- عابدين : مصائر الناس في السلطة ليس عمل السلطة - أبو زيد : المجلس العسكرى كان على دراية بما يفعل
كتبت : شيماء فؤاد " الثورة التائهة .. صراع الخوذة واللحية والميدان " عنوان كتاب جديد للكاتب الصحفى عبد العظيم حماد يتناول من خلاله إشكاليات الثورة المصرية ، وما وصلت إليه الأوضاع ، ناقشه المقهى الثقافي ضمن نشاطه أمس بمعرض الكتاب بمشاركة فريد زهران والكاتب الصحفى إبراهيم عابدين، وجيهان أبو زيد الباحثة فى الأممالمتحدة.
تحدث "عبد العظيم حماد" مؤلف الكتاب موضحا أنه ليس ضد الإخوان كأشخاص ولكن ضد ممارساتهم ، و أن كتابه اعتمد على التوثيق و المصادر ، مشيرا إلى أنه طلب من المشير طنطاوي ود. عصام شرف والملا وعبد العزيز الجندي أن يدلوا بشهادتهم ولكنهم رفضوا تماماً.
وعن مقارنته بين ثورة يوليو 52 وثورة يناير أوضح حماد أنه لم يهتم بتحديد الفروق بينهما ولكنه اهتم أكثر بإيضاح موقف واشنطن من الثورتين و كيف انها باركت الاثنين لان الانظمة التى سقطت فقدت اى قبول شعبى ، ولكنه رأى الفارق الوحيد أن الظباط الأحرار كانت لديهم رؤيا فى إدارة البلاد .
تحدث الكاتب على فكرة الخطط البديلة لدى الولاياتالمتحدة فهي لا تجد مشكلة في تولي الإخوان الحكم بشروط أن تتعاون معها لوقف الإرهاب الدولي ، وأن تحقق الأمان الاستراتيجي لإسرائيل ، وتحترم جميع الاتفاقيات الدولية ،و تدعم مبدأ تداول السلطة ، و فى حال فشل الخطة فإنها في هذه الحالة تكون قد حققت مكاسب أخرى حيث ستبرأ الأمة للأبد من مرض الإسلام السياسي وسيدركون مدى فشل مثل هذا التيار حين يصل لسُدة الحكم.
أما عن عصر الفساد أيام المخلوع فعبر الكاتب أن مبارك حوّل النظام إلى نظام مملوكي ، وكانت قد بدأت هذه الظاهرة في عهد السادات حيث كانت كل المؤسسات تقوم بإرسال هدايا للرئاسة في ظاهرة عُرفت ب"ريع المنصب".
ومن جانبه تحدث فريد زهران عن أهمية الكتاب و أنه يمثل دراسة أنه تنتمى للمدرسة المعاصرة فى الكتابة التى تعتمد على التحقيق الصحفي الاستقصائى الذى يقبل عليه الكثير من الجمهور لقدرته على كشف الكثير من الحقائق.
مضيفا أن الكتاب به رؤية تحليلية عميقة للوضع الذي نحياه الآن ، فالكاتب يرى أن هذه الثورة يجب ألا تتوقف عند تغيير الوجوه فحسب بل يجب أن تقتلع السياسات الفاسدة ، ويلفت الكاتب النظر إلى مدى إلحاح العدالة الانتقالية ووجوبها كمخرج آمن للوضع الملتهب الراهن.
وأوضح زهران أن عنوان الكتاب يوحى بأن الثورة لا تزال حية وأنه لا يزال هناك أمل كبير في أن تسترد جذوتها ، فالوضع منذ التنحى فى صراع غير محسوم بين الأطراف الثلاثة التي تصدرت المشهد وساهم فيه بشكلٍ أو بآخر "المجلس العسكرى، والقوى الديمقراطية، والإسلام السياسي" .
وكان الخيار الأول الذي تمثل في المجلس العسكري والذي كان يحتوي على إقصاء فلم ينجح، أما الخيار الثاني فكان من نصيب الإخوان واحتوي أيضاً على إقصاء فليس من المتوقع له أن ينجح أيضاً.
و تحدث الصحفي والكاتب "إبراهيم عابدين" أن الكتاب في جوهره وثيقة تاريخية عالية القيمة للوضع الراهن، وكان أهم القضايا التي تعرض لها هذا الكتاب قضية "حرية الصحافة" وطريقة تعامل الحاكم مع الصحافة والصحف التي يعتبرها منابر تعبر عنه وعن مواقف سلطته.
مضيفا أن الكتاب يصحح مفهوم السلطة ويحيد واجباتها الرئيسية في تطوير المجتمع ، وليس الاهتمام بمصائر الناس في الآخرة ، كما تعرض الكتاب للكثير من أوجه الفساد المتوطنة في المجتمع المصري منذ عهد مبارك كتوزيع الثروات والمناصب والهدايا وتجارة الأسلحة وصفقات الأسلحة المنتهية الصلاحية وغيرها من قضايا الفساد .
كما أورد الكتاب تفاصيل دامية وموجعة لكارثة العبارة السلام 98 وكيفية تعامل السلطة مع أرواح المصريين الزاهقة حيث أكد رئيس هيئة الإنقاذ أن ميزانية المركز كله في سنة لم تكن تكفي لإنقاذ العبارة.
وأضاف عابدين أن الكتاب كشف مدى قلة خبرة المجلس العسكري السياسية في فترة حكمه للبلاد وأكد على حقيقة عدم وجود أي شفافية في أي قرارات سلطوية في أي عصر . أما الدكتورة جيهان أبو زيد الباحثة في مجال حقوق الإنسان المستشارة في الأممالمتحدة تحدثت عن العنوان الذى يقسم المجتمع إلى ثلاث : الميدان والخوذة واللحية، وتساءلت هل يصح أن نضع الميدان في مواجهة كل من الخوذة واللحية!! فالميدان يمثل الناس العادية المختلفة في الشكل والملامح والأهواء والانتماءات ، أما الخوذة فلها شكلها وإطارها المحدد وكذلك اللحية مما وجدت فيه ظلماً حقيقياً للميدان.
وعن حديث الكاتب عن الثورة التي هدمت النظام القديم ولم تفرض قيمها تساءلت أيضاً:هل هذا صحيح؟ فعملية هدم القيم هي في حقيقة الأمر عملية تأخذ وقت طويل على جميع المستويات ثقافية وسياسية واجتماعية.
وأضافت أن القوة التي تولت السلطة التي وصفها الكتاب بالتيه وهو أمر صحيح من زاوية الإدارة التى تعتمد مبدأ التجربة والخطأ كمن يتولى منصباً جديداً ولا يعرف كيف التصرف معه ولكن تلك القوة في النهاية – المجلس العسكرى - تعرف جيداً ماذا تفعل وتعرف توجهاتها فهي أبداً ليست تائهة من هذه الزاوية.
وعن سلطة الفرد في مقابل سلطة الدولة وشخصية الفرد في مقابل شخصية الدولة وكيف أن شخصية الدولة المصرية مسحوقة تماماً فهي دوماً ما ترتدي ثياب شخصية الفرد وهو أمر موجع للغاية ويؤكد بالفعل الكلمة البليغة التي أوردها الكتاب والتي تجيد وصف المشهد "هناك بقايا نظام مملوكي عثماني في تاريخ مصر" .