منذ أن دعت الجماعة الإسلامية إلي مليونية ،والتي أسميتها لا للعنف لا للتخريب ، أحدثت هذه الدعوة صدى كبير وردود أفعال واسعة كما أثارت مجموعة من التساؤلات الهامة بعض هذه التساؤلات صادرة من بعض التيارات الإسلامية وبعضها من التيارات السياسية الأخرى . أولى هذه التساؤلات لماذا الدعوة إلي مليونية في هذا الوقت بالذات ، ومن وجهة نظرنا أقول حقيقة الدعوة إلى مليونية سببها الاساسى أنه لا يصح بأي حال ، أن نرى وطناً يسعى البعض لتخريبه ،ولا يصح بحال أن نرى المواطن يتعرض إلي المساس بممتلكاته وأمنه وأمانه وحريته..لا يصح بحال أن نرى البعض يجر البلاد إلي انهيار اقتصادي نتيجة استمرار أعمال العنف والتخريب ، قولنا أنه لا يصح في ظل هذا أن نقف مكتوف الأيدي ، وقولنا أن أصحاب دعوات العنف والتخريب يجب أن يروى استياءً واستنكاراً شعبياً بل يجب أن يروى الصوت الشعبي الحقيقي المستاء والمستنكر لمثل هذه الأهداف ولمثل هذه الممارسات .
قلنا ان التواجد الشعبي وإظهار الاستنكار والاستياء الشعبي هو الهدف وراء هذه المليونية ، أختصر رأينا أن معظم القوى المؤيدة ل الشرعية وللإرادة الشعبية تقف موقفاً سلبياً ولها وجهة نظر إننا لا يصح أبدا أن ينزل الإسلاميون أو الوطنيون إلي الشارع لبيان هذا الاستنكار لان هذا قد يؤدي إلي مزيد من الصدام .
ولعل هذا هو التساؤل الثاني هل هذه المليونية دعوة إلي الصدام أو يمكن أن يترتب عليها صدام ..وقلنا هنا قولا واحدا أن هذا المليونية هي ضد العنف ضد التخريب ضد الصدام ،عنوانها لا "للعنف ولا للتخريب" و لا يمكن أبدا أن ندعو إلي هذا المليونية ونحن نقصد بها دعوة أصحاب العنف إلي أن يتخلوا عن عنفهم ثم يترتب على هذه المليونية صدام ، هذه المليونية جاءت لإنهاء الصدام وإنهاء العنف وليست إذكاءً للعنف أو إذكاءً للصدام وبتالي قولنا أن دعوتنا للمليونية دعوة سلمية دعوة تنادي بالالتزام بالسلمية هذا المبدأ العظيم التى رأته ورسخته ثورة يناير .
إن شاء الله بإذن الله لن يكون هناك صدام ولا ندعو إلي صدام ولا ندعو إلي قتل ولا ندعو إلي اشتباك ولذلك كان قرار ( التأجيل ) كان من المفترض أن تكون المليونية في 2 فبراير وقمنا بتأجيلها إلي الجمعة التي بعدها وقلنا أن هذا التأجيل يرجع إلي أمرين أساسين ، الأمر الأول ، أن المليونية ليست هدفاً في حد ذاته وإنما المليونية تدعو إلي وقف العنف إذن لابد من إعطاء فرصة للأصحاب دعوات العنف أن يتخلوا عن هذا العنف أو أن ينتهوا عن هذا الممارسات العنيفة أو عن الممارسات التخريبية وبتالي قلنا أن المدة كافية حتى يتم تراجع هؤلاء أي "أصحاب دعوات العنف" عن هذه الدعوات اقصد دعوات التخريب هي فرصة لكي يعيد هؤلاء حساباتهم ولذلك نحن قلنا ونحن حسن النية هنا إننا اجلنا الموعد حتى يتم إنهاء حالة العنف في الشارع وعليه إذا انتهي أو إذا تخلى هؤلاء عن العنف والتخريب نقول أن المليونية ليست هدفاً في حد ذاته إذا إنما نقصد به الاستقرار نقصد به الأمن ، فإذا انتهى العنف بلا شك لايكون هناك مبرراً لتواجد في الشارع في صورة مليونية أو في اي صورة أخرى هذا هو السبب الأول .
إن الهدف أن يأخذ أصحاب دعوات العنف فرصة كافية لكي يراجعوا حساباتهم وينتهوا عن دعوات العنف والتخريب التي تؤثر على البلاد والعباد .
الأمر الثاني والمهم أن البعض قال أن التواجد في المليونية في رابعة العدوية بجوار الاتحادية قد يكون مظنة أو ذريعة للصدام أو قد يؤدي إلي صدام قولنا نحن لا نهدف إلي صدام أو اقتتال ولذلك قرارنا نقل المكان أيضا أو تغير المكان أيضا وجعنا المكان في ميدان النهضة بعيد كل البعد عن قصر الاتحادية حتى لا يفهم احد الرسالة بطريق الخطاء نحن لا ندعو إلي صدام بل ندعو إلي الانتهاء والتخلي عن الصدام نحن لسنا أصحاب دعوات عنف بل بالعكس ما خرجنا الا طلباً للأمن طلباً للاستقرار طلباً للحفاظ على الوطن والمواطن .
السؤال الثالث والذي يطرح نفسه والمهم أيضا هل تعرضت الجماعة الإسلامية كما يذكر البعض إلي ضغوط من الحرية والعدالة أو الإخوان المسلمين أو اي جهة أخرى لكي تأجل أو تلغي المليونية ، أؤكد بكل قوة لم يحدث ضغوط من أي جهة على الجماعة الإسلامية ، الجماعة الإسلامية أخذت قرارها بكل شجاعة ولم تتعرض من اي جهة كانت إلا ضغوط .
وأحب أن أوضح الأمر أكثر منذ أن اتخذ هذا القرار كان في يقيننا أن بعض القوى مثلاً كحزب الحرية والعدالة أو حزب النور لن يشاركوا معنا فكان هذا قرار ولدينا هذه المعطيات أنه قد لا يشارك أو قد يرفض أو ترفض بعض القوى الإسلامية مشاركة كما حدث في مليونية الشريعة رفض حزب الحرية والعدالة وحزب النور وبالرغم من ذلك حدث المليونية بشكل سلمي حضاري أدت رسالتها بكل سلمية و انفضت المليونية ، أيضا كان لدينا احتمال كبير هدفه شراكة حزب الحرية والعدالة وحزب النور في هذه المليونية وبرغم من ذلك أخذنا القرار فنحن لم نتعرض إلي ضغوط واعتقد أن العلاقة بيننا وبين إخواننا في الأحزاب الإسلامية أو القوى السياسية أبدا لا تقبل ان يمارس أحدا ضغوطاً ونحن بكل شجاعة نقول إننا إذا اقتنعنا بفكرة وإذا اقتنعنا بمبدأ لا يمكن أبدا أن يضغط علينا أحد مادام هذا القرار في صالح الوطن والمواطن .
سؤال أيضا يثار في هذا الصدد كيف لمؤيد يخرج مليونية أو مظاهرة ضد المعارضين ، وحسب أو ظن هؤلاء إننا مؤيدون على المطلق لنظام الحاكم وأن نزولنا لشارع هو وقفونا ضد العارضة هذا أمر غير صحيح ، نحن أيضا معارضون لنظام معارضون لبعض السياسات نحن لسنا مؤيدين على المطلق وأيضا لسنا معارضون على المطلق وبتالي لنا تحفظات لنا معرضه لبعض الممارسات الرئاسية لنا بعض المأخذ والتحفظات على حزب الحرية والعدالة وأيضا نحن معارضون ولكن معارضون في إطار الشرعية نرفض إسقاط الشرعية التي ينادي بها البعض وبتالي نحن لسنا أو لم نتخذ قرار المليونية حتى نؤيد فيها الدكتور محمد مرسي رغم انه يستحق ذلك ولكن لم يخطر هذا ببالنا أبدا نحن قولنا إننا نزل المليونية ليس من اجل الدكتور محمد مرسي مطلقاً ليس من اجل تأييد الحرية والعدالة أو الإخوان المسلمين مطلقاً ولكن حفاظاً على الوطن حفاظاً على المواطن
إن استمرار أعمال العنف تؤدي قطعاً إلي انهيار الاقتصادي ولعل البعض يراهن على ذلك استمرار موجة العنف تؤدي إلي انهيار الاقتصادي تؤدي إلي ثورة شعبية أو تدخل من أي نوع هذه هي المراهنة .
فخروجنا فقط ليس تأييدا لأحد وإنما لنأخذ على يد من يريد أن يهدم الدولة من يريد أن يخرب الوطن من يريد أن يسير في طريق غير ديمقراطي ويلتف على الإرادة الشعبية نقول لهم حرصاً على الوطن وحرصاُ على المواطن تخلوا عن دعوات العنف وإن كان لكم مطالب سياسية اطلبوها بشرطين اثنين الالتزام بالسلمية والالتزام بالوسائل الديمقراطية .
هذا هو ما نرجوه وما نبغيه لم نبغي صداماً لم نبغي اشتباكاً لم نبغي تأييداً لأحد وإنما نبغي وطناً حراً كريماً نبغي مواطناً تلبى رغباته تحل أزماته ، خرجنا فقط لنقول إننا معارضون لنظام ومعارضون أيضا لمن يريدون إسقاط النظام بطرق غير شرعية وغير سلمية .
أتمنى وأسال الله تعالى أن يحفظ هذا الوطن وأن يحفظ المواطنين من كل مكروه وسوء وادعوا كافة الشرائح الشعبية والسياسية والوطنية والثورية أن يشاركوا في مليونية اليوم أن شاء الله أمام ميدان النهضة وجامعة القاهرة ، وستكون مليونية سلمية وستكون نموذج رائعاً نموذج حضارياً من اجل أن نقول نحن نريد وطننا حراً كريماً نريد نهضة نريد تنمية نريد اقتصاداً نريد مؤسسات قوية تحفظ امن الوطن والمواطن .
الآراء المنشورة في الموقع تعبر عن توجهات وآراء أصحابها فقط ، و لا تعبر بالضرورة عن الموقع أو القائمين عليه