الأصل أن يلتقي الناس ويتحدوا، لا أن يختلفوا ويتفرقوا، وأن تحفظ الأعراض من كل ما يخدشها أو يسئ اليها! الأصل التناصح لا التناطح، التلاقي لا التباعد! إنه لمن اللائق بالمجتمع المسلم أن يكون بناؤه قائما علي محاربة الظنون الكاذبة، ونبذ الشائعات الضارة، وطرح الريب، فالشائعة الباطلة تزعزع الأمن، وتنشر الخوف والهلع والفزع، وقد كثرت وتصاعدت وتزايدت لسهولة نشرها، وتعدد سبل وصولها، مع قلة الأمانة، وكثرة الخيانة، اللائق والواجب تطبيق أخلاقيات النصوص الشرعية (لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا أفك مبين)، "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا علي ما فعلتم نادمين"، "وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف اذاعوا به" "إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون" "وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد".
ومن السنة النبوية أخبار وأثار كثيرة غزيرة منها: (كفي بالمرء إثما وفي رواية كذبا أن يحدث بكل ما سمع"، "وكره لكم قيل وقال"، "امسك عليك لسانك" أو إنا لمؤاخذون بما نتكلم؟، قال هل يكب الناس في النار علي مناخرهم وفي رواية علي أنوفهم إلا حصائد ألسنتهم".
إن اختلاق الأقوال، وإشاعة الأكاذيب، أصول كل شر، وذم، ولسوء العواقب، وخبث النتائج، وإن نشر الفضائح والقبائح اصل كل مفسدة تهدد الأعراض وسمعة الناس.
الأولي لمن بلغه كتاب الله تعالي وبلغته سنة رسوله صلي الله عليه وسلم العمل والتطبيق بصيانة اللسان عن الولوغ في الأعراض، والأضرار بالوطن، والإيذاء لخلق الله، وأن يتحري التثبت لا الشك والتخمين وسوء الظن، والغيبة والنميمة، ونهش الأعراض لأنها أمور محرمة مجرمة عواقبها وخيمة سمعة الدين ومصلحة الوطن وسلامة المواطنين أعلي المصالح، مقدمة علي مصالح ضيقة.
الآراء المنشورة في الموقع تعبر عن توجهات وآراء أصحابها فقط ، و لا تعبر بالضرورة عن الموقع أو القائمين عليه