أكد حمادي الجبالي رئيس الحكومة التونسية وأمين عام حركة النهضة الإسلامية الحاكمة انه سيواصل يوم الاثنين القادم المشاورات التي بدأت مع رؤساء الأحزاب السياسية حول قراره بتشكيل حكومة تكنوقراط لإخراج البلاد من الأزمة الحالية. وقال الجبالي أمام الصحفيين عقب الجولة الأولى من المشاورات أمس الجمعة "صارت جولة من تبادل الرأي بين من هو داعم للمبادرة (تشكيل حكومة تكنوقراط) ومن هو ضدها ومن هو في الوسط، هناك تقدم وتطور في كل النقاط التي أثيرت، وقررنا أن نلتقي يوم الاثنين لمواصلة المشاورات".
وأضاف "خرجنا بنتائج مشجعة، وجلوس كل الأطراف على طاولة الحوار هو شيء مهم، لقاء فيه كثير من الايجابية ومستوى راق من الصراحة".
وأوضح "تحدثنا مباشرة وبكل واقعية لمناقشة المبادرة التي قدمتها إلى الأحزاب والشعب نعتبر أن الوقت ليس هو الأهم، الأهم هو مصلحة تونس وإيجاد مخرج وحل للازمة"، وطلب الجبالي من رؤساء الأحزاب الذين شاركوا في المشاورات عدم الإدلاء بأي تصريحات لوسائل الإعلام لان الوقت ليس "وقت مزايدات".
ومن جانبه ، قال الباجي قايد السبسي رئيس حزب "نداء تونس" الليبرالي المعارض، وكمال مرجان آخر وزير خارجية في عد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي ورئيس حزب المبادرة (ليبرالي معارض) ان المشاورات كانت "ايجابية"، رافضين الادلاء بمزيد من التفاصيل.
وكان الجبالي هدد بتقديم استقالته يوم السبت إلى الرئيس التونسي المنصف المرزوقي في حال فشلت مشاوراته مع الأحزاب حول تشكيل هذه الحكومة.
مسيرة مليونية
وفي هذة الاثناء ، دعت حركة النهضة إلى مسيرة مليونية اليوم السبت وسط العاصمة "دفاعا عن الشرعية" التي أفرزتها انتخابات 23 أكتوبر/تشرين الأول 2011, وللمطالبة بتحقيق أهداف الثورة.
ويتوقع أن يشارك في المظاهرة -التي انتقدها معارضون- أنصار أحزاب أخرى بينها المؤتمر, وحركة وفاء التي يقودها الحقوقي عبد الرؤوف العيادي. ويفترض -وفقا للمنظمين- أن ترفع المظاهرة شعارات ضد التدخل الفرنسي في الشأن التونسي.
وكانت تونس انتقدت تصريحات لوزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس تحدث فيها عن "فاشية إسلامية", وعن ضرورة دعم "القوى الديمقراطية" في تونس عقب اغتيال شكري بلعيد، كما تظاهر الخميس عشرات من أنصار حزب التحرير أمام السفارة الفرنسية بتونس للتنديد بتصريحات فالس.
في المقابل، قال الناطق باسم حزب المسار الاجتماعي المعارض سمير الطيب إن الاحتكام للشارع الآن أمر خطير، لأن وضع البلاد لا يسمح بذلك بالنظر إلى حدة الاحتقان وتواجد عصابات بأرجاء البلاد.
كما رأى الناطق باسم الحزب الجمهوري المعارض عصام الشابي أن حركة النهضة وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية قد فوتا على التونسيين إمكانية تحقيق التوافق، لأنهما يدافعان عن مكاسب الانتخابات بدل البحث عن مخرج للأزمة.
اغتيال بلعيد
من جهة اخرى ، دعا المقربون من شكري بلعيد الى حفلين لاحياء ذكراه في حين لم يسجل التحقيق اي تقدم، وسيجري الحفل الاول في جنوبتونس والثاني في جندوبة (شمال غرب) التي تتحدر منها عائلته.
وتحمل العائلة حركة النهضة مسؤولية اغتيال هذا الناشط اليساري المناهض المتشدد للتيار الاسلامي لكن هذه الحزب ينفي ذلك.
وفضلا عن هذه الازمة ما زالت صياغة الدستور في مأزق لعدم التوصل الى توافق حول طبيعة النظام الجديد، واكد الجبالي ان مبادرته تهدف الى تسريع ذلك العمل من اجل تنظيم انتخابات في اقرب وقت.
وتكثفت النزاعات الاجتماعية على خلفية الفقر والبطالة اللذين تسببا في اندلاع ثورة كانون الثاني/يناير 2011 اضافة الى تنامي التيار السلفي المتطرف الذي يعزعز استقرار البلاد بهجمات.