أعتقد أن الكثيرين لم يصدقوا أن عبدالناصر زمانه"حمدين صباحى" لايملك من حطام الدنيا سوى سبعة آلاف جنيهاً لاغير بعد رحلة من النضال والعطاء فى العمل السياسى والصحفى طيلة أكثر 35 عاماً حسبما قدم إقراره للذمة المالية قبيل إنتخابات الرئاسة العام الماضى2011 بالإضافة إلى خمسة أفدنة فى بلدته بلطيم وسيارتين(سكودا وهيونداى) وسائق خاص. الزعيم حمدين صباحى كما نعرف صحفى وعضو بنقابة الصحفيين يتقاضى بدلاً شهرياً أقل من 800 جنيه ومؤسس لحزب وجريدة الكرامة لسان حال الفكر الناصرى لكنه ترك رئاسة تحريرها من عام 2006 ومنذ ذلك التاريخ لم نقرأ مقالاً أو تحقيقاً صحفياً للرجل الذى يعيش فى ثوب الزعيم والقائد المفدّى جمال عبدالناصر فصار يتكلم ويطلق التصريحات هنا وهناك أكثر مما يكتب ويمارس مهنته الأصلية فى بلاط صاحبة الجلالة كاتباً صحفياً دون أن يؤثر على نضاله السياسى وحلمه فى إستدعاء تجربة زعيمه وأستاذه جمال عبدالناصر وتحقيق مشروعه الكبير بنشر العدالة الإجتماعية وإنتزاع حقوق الفلاحين والعمال والفقراء من أيدى الإنتهازيين الذين يمثلون الرأسمالية المتوحشة.
الشعب يريد أن يعرف من أين يعيش ويقتات حمدين صباحى؟! وكيف يمول تحركاته ورحلاته السياسية المتعددة فى داخل مصر وخارجها؟! لاسيما بعد تقديمه لذمته المالية المتواضعة للغاية والتى يستحق بموجبها زكاة المال, وقد أكّد الكاتب الصحفى إبراهيم الدراوى فى حواره مع الداعية الإسلامى والإعلامى خالد عبدالله فى برنامجه مصر الجديدة على قناة الناس أن" سعر بدلة حمدين صباحى 38 ألف جنيه " أى أكثر من خمسة أضعاف رصيده المذكور فى ذمته المالية, والعهدة على الراوى الصحفى والباحث إبراهيم الدراوى – وماتردد عن علاقاته القوية بثلاثة من أكثر زعماء العالم العربى إستبداداً ودكتاتورية (الرئيس العراقى الراحل صدام حسين وماعرف وقتها بتلقيه مع غيره من حملة المباخر القوميين والناصريين كوبونات الغاز- والزعيم الليبى المقتول معمر القذافى ولقاءاته المستمرة به ودعم صحيفته الكرامة عبر إعلانات مدفوعة الأجر لتمجيده والثناء على ثورة الفاتح من سبتمبر- والرئيس السورى القاتل لشعبه الآن بشار الأسد ودعمه لصباحى مع عدد من الناصريين والقوميين عبر سفريات ورحلات تبدو فى الظاهر أنها صحفية وماخفى كان أعظم).
قال لى أحد أصدقائى من كفر الشيخ مسقط رأس حمدين أن الرجل يمتلك 160 فداناً للمزارع السمكية فى بلطيم كلها بأسماء أزواج شقيقاته حتى لا يقع تحت طائلة القانون ومن أين لك هذا؟ ذلك أنه كان عضواً لمجلس الشعب أى شخصية عامة وليس رجلاً للأعمال أو تاجراً بل صحفياً لاتدر عليه مهنته ما يستطيع به شراء كل هذه الأملاك والأراضى , وقد تكون هذه المعلومة خاطئة لكنها مجرد شكوك فى بحر من إنعدام الثقة فى أشخاص تكشفهم تحركات مريبة ومثيرة والغريب والمريب أن إعلام الفلول وغسيل الأموال لا يهتم بتلك التفاهات من منظوره بخصوص الذمة المالية لقيادات جبهة الإنقاذ الوطنى ولا يفتش عنها لأنها ليست الهدف حيث أن الهدف الرئيسى هو تلقف أى شائعة أو معلومة بل و فبركة وإختلاق أى فعل أو قول أو طعناً فى الذمة المالية لكل من ينتمى للتيار الإسلامى أو الرئيس محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين, ولم يقل لنا أحد عن ما أثير عن طبيعة الدعم الإيرانى لحمدين صباحى خلال ترشحه لرئاسة الجمهورية العام الماضى وماتردد وقتها عن تلقيه دعماً بعشرات الملايين من الدولارات وأنه (أى صباحى) من إيران ذلك أنه المرشح الأمثل والأفضل نظراً لعلاقته الجيدة بحليفهم القاتل السورى بشار الأسد , ثم على الجانب الآخر نجد إعلام غسيل الأموال مابرح يطنطن بين الحين والآخر على تكاليف عمرة الرئيس ورحلة أسرته إلى طابا وغير ذلك من المباحات دون شك ولكن بغير إفتراء وإختلاق لقصص وروايات كاذبة بغرض زعزعة ثقة الناس فى رئيسهم المنتخب وتوصيل رسالة خبيثة مفادها أن مرسى و مبارك وجهين لعملة واحدة.
نستطيع أن نقول أن الإجابة على كل ماسبق من تساؤلات وشكوك بيد شخص واحد وهو حمدين صباحى الذى يحب أن يقدم نفسه دائماً على أنه نصير الفقراء والمهمشين وأنه (واحد مننا بل أقل مننا ) يطمح فى أن يعتلى عرش مصر أم الدنيا لا لمجد أو لجاهٍ (لا سمح الله ) ليكمل مشروع سيده وأستاذه خالد الذكر الزعيم المفدّى جمال عبدالناصر فى تحقيق العدالة الإجتماعية حتى لا ينخدع أنصاره ومريديه فى شخصه ويتحول إلى (واحد خمنا) حسب عبارة الشيخ خالد عبدالله, وأعتقد أن الأيام القادمة حبلى بكثيرٍ من التفاصيل والمفاجآت المفزعة لقيادات ملأت الدنيا ضجيجاً وأصابها مرض جنون العظمة.