صدر مؤخرا كتاب "قصة الكثبان... الرمال المتحركة" للمؤلف روي أ. جالانت يتناول فيه ماهية الكُثبان الرملية التي تغطي أماكن عديدة على اليابسة، ويستهل الكاتب حديثه عن أصل الرمال التي تُشكل الكُثبان ومصدرها، ويشرح بأسلوب أدبي أقرب إلى رواية القصة مما هو إلى النصوص العلمية تفاصيل رحلة الرمال من الصخور الجبلية إلى قاع المحيطات. ويسرد الكتاب الصادر عن مشروع "كلمة" للترجمة في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ونقله إلى العربية المترجم فهد الخطيب أنواع الكُثبان المختلفة من كُثبان طولية ومستعرضة، موضحاً كيف تشكل الرياح باتجاهاتها المختلفة أشكالاً متنوعة من الكُثبان الرملية. كما يوضح الكتاب الفروق وأوجه الشبه بين أنواع الكُثبان المختلفة وكيف أن هذه الكثبان تعج بمظاهر الحياة المتعددة من نباتات وحيوانات. ويتحدث كذلك عن ظاهرة زحف الكُثبان وكيف أن هذه الحركة المستمرة هي واحدة من أسباب ظاهرة التصحر، والتي يسهم فيها البشر أيضاً. ويتطرق إلى التفاعل بين الكائنات الحية والبيئة المحيطة بها، وكيف يؤثر الإنسان على الطبيعة سلباً في كثير من الأحيان. والكتاب زاخر بالمعلومات الشائقة عن الحيوانات والنباتات التي تعيش في الكُثبان، والتي طورت العديد من المزايا لتتكيف مع البيئة المحيطة. ومعروف أنّ الصحاري تشكل أحد أهم العوامل التي تؤثر في أنماط حياة العرب، وليس بالضرورة أن يقتصر تأثيرها على قاطنيها بشكل مباشر، بل يمتد ليطول سكان المدن والمناطق الزراعية والساحلية على حد سواء، فبالرغم من أن الكثبان الرملية التي ترسم معالم وتفاصيل الصحارى وتحدد أطراف السواحل توحي بالسكون إلا أنها مليئة ومفعمة بالحياة. مؤلف الكتاب روي أ. جالانت ولد في العقد الثالث من القرن الماضي. عمل محرراً ونشر العديد من المقالات العلمية. وألف أكثر من ثمانين كتاباً للأطفال تناقش موضوعات عدة منها: علم الفلك، علوم الأرض (الجيولوجيا) ونظرية التطور. كما عمل في المتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي، وكان عضواً في مجلس إدارة هيئة هيدين في نيويورك، ويعمل حالياً في هيئة مشابهة مديراً لمركز ساوثورث في جامعة مين الجنوبية وهو أستاذ مساعد في الجامعة، وعضوٌ في الجمعية الملكية لعلوم الفضاء في بريطانيا. مترجم الكتاب فهد محمود الخطيب، ولد في أكتوبر/تشرين الأول من عام 1980، تخرج في كلية الهندسة بجامعة ليدز عام 2001، وأكمل دبلوم الدراسات العليا في علوم الحاسوب والشبكات بجامعة برادفورد، ويقيم حالياً في بريطانيا.