اعرب "اعلان القاهرة "الصادر اليوم عن وزارة الدولة لشئون الآثار المصرية ومنظمة التعاون الإسلامي ومركز الابحاث للتاريخ والفنون والثقافة عن بالغ القلق تجاه الوضع الخطير في بعض مناطق العالم الإسلامي تجاه التراث الحضاري . واشار الاعلان إلي أن هذا الخطر يتجلى في الأعمال العدائية والانتهاكات والتدمير والتدنيس, التي يتعرض لها التراثٍ المعماري والأثري وكذلك التراثٍ الفكري والفني, الذي يقف وراءه التعصب الدينى الذي يدفع البعض بالدعوة لتدمير الاثار لمزاعم لاتمت للاسلام بصلة أو لاسباب سياسىة وأيضا التطرف وسياسات الاحتلال والاستئصال كما يحدث في فلسطينالمحتلة .
وشدد الاعلان الذي جاء في ختام الندوة التي عقدت في القاهرة تحت عنوان (أهمية التراث الثقافى والمحافظة عليه: الرؤية الإسلامية للتراث الحضارى) وشارك فيها الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أغلو ومعالى وزير الدولة المصري لشئون الآثار د. محمد أبراهيم و د . خالد أرن المدير العام لمركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة (إرسيكا) باستانبول علي ضرورة قيام علماء العالم الإسلامى والمتخصصين للتباحث حول المخاطر التى يتعرض لها التراث فى عالمنا الإسلامى وإتخاذ التدابير لمواجهة ذلك.
ويحذر الإعلان من الأذى والدمار الذي لحق بموجودات التراث الحضاري الإسلامي وما قبله, فى السنوات الأخيرة في مصر وتونس وليبيا اثناء الثورات التي شهدتها تلك الدول وخلال الحرب الجارية في سوريا ومالى، وفي وقتٍ سابقٍ في البوسنة والهرسك، وكوسوفو، وأفغانستان والعراق، والأخطر من ذلك ما يحدث على مدى عقودٍ من قِبل إسرائيل في الأراضي المحتلة.
ولفت الاعلان الانتباه إلي أن التراث هو نتاجُ تاريخِ حضارةٍ أمة بعينها فى وقت ما وهو الإطارالمرجعي الرئيسي لمعرفة الشعوب والثقافات إلا انه يظل جزءٌ من تراث البشرية جمعاء.
واوضح أن المواقع المبنية والمعالم الأثرية والأعمال الفكرية والفنية بجميع أشكالها وما تضمه من منتجاتٍ مكتوبة وبصرية وأخرى ملموسة وشفوية وسمعية وكذلك القيم الاجتماعية والتقاليد الثقافية هي جميعًا جزءٌ من التراث الثقافي ومعظمها لا يتجدد والتراث العمراني والمعماري إنما يحتضن جميع هذه الأشكال من المنتجات الثقافية الملموسة وغير الملموسة فهو المركز الذي تُصانُ فيه الحضارة وتُطوَّرُ على نحوٍ مستمرٍ.
واشار إلي أن المحافظة علي التراث الحضاري لا تقتصر على الاستمرارية المادية للمباني فحسب بل ينبغي أن تضمن أيضًا استمرارية جوانب الثقافة غير المادية بما في ذلك ثقافة المحافظة على التراث.
واوصي الاعلان بمواصلة المحافظة على التراث طبقًا للمبادئ والسياسات المقررة في المواثيق والإعلانات الدولية والإسلامية المعمول بها وإعلان الرياض الصادر عن المؤتمر الدولي حول التراث العمراني في البلدان الإسلامية مايو 2010م
ويؤكد الاعلان علي أن أماكن العبادة والمواقع والمعالم الأثرية وموجودات التراث الثقافي لا يمكن إيذائها أو مهاجمتها أو استخدامها بأي شكل من الأشكال لتعارضه مع المبادئ الإسلامية.وأن جميع الدول والسلطات مطالبة بإتخاذ التدابير لوقف أي اعتداء أو تدمير يطال التراث أيًّا كان انتمائه وموقعه.
وطالب بأن يكون المحافظة على التراث الثقافي جزءًا من سياسات التنمية المستدامة والسياسات التربوية والاعلامية سواء الاعلام الرسمي او الخاص .
كما طالب الاعلان منظمة التعاون الاسلامى واجهزتها المحتصة (ارسيكا) بإصدار ميثاق للحفاظ على التراث مستندا للمبادئ الاسلامية التى تتضمن رؤية واضحة للحفاظ عليه والسعى لاقراره من خلال المؤسسات الدولية العاملة فى المجال.