أقدم بوذيون متطرفون ليلة أمس على هدم مدرسة إسلامية وإحراق خمس بيوت للمسلمين في منطقة تاغيدا برانغون (يانغون) عاصمة بورما سابقا (ميانمار حاليا). وذكرت وكالة أنباء الروهنجيا، أن البوذيين كثفوا اعتداءاتهم على أملاك المسلمين في الآونة الأخيرة، حيث هاجم أكثر من 300 بوذي متطرف هذا الأسبوع مدرسة إسلامية في العاصمة.
ويشكل المسلمون وفقا لتقارير زعامات دينية أكثر من 10 في المائة من سكان بورما الذين يزيدون على 60 مليون نسمة (أي ستة ملايين مسلم) فيما تقول حكومة اتحاد ميانمار أن عدد المسلمين لا يتجاوز أربعة في المائة من عدد السكان،والبوذييون 90 في المائة، ولكن وفقا لتقرير حرية الاعتقاد الدولي تابع لوزارة الخارجية الأمريكية سنة 2006 فإن البلد يقلل دائما من أعداد غير البوذيين في تعداد السكان.
ويعيش ما يقدر بنحو 800 ألفاً من الروهنجيا المسلمين في بورما لكنهم بلا جنسية،و ترفض حكومة ميانمار منحهم الجنسية، على اعتبار أنهم مهاجرون جاءوا بطريقة غير مشروعة من بنجلاديش التي لا تعترف بهم أيضاً.
ويتعرض مسلمي بورما لحملة تطهير شرسة من المتطرفين البوذيين تدعمهم قوات الأمن وخاصة منذ شهر يونيو/حزيران 2011 حيث تشير التقارير إلى مقتل أكثر من 20 ألف مسلم وتشريد الآلاف.
واعترف رئيس ميانمار "ثين سين" بمقتل 89 شخصا، في موجة العنف الأخيرة بين بوذيي الراخينا ومسلمي الروهينغا التي اندلعت يوم 21 أكتوبر/ تشرين الأول، وتشرد أكثر من 32 ألف شخص نتيجة لحرق أكثر من خمسة آلاف منزل.
وتسببت أعمال العنف التي بدأت في يونيو/ حزيران الماضي بين بوذيي الراخينا ومسلمي الروهينغا، الى اضطرار 75 ألف شخص اللجوء إلى مخيمات اللاجئين الحدودية.
وفر الكثير من مسلمي روهينغا من ولاية راخين في بورما بسبب الإضطهاد الرسمي والشعبي وأعلنت المفوضية العليا لشئون اللاجئين وجود 110 ألاف شخص بورمي مشرد داخل ميانمار وذلك منذ يونيو (حزيران) 2011.
واتهمت منظمة هيومان رايتس ووتش الحقوقية قوات الأمن البورمية بالتورط في عمليات قتل واغتصاب ضد مسلمي الروهينجا في بورما بعد فشلها في حماية مسلمي ولاية أراكان من هجمات الأغلبية البوذية في أعمال العنف الطائفية غربي البلاد.
ووصل اضطهاد المسلمين في بورما إلى درجة الإبادة الجماعية، وتصف الأممالمتحدة جماعة الروهينغا بأنها أقلية مضطهدة دينيا ولغويا في بورما.