قال ناشط سوري اليوم الخميس إن مقاتلي المعارضة الذين يحتجزون 21 من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة قرب هضبة الجولان في جنوب سوريا ، لن يلحقوا بهم أي أذى لكنهم يصرون على ضرورة انسحاب القوات الحكومية من المنطقة قبل الإفراج عنهم. ونقل رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان عن متحدث باسم لواء (شهداء اليرموك) قوله إن أفراد قافلة قوات حفظ السلام محتجزون كضيوف في قرية جملة على بعد نحو كيلومتر من خط وقف إطلاق النار مع هضبة الجولان التي تحتلها اسرائيل.
ونقلت وكالة "رويترز" عن عبد الرحمن بعد أن تكلم مع متحدث باسم مقاتلي المعارضة صباح الخميس "قال إنهم لن يتعرضوا للأذى. لكن مقاتلي المعارضة يريدون انسحاب الجيش السوري ودباباته من المنطقة".
وفي هذا السياق ، أعلن قيادي في الجيش السوري الحر أنه سيتم إطلاق سراح قوة من الأممالمتحدة فور وقف قوات النظام قصفها لمنطقة حماية لهم.
ونقلت قناة "الجزيرة" الإخبارية اليوم عن العقيد فارس أبو محمود أحد القادة الميدانيين في الجولان قوله "إن الجيش الحر احتجز هذه القوة الأممية لأنها كانت تقدم مساعدات لقوة من الجيش السوري النظامي في الجولان".
وكانت عملية احتجاز 21 عنصرا من جنود حفظ السلام قرب مرتفعات الجولان لقيت إدانة شديدة من قبل مجلس الأمن، وزادت القلق الإسرائيلي من انتقال العنف من سوريا إلى أراضيها.
وطالب المجلس الذي شكل خلية أزمة لمعالجة الحادث، بالإفراج الفوري عن جنود حفظ السلام، في حين كشف رئيس قوات حفظ السلام الدولية، هيرفي لادسو، عن مفاوضات تجرى مع الخاطفين.
وكان تسجيل مصور بث في موقع يوتيوب ظهر فيه على ما يبدو بعض مقاتلي المعارضة السورية مع القافلة المحتجزة، في وقت نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان بيانين لمسلحين يسمون انفسهم "لواء شهداء اليرموك" أعلنوا فيهما خطف عناصر الأممالمتحدة.
من جانبه، أكد فيتالي تشوركين، سفير روسيا لدى الأممالمتحدة الذي يرأس مجلس الأمن في شهر مارس، إن رئيس عمليات حفظ السلام أبلغ المجلس في إفادة طارئة أن المقاتلين الذين احتجزوا جنود حفظ السلام "مرتبطون بعناصر في جماعات المعارضة السورية المسلحة".
وأضاف أن محتجزي الجنود قدموا "بعض المطالب المرتبطة بالوضع الفعلي على الأرض في سوريا"، متهما من جهة أخرى جماعات مسلحة بتقويض الأمن بين إسرائيل وسوريا بالقتال في مرتفعات الجولان.
وتأتي هذه الحادثة بعد أيام على تحذير إسرائيل مجلس الأمن بأنها لن "تقف مكتوفة اليدين" مع امتداد الحرب الأهلية في سوريا التي سقط فيها أكثر من 70 ألف قتيل، إلى أراضيها.
جدير بالذكر أن إسرائيل تحتل مرتفعات الجولان منذ حرب عام 1967، ولا يسمح للقوات السورية بدخول المنطقة الفاصلة التي تراقبها قوات للأمم المتحدة، وذلك بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار تم التوصل إليه عام 1973 وأسبغت عليه الصفة الرسمية في 1974.