- عبد الغفور : الفنان أعظم أثرا من الزعيم - خالد يوسف : الأمم المتقدمة تعتبر الثقافة السيدة يخدمها جاريتان الاقتصاد و السياسة - ايمان البحر درويش : " تحدى الثورة " أغنيتى الممنوعة من الإذاعة - حسين عبد الغنى : الاخوان لديهم عقدة تاريخية من الإعلام - عبد الغنى : تهمة إهانة الرئيس فى عهد مرسى وصلت ل 4 أضعافها منذ عصر الخديوى - الصريطى : الإعلام صوت سيده .. و الثقافة صوت الشعب كتبت : شيماء فؤاد
اعتبر نقيب الممثلين أشرف عبد الغفور أن سلطة الثقافة أكبر من أى سلطة أخرى نعيش فى ظلها ، وأن الفنان أحيانا تكون له سلطة و تأثير أكبر على الناس من الزعماء أنفسهم .
كان ذلك فى إطار الحديث عن " الإطار الثقافى و الفنى و الإعلامى بعد الثورة " خلال المؤتمر الثانى للنقابات المهنية بعنوان " تحديات العام الثالث للثورة " بحضور رئيس الاتحاد المحامى سامح عاشور ، و رئيس المؤتمر الكاتب محمد سلماوى ،و 14 من النقابات المهنية و العديد من الشخصيات العامة .
أكمل عبد الغفور حديثه أن العلاقة بين السلطة و الثقافة دائما شائكة لما تعانيه المنظومة الثقافية من الإهمال كمحاولة لتغيب الشعوب ، و تسائل هل هناك إمكانية لإصلاح هذة العلاقة ، فالثقافة تعمل على تحقيق المصلحة العامة و النهوض بعقول الشعب .
وصف نقيب الممثلين الثقافة بأنها حصن المجتمع ، التى إن همشت بعيدا عن صنع القرار العملية الإنمائية ، فبذلك تفتقد الدولة عنصر أساسى فى بنائها ، لما للثقافة من دور وطنى فى التأثير على الشعوب و المجتمعات و قدرتها على التغيير و التنمية .
و أضاف عبد الغفور أن السلطة لا تستطيع أن تحافظ على استمرارها دون رؤية و محركات ثقافية و كذلك الثقافة لا تنجح دون دعم و رعاية السلطة ، فعلاقتهم متكاملة ، و لكنه يرى أن سلطة الثقافة هى الأقوى و الأبقى و الأعمق أثرا و رسوخا . مؤكدا إذا كانت السلطة تستطيع أن تضيق على المثقف فلا تستطيع أن تخنق الثقاقة ، مستشهدا بمقولة " فإن تحرقوا القرطاس فلن تحرقوا ما تضمنه القرطاس فهو فى صدرى " ، و أن تأثير الثقافة على الإنسان تلقائى كنبضات القلب . وتابع أن الثقافة بكل مقومتها من اللغة و القيم و المبادئ و الاعراف و الفنون أطر تخرج تاثيرها من المرء بطريقة تلقائية فتوجه سلوكه دون أن يدرى . و الثقافة هى الإنسان نفسه و المحافظة عليها محافظة على الإنسان و إضعافها يضعف صاحبها و تجعله عرضة للإخطار .
و عن الأعمال الإبداعية بإشكالها المختلفة من فن و موسيقى و أدب و نحت و رسم و غيرهم لها تأثير قوى فى وعى الناس و سلوكهم ، و ظهر ذلك فى ثورة 25 يناير ، ففى تونس استعانوا بموروثهم الثقافى متمثل فى أشعار أبو القاسم الشابى ، و فى ليبيا علت أصواتهم بكلمات عمر المختار ، و فى مصر الأغانى الوطنية و الأشعار لكبار الشعراء و المبدعين ، قائلا أن الابداع يعزز قيم الانتاج و العمل و الخير و الحب و الجمال .
بناء عليه، طالب نقيب الممثلين الجهات المسئولة أن تكف عن النظر الهامشى للثقافة ظنا أنها امر ثانوى لا تدر دخلا كبيرا فتنصرف عنه ، و ان هناك مثقفين أيضا لا يبالون بالارتقاء بمنتوجهم الثقافى . وعن مسئولية المحافظة على الثقافة ، تحدث نقيب الممثلين عن أنها تقع على السلطة و السياسين و المجتمع بأكمله ، و أن فساد المجتمعات يحدث عندما تتعرض الثقافة للخطر ، و ان الاصلاح اذا لم يتخذ اتجاها ثقافيا سيكون باليا فاقد التأثير .
و من جانبه اعترض المخرج خالد يوسف قائلا أن النخبة و المثقفين يتساويان فى الجرم فى حق الثقافة مع السلطة فدائما ، توضع الثقافة فى ذيل الامور ، قاصدا أن الثقافة عندما وضعت فى أجندة المؤتمر وضعت فى المحور الأخير ، قائلا لا أعرف إن كان الأمر مقصودا أم لا .
معقبا أن الأمم المتقدمة تعتبر الثقافة هى السيدة يخدمها جاريتان الاقتصاد و السياسة ، مضيفا ان أن الصراع الذى نمر به الآن ليس صراع سياسى كما نظن ، و لكنه صراع ثقافى بالاساس . و أكد خالد أن حتى لو تولى الحكم القوى التنويرية و المثقفين ، لن ينتهى الصراع ، فستظل هناك افكار مظلمة موجودة فى اشقائنا فى الوطن ، و لن نستطيع أقصائهم ، و لن يحسم الصراع حتى ينتصر الفكر التنويرى على الجهل .
و أن دور المثقف أن يكون دائما على يسار السلطة ، لانهم حالمين بالاجمل يتصادمون بالواقع ، حتى لو من بها مستنيرين ، قائلا أنا ناصرى و إن كنت فى عهده كنت سأعارضه ، موضحا ان فى السلطة تسقط عنك صفة الحلم و الابداع لتقول ليس فى الامكان ابدع مما كان .
و عن مهمة المثقفين و المبدعين تحدث أنه لا يقوم فقط على فضح النظام و إسقاطه ، و لكن فى الاساس محاربة الافكار المظلمة و العنيفة التى تنتمى لظلامات الماضى .
إما ايمان البحر درويش نقيب الموسيقين ، فتحدث قائلا نحن دائما ضد السلطة و مع الحق و لسنا ضد الاخوان و ان لم يكونوا فى السلطة و كانوا هم من يسحلون كنا سنناضل من اجل حقوقهم و خلاصة الامر ان كانوا مسلمين لما فعلوا فينا ذلك .
و استشهد بقول الحجاج بن يوسف الذى لقبه بالسفاح ، لقتله 13 من الصحابة ، و الذى قال عن مصر و أهلها ، هم قتلة الظلمة وهادمي الأمم وما أتى عليهم قادم بخير إلا التقموه كما تلتقم الأم رضيعها ، وما أتى عليهم قادم بشر إلا أكلوة كما تأكل النار أجف الحطب ، وهم أهل قوة وصبر وجلدة وحمل ، و لايغرنك صبرهم ولا تستضعف قوتهم ، كما قال هم صخرة فى جبل كبرياء الله تتحطم عليها أحلام أعدائهم وأعداء الله .
و تحدث البحر أنه كان الأجدر بالإخوان الالتزام بصحيح الدين ، فالمؤمن لا يكذب ، لأن الكذب أصل كل مفسدة ، و طالب بتنظيم الصفوف ، و أن يعى رجال الدين دورهم و لا يحيدوا عن صحيح الإسلام ، و عدم تنحية شباب الثورة .
مستنكرا وثيقة الأزهر رافضا المساواة بين الدم و الممتلكات ، و أن دم المؤمن عند الله اغلى من الكعبة نفسها بيت الله الحرام . و تحدث البحر أن أغنيته " تحدى الثورة " حتى الآن ممنوعة من إذاعتها لما تحمله من معانى ثورية ، و طالب من الفنانين القيام بمبادرة و جمع أموال من أجل المعدوميم و المهمشين و إلا ننتظر حتى ينتهى الصراع ، فيجب عدم إغفال من قام من أجلهم الثورة .
و عقب فى الخاتم ان امتناع القوى المدنية عن الانتخابات يجب ان يكون محل دراسة فهم حينها يتركون المكان خاليا للفصيل الاخر .
و عن الإعلام و علاقته بالسلطة تحدث الإعلامى حسين عبد الغنى ، الذى وصف السلطة بالمستبدة ، و أنه لا امل ف اعلام مستقل طالما الاخوان جاثمون على رأس السلطة .
كما تحدث عن كرههم لحرية الرأى ، و أن حسن البنا مؤسس الجماعة يرى أن الحرية لا تصح دون توجيه و نصح و ارشاد و تحت اشراف ، و فى الفكر السياسى للجماعة هم يتبعون السلف لا البحث العقلى فهم ضد حرية الصحافة و الفن و لابداع لانه بحث عن غير المألوف .
و عن العقدة التاريخية للجماعة من الصحافة ، ذكر أن حسن البنا و صالح عشماوى و غيرهم من تولوا جرائد الاخوان كانت محاولات فاشلة و لم يستطيعوا اخراج كوادر مهنية حقيقية فهم يرون الاعلام يقع فى معسكر مخالف لهم ، لذلك يعادونه أشد العداء .
وتحدث درويش عن تهمة إهانة الرئيس فى عهد مرسى و التى وصلت ل 4 اضعافها منذ اختراع التهمة فى عهد الخديوى ثم الذات الملكية و إلغائها فى العهد الجمهورى ، و رجوعها فى عهد مبارك ، و أن النظام البائد كان يريد ان يكسب صورة ديمقراطية فكان يعفو او يعطى غرامات ، و لكن فى عهد مرسى يعاقب الآن بيشوى بتهمة اهانة الرئيس لأول مرة فى التاريخ منذ اختراع تلك التهمة .
أما حسين عبدالغني فقال أن سحق الاعلام بدأ مبكرا ، لكن الفن و الثقافة ليسا ببعيد ، و دورهم سيأتى. وأضاف أن مصر لا تساوى شيئا دون هذة القوى الناعمة ، و أن النظام لن يستطيع أن يمحى موروثنا الثقافى ،و أن النظام له ثلاث اعداء هم الاعلام و القضاء و المراة فى حد ذاتها ، بدلا من الفقر و الجهل و الفساد . وأشار عبدالغني لأهمية الفن ، و أنه لو تم تصوير فيلم يصور متاجرة بعض الجماعات بالدين فسوف يؤثر فى الناس اكثر من أى برنامج حوارى ، محذرا أن وزير الاعلام الاخوانى يصرح أنه لن يكمل الجزء الثانى من مسلس البنا لو تعرض بالنقد للجماعة .
من جانبه عبر سامح الصريدى وكيل اول نقابة المهن التمثيلية أن الثقافة منتج شعبى بتاثيرها تتحول لحضارة ،و اذا واجهت اضطهاد تظل كما هى و لا تتغير كالثقافة القبطية .
و أن النظام البائد استهدف ثقافة الأسرة المصرية ، قائلا العمل ثقافة و اجتماع الاسرة عرف بتخريبها لم يصبح العمل سوى مصدر للدخل ، و تفرق شمل الأسرة ، و أن الانسان لم يكن له قيمة دون علم أم الان من معه قرش يسوى قرش . متحدثا عن قوة الموروث الثقافى الذى صمد و استيقظ فينا فى الثورة ، ف 30 عاما ، لم يكونوا قادرين على محو حضارة 7 الالاف سنة .
مؤكدا الأخوان لن يستطيعوا مهما فعلوا تغيير ملامح و هوية الدولة المصرية ، و أن الاعلام انتقل من مبارك لمرسى لكنه مازال يشبه نظامه كاذب و ثقيل . ووصف الاعلام أنه صوت سيده و الثقافة صوت الشعب ، و أن الأمل الآن فى الاعلام الخاص ، و أن عندما يضرب الفن و الابداع فهم يضربون ضمير الشعب ، قائلا هم صوتنا فى وجه من يريد ان يطمس هويتنا .
قال الصريطى الفنانين من الشعب و طالما الشعب قائم فالفنان باقى ، و لكن الخوف هو تهميش القوى الناعمة و اهدارها ، رافضا النظام الذي يعتدى على الشعب فى شخص فنه و شبابه و يهدر القوى الناعمة ، مؤكدا أن الشعب هو الاقوى .