تعرض عاصم عبدالماجد عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية لعاصفة من الرفض والهجوم من القاعة في مؤتمر "المواطنة بعد ثورة 25 يناير" الذى نظمه المجلس العربي للأخلاق والمواطنة أمس السبت بقاعة المؤتمرات بجامعة القاهرة بسبب رفضه تقسم الوطن على أساس المشاركة فى الثورة أو القول بأن هؤلاء أتباع للنظام، أي "فلول" مؤكدا أنه دعا عقب نجاح ثورة 25 يناير إلى التسامح مع الآخر واستيعاب كافة أفراد الشعب والعفو عن ما حدث فى الماضى عملا بمبدأ العفو عند المقدرة، فالنبي صلى الله عليه وسلم سامح أهل مكة وعفا عنهم، ولم يعاملهم على أنهم "فلول". ولفت إلى أن دساتير بعض دول العالم بها تمييز في المواطنة على أساس العقيدة، فمثلاً الدنمارك ينص دستورها على ضرورة إنتماء الملك للكنيسة الإنجيلية، ومن ثم يرى عبدالماجد أن الإسلام كفل حقوق المواطنة، لكنه في الوقت ذاته فرّق بين الرجل والمرأة في بعض الأمور، وهكذا فعل القانون فمثلاً المرأة لا تجند أو تعمل في الكليات العسكرية، فقد راعى المشرع خصوصية المرأة.
يواصل: لا تمييز في الإسلام بسبب الجنس أو اللون، لكن هناك بعض التمييز بين الرجل والأنثى وهو لأسباب، قائلاً لدينا 63 يهودي في مصر هل يمكن أن يصبح أحدهم رئيس المخابرات المصرية؟، بالطبع لا فولاؤه سيكون لإسرائيل.
واختتم بقوله أن المواطنة موجودة في الإسلام، لكنه راعى اعتبارات أخرى والتفت إليها.
أكد الشيخ منصور الرفاعى عبيد وكيل وزارة الأوقاف الأسبق أن لفظ فلول الذى يطلق على كل من عمل مع النظام السابق يساهم فى تمزيق الأمة، داعيا إلى الاقتداء بموقف الرسول صلى الله عليه وسلم مع كفار مكة الذى حاربوه وأخرجوه من دياره وأمموا أموال أصحابه إلا أنه عندما عاد فاتحا مكة سامحهم وقال لهم قولته الشهيرة "اذهبوا فأنتم الطلقاء".
وطالب الرفاعى بالاعتماد على الكفاءات فى المرحلة القادمة وتنحية المحسوبية، مشيرا إلى أن الأديان السماوية دعت إلى حب الوطن والدفاع عنه، مؤكداً على تسامح الإسلام مع جميع الأمم والحضارات، فعمرو بن العاص لم يهدم آثاراً، أو يحكم طريق الكباش مثلا حين فتح مصر، كذلك كان الخليفة المأمون يأمر بترجمة الكتب، ويرفض تغيير الكلمات التي تخالف العقيدة الإسلامية ليتعلم المسلمين احترام التعدد والاختلاف.
تحدثت أستاذ المناهج وطرق التدريس بجامعة حلوان، د.كوثر كوجك عن المواطنة من الجانب الأخلاقي، أي التأكيد على المساواة بين جميع المواطنين في الوطن الواحد، وضمان حق التعبير عن الرأي والتمتع بجميع الحقوق والاجبات، لأن تحقق المواطنة هو تحقق للإنسان. انتقدت كوجك إغفال قيمة المواطنة في المناهج التعليمية.
وافقها الرأي رائد أدب الأطفال يعقوب الشاروني الذي انتقد كتاب التربية الوطنية في أحد صفوف التعليم الذي جاء فيه "علينا أن ننمي الانتماء إلى الجماعة" بدلاً من كلمة الوطن!.
وروى الشاروني نموذج جيد من المواطنة كما يقول، حيث حكى عن طفل عمره 12 سنة جاء من الإسماعيلية للمشاركة في تظاهرات ميدان التحرير يوم الجمعة، لافتاً إلى أنها ظاهرة جديدة لم تحدث من قبل.