تتوالى ردود الفعل على قيام طائرات الاحتلال الإسرائيلي بقصف مركز عسكري للأبحاث شمال غرب العاصمة دمشق فجر الأربعاء ، ففي الوقت الذي اعتبر فيه جيش الأسد أن الهجوم يؤكد أن إسرائيل هي "المحرك لما يجري من أعمال إرهابية" تستهدف سوريا، قالت جماعات موالية لنظام الرئيس بشار الأسد، إن "جميع الخيارات مفتوحة للرد على الاعتداءات الإسرائيلية". وذكرت "الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير"، في بيان أصدرته في وقت متأخر من مساء الأربعاء، أن "الأزمة في سوريا شهدت حدثاً نوعياً، بعد الدخول المباشر للعدو الصهيوني على خط الأزمة، من خلال قصف طائرات الكيان الصهيوني أحد مواقع البحث العلمي في جمرايا بريف دمشق".
وأكدت الجبهة الشعبية، في البيان الذي أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" مقتطفات منه، أن "استغلال الكيان الإسرائيلي لظروف الأزمة بشتى الأساليب، ومنها أسلوب العمل العسكري المباشر، كان متوقعاً".
وقالت إن "هذا الاعتداء يؤكد مرة أخرى حقيقة معروفة، وهي إذا كان للأنظمة ضروراتها، فإن للشعوب خياراتها، ولذلك فإن الجبهة الشعبية تعلن أن جميع الخيارات مفتوحة أمام الشعب السوري وقواه الوطنية، للرد على الاعتداءات الإسرائيلية".
من جهته، أكد حزب "الإرادة الشعبية" أن "العدوان الصهيوني... شكل تحولاً خطيراً ودخولاً مباشراً وعلنياً، لقوات الاحتلال الإسرائيلي على خط الأزمة السورية العاصفة والآيلة في الوقت ذاته للحل السياسي".
وقال الحزب، بحسب "سانا"، إن "هذا العدوان السافر والمشين، والذي أودى بحياة عدد من الشهداء، هو عدوان على السيادة الوطنية السورية، يستدعي من السوريين الإسراع في إنجاز حل لأزمتهم الداخلية، عبر الحوار والمصالحة الوطنية والتغيير".
وأعلن جيش النظام السوري أن "طائرات حربية إسرائيلية قصفت فجر أمس الأربعاء أحد مراكز البحث العلمي المعني برفع مستوى المقاومة والدفاع عن النفس والواقع في منطقة جمرايا بريف دمشق"، مشيرا إلى أن الهجوم خلف قتيلين وخمسة جرحى.
وبحسب بيان للجيش فإنه "لا صحة لما أوردته بعض وسائل الإعلام بأن الطائرات الإسرائيلية استهدفت قافلة كانت متجهة من سورية إلى لبنان".
ولا تعترف إسرائيل عادة بشن مثل هذه الغارات الجوية، غير أن وسائل إعلام إسرائيلية قالت إن طائرات إسرائيلية استهدفت قافلة سلاح في الأراضي السورية كانت في طريقها إلى لبنان.
عدوان همجي
ومن جانبه ، ندد حزب الله اللبناني بالغارة الإسرائيلية ، ووصف الحزب، في بيان له تلقى مراسل وكالة "الأناضول" نسخة منه اليوم الخميس، الغارة ب"العدوان الهمجي"، مضيفا أنها استهدفت "منشأة للبحث العلمي داخل الأراضي السورية، ما أدى إلى إستشهاد بعض الأخوة السوريين وجرح آخرين وتدمير مبنى المنشأة".
واعتبر حزب الله أن تلك الغارة تستدعي "أوسع وأقوى حملة شجب وإدانة من المجتمع الدولي وكل الدول العربية والإسلامية".
ورأى الحزب أن هذا الإعتداء يكشف وبشكل سافر "خلفيات ما يجري في سوريا منذ سنتين، وأبعاده الإجرامية الهادفة إلى تدمير سوريا وجيشها وإسقاط دورها المحوري في خط المقاومة والممانعة"، بحسب البيان.
ودعا الحزب إلى أن تكون الغارة مناسبة ليراجع البعض "مواقفه ويعتمد الحوار السياسي أساسا وحيدا للحل حقنا لدماء السوريين، وصونا لدور سوريا وموقعها في مواجهة الأعداء".
هجمات غير مبررة
وفي موسكو ، أعلنت وزارة الخارجية الروسية ان موسكو تتحقق من المعلومات التي تحدثت عن شن الطيران الاسرائيلي غارات على موقع في الأراضي السورية.
وقالت الخارجية في بيان صدر يوم 31 يناير/كانون الثاني ان "موسكو تلقت بقلق عميق أنباء حدوث غارة جوية اسرائيلية على مواقع في سورية قرب دمشق".
وأشار البيان الى أنه في حال صحة هذه المعلومات فاننا سنكون أمام هجمات غير مبررة على أراضي دولة ذات سيادة، ما يعد انتهاكا غير مقبول لميثاق الأممالمتحدة، مهما كانت المبررات".
وتابع البيان القول "نتخذ الاجراءات السريعة لتوضيح الوضع بجميع تفاصيله.. وندعو مجددا الى وقف اي شكل من اشكال العنف في سورية وعدم التدخل الخارجي وبدء الحوار الوطني السوري على اساس اتفاق جنيف".