا إذا اتسع للجميع.
الوطنية حالة عشق، والطائفية دعوة صريحة للكراهية، وكل دعوة للكراهية لا تعني تعطيل العقل فقط، وإنما تعني إلغاءه وكأنه غير موجود بالمرة، والشخص الطائفي لا يمكن أن يشعر بالحب تجاه الوطن. كل طائفي يدعي الوطنية هو كذاب، يحاول أن يخفي حقيقة عدائه للوطن. العاشق يحب معشوقه كما هو.. ليس هناك عاشق حقيقي يطمح في تغيير محبوبه.. وسوف تظل هذه الارض قبلة لكل المصريين بمسلميها ومسيحيها رغم انف الحاقدين .
فعندما رأيت المهندس نجيب ساويرس علي شاشة احدي الفضائيات وهو يبكي شوقاً لمصر ولاولاده وكراهية لغربته الاجبارية، تأثرت كثيرا لما يحدث لهذا المصرى الاصيل، ومايجرى له حاليا عيبا فى حق مصر على حد قول كاتبنا الكبير الاستاذ محمد عبد القدوس، واقول كما قال الدكتور ممدوح حمزه (ما يحدث لعائلة ساويرس هو رسالة واضحة من الاخوان لرجال الاعمال الذين ليسوا من الاهل والعشيرة يا تشارك الاخوان يا تبيع للاخوان يا هتستبعد من مصر وكل هذا بالقانون .. طبعا القانون كما يفصلونه .. ما حدث هو اوامر وليس قانون).
كما وددت ان اذكر لكم ما قالته سمر ابنه الدكتور فرج فوده رحمه الله نجيب ساويرس عندما كان يطعم المسلم قبل المسيحى كان الاخوان يقتلون المسلم والمسيحى .
والسؤال : هل يعمل أقباط فى شركات الشاطر و مالك و الاخوان ؟ شركات الشاطر ومالك للاهل والعشيرة فقط وليس للشعب المصري، أما نجيب ساويرس فشركاته للشعب المصري ككل وللمسلمين قبل المسيحيين لأنه رجل وطني مخلص بكل المعانى .
وتذكروا عندما ذهب نجيب ساويرس بنفسه للعراق ومفاوضة الذين خطفوا موظفيه، ولم يرجع الا وموظفيه معه على نفس الطائرة بعد ان دفع الفدية المطلوة، والله ان مواقفه وحبه للوطن واهل الوطن لهى فخرا لكل مصرى..
ليس هناك ما هو أخطر من استخدام اسم الله سبحانه وتعالى في الصراعات السياسية، كما فعل الإخوان وحلفاؤهم لقد لجأوا إلى التشكيك في وطنية كل من يحاول التصدي - فكرياً - للمد الإخواني، ليس فقط بل ايضا لجأوا الى تكفيرهم وتشويه صورهم .
لقد ظن غالبية الشعب المصرى إن الحال سيتغير للافضل،، ولن يصبح المظلوم السابق أبدا ظالم، ومن الاستحالة ان يتحول من ذاق الظلم لظالم وجلاد . والسؤال الآن : هل يظلم من ظلم ؟؟؟ فهل من مجيب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
سؤال يجول في خاطري ولا اعرف له إجابة حتى الآن .. لم استطع ان اجاوب بكلمة " لا " .. وانا أرى أمامي أمثلة صارخة تدل على إنه من الممكن ان نجد أشخاصا او فئات ذاقت طعم الظلم والذل ومع ذلك بين يوم وليلة تحولت إلى ظالم يستخدم نفس الأساليب بل بالعكس فهو قد يضيف ويبتكر أساليب جديدة للظلم ..، فإذا تمكن المقهور من ممارسة الطغيان، فإنه دائما ما يتجاوز كل الحدود المتعارف عليها، فطغيان المقموع أعمى دائماً، وهكذا هو الحال حاليا فى مصر بعد قيام ثورة 25 يناير العظيمة .
واخيرآ وددت ان اذكر الدكتور محمد مرسي بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : " كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته " بحيث ألقى المسئولية على كل مكلف فيما هو تحت رعايته، وبالتالي حمله إثم التقصير في رعاية ما استرعاه الله عليه.
وفي النهاية.. اذكر نفسى واذكركم بكلمة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ((إن الأحرار لا يستطيعون فى أى مكان وزمان إلا أن يكونوا أنفسهم، كما أن العملاء لا يستطيعون فى أى مكان وزمان إلا أن يكونوا أنفسهم، والذين تقوم عروشهم على حراب المستعمر لا يملكون إلا أن يكونوا خداماً لهذه الحراب)).
الآراء المنشورة في الموقع تعبر عن توجهات وآراء أصحابها فقط ، و لا تعبر بالضرورة عن الموقع أالقائمين عليه