أهتم عدد من الكتاب الغربيين في صحافة 19 سبتمبر بالدور التركي الجديد في منطقة الشرق الأوسط وتطورات علاقات أنقرة بالمنطقة، حيث ذكر الكاتب الأمريكي "أنطوني شديد" على صحيفة نيورك يورك تايمز الأمريكية أن تركيا التي أشعلت الخلافات بينها وبين كلاً من سوريا وإسرائيل بدأت تشير إلى بداية تحالف رأته المثمر خلال الفترات القادمة وهو التحالف التركي مع مصر. وقال الكاتب أن وزير الخارجية التركي "أحمد داوود أوجلو" الذي ينظر إليه كثيرون على أنه مهندس السياسة الخارجية التركية التي جعلت من بلاده أحد اللاعبين الأكثر أهمية في العالم الإسلامي، أكد أن بلاده بدأت تنظر إلى مصر حالياً على أنها حليفاً رئيسياً لدولته في المنطقة. وحول العلاقات التركية الإسرائيلية والسورية التي تدهورت بسبب السفينة مرمرة التركية أكد أوجلو أن إسرائيل وحدها هى المسئولة عن إنهيار العلاقات مع دولته ،كما اتهم الرئيس السوري بشار الأسد بالكذب بعد أن أكد مسئولون أتراك للرئيس الأسد بان هناك فرصة أخيرة لإنقاذ حكومته من خلال وقف الحملات الوحشية ضد المعارضة السورية. وتابع الكاتب أن اللافت للأنظار أن تبدأ شراكة بين تركيا ومصر في هذا التوقيت وهما الدولتين الأقوى عسكرياً والأكثر تأثيراً في المنطقة بأثرها، وقد أكد أوغلو عن هذا التحالف أنه سوف يخلق محوراً جديداً في المنطقة في نفس الوقت الذي يتناقص فيه تأثير الولاياتالمتحدةالأمريكية على المنطقة. وحول الوضع الليبي ومستقبل ليبيا مع دول الإتحاد الأفريقي خاصةً بعد نجاح الثورة الليبية، رأى الكاتب البريطاني "كنوكس شيتيو" على صحيفة الجارديان البريطانية أن إنتصار المعارضة الليبية في الإطاحة بالعقيد معمر القذافي تسبب في خلق الإنقسامات داخل القارة الأفريقية فعلى مدى عقود كانت ليبيا جزأ لا يتجزأ من أفريقيا. وأضاف أن ليبيا التي لا تزال مستمرة في قتالها للقذافي كانت مهداً لمنظمة الوحدة الأفريقية عام 1963، كما ان حوالي ربع سكان ليبيا الأصليين من السود في حين أن العمال المهاجرين الأفارقة يتجاوزون المليون مهاجر. وكان القذافي خلال فترة حكمه التي استمرت لنحو 40 عاماً يدافع عن الوحدة الأفريقية والتعددية الثقافية الأفريقية. كما أدى إعتماد القذافي على عدد كبير من المرتزقة الأفارقة من أجل السيطرة على التظاهرات السلمية في ليبيا إلى سخط الثوار من الأفارقة السود الذي كانوا يدعمون النظام باستمرار وذلك على الرغم من أن السكان الأصليين في ليبيا كانوا من السود الأمر الذى أدى بنهاية المطاف إلى اضطهاد المهاجرين الأفارقة السود والليبيين إلى حد سواء. من جانبها دعت منظمة هيومان رايت وتش كافة الأطراف إلى ضرورة وضع حد للأعمال الإنتقامية الوحشية بما في ذلك عمليات التعذيب والقتل الجماعي ... ورأى الكاتب أن هناك سؤالاً ملحاً بعد كل هذا ، هل لا تزال ليبيا توصف بأنها دولة أفريقية؟ ورأى الكاتب أن الثورة تسببت في إنتقال ليبيا إلى موجات الديمقراطية في الربيع العربي، الأمر الذي من شأنه أن يتسبب في عملية تفاعل مستمرة بين كلاً من ليبيا وأفريقيا، ولكن على المستوى الثقافي والفكري والمالي فإن ليبيا تحركت بشكل كبير نحو دول شمال أفريقيا والشرق المتوسط ودول جنوب البحر المتوسط، ومن هنا بدأت ليبيا تحتضن تراثها العربي. وأوضح أن 20 دولة فقط من دول الإتحاد الأفريقي البالغ عددهم 53 دولة أقروا بالمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا، كما أن الإتحاد الأفريقي نفسه لم يعترف بعد بالمجلس الوطني الانتقالي، وأكد الكاتب أن ميثاق الإتحاد الأفريقي يرى أن عملية خلع الرئيس الليبي من سلطته بالقوة عملية غير دستورية. كما أن هناك شعوراً بين دول الإتحاد بأن استخدام قرار الأممالمتحدة رقم 1973 الذيأذن باستخدام القوة اللازمة لحماية المدنيين الليبيين وإحداث تغير في النظام الليبي أمراً ظالماً وغير شرعي. وبين أن ذلك تسبب في إشعال العمليات الإنتقامية ضد الأفارقة السود، وتكهن الكاتب بأن إجتماع الإتحاد الأفريقي الأخير في جنوب أفريقيا كان يحمل تلميحات بالإعتراف بالمجلس الوطني الإنتقالي في ليبيا من أجل إقامة شراكة جديدة بين دول الإتحاد والمجلس في ليبيا. وأخيراً أكد الكاتب أن التغيرات الهائلة في الربيع العربي تبشر بظهور دينامية أفريقية جديدة. لعموم الافريقيين مثل التضامن والتمكين الأفريقي الذي بدأ يواصل صداه.